رسالة مواساة لمرضى وموتى كورونا



رسالة مواساة لمرضى وموتى كورونا 
 
ذكر ابن الجوزي : أن رجلا ، مرض مرضاً شديداً ، فلما أوشك  أن يموت ، كتب إلى أمه : يا أماه ، اصنعي طعاماً ، واجمعي من قدرت عليه، ولا يأكل طعامك من أصيب بمصيبة ، ثم انظري هل وجدت لشيء قراراً باقياً ، و خيالاً دائماً ؟ ! إني قد علمت يقيناً ، أن الذي أذهبُ إليه خير من مكاني، قال : فلما وصل كتابه، صنعت طعاماً ، و جمعت الناس، و قالت : لا يأكل هذا من أصيب بمصيبة ، فلم يأكلوا !!! ،فعلمت ما أراد ، فقالت : من يبلغك عني أنك وعظتني فاتعظتُ، وعزيتني فتعزيتُ، فعليك السلام حياً و ميتاً .
 
والمرض والموت لابد منهما والبلاء عموما، لذا ذُكر الصبر في تسعين موضعا في القرآن
 
وصدق القائل :

ثمانية لابد للمرء  منها         
ولابد أن تجري عليه الثمانية
سرور وهَمٌّ ، واجتماع وفُرْقة    
ويُسْر وعُسْر، ثم سقم وعافية
 
وللمرض وجوه متعددة من الفضل والخير : 
 
 
فهو تكفير للخطايا : 
 
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : ( ما يصيب المسلم من نصب (تعب) ولا وصب (وجع وألم)، ولا همّ ولا حزن، ولا أذى ولا غمّ، حتّى الشّوكة يشاكها، إلّا كفّر الله بها من خطاياه ) رواه البخاري .
 
تكفير الذنوب :
 
( ما من مسلمٍ يصيبُه أذًى من مرضٍ فما سواه ، إلا حطَّ اللهُ به سيئاتِه ، كما تَحُطُّ الشجرةُ ورقَها ) .
 
وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ للصحابية أم العلاء في مرضها: ( أبشري يا أم العلاء، فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الذهب والفضة ) رواه أبو داود .

رفع الدرجات :
 
ومن ثمرات الصبر على المرض رفع الدرجات، فقد تكون للعبد منزلة عظيمة عند الله ـ يبلغها بالمرض

فقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ثم صبَّره على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى رواه مسلم .
 
 
استمرار الأجر والثواب :

 
وكذلك يكتب للمريض  أجر وثواب ما كان يفعله وهو صحيح مُعافى، قال ـ صلى الله عليه وسلم : ( إذا مرض العبدُ أو سافر، كتب اللهُ تعالى له من الأجرِ مثلَ ما كان يعملُ صحيحًا مُقيماً ) رواه الطبراني وصححه الألباني .
 
أما الموتى فقد واساهم الله بها في كتابه لكي يستعدوا ويتأهبوا ويتصبروا :
 
فقال سبحانه وتعالى :
 
( لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ )
 
( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ
 
( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِين )
 
( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ القيامة )
 
( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ )
 
وتعددت الأسباب والموت واحد , فقد نعى رجل أخاه حين هرب من الطاعون ولدغته حية فمات فقال :
 
طاف يبغي نجوة من هلاك فهلك 
والمنايا رصد للفتى حيث سلك 
كل شيء قاتل حين تلقى أجلك 

 
 
ولعل أعظم مانواسي به المرضى والموتى :
 
 
( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ *أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )

 
فمن الذي يبشرُكم ( إنه الله) 
ومن الذي يطمئنُكم( إنه الله ) 
ومن الذي يؤجرٌكم ( إنه الله )
من الذي قرر عليكم تلك المصائب ( إنه الله )
من الذي وعدكم بالصلاة والمغفرة والهداية إن صبرتم ( إنه الله )
ومن وعدكُم بمعيته ( إنه الله ) ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )
ومن وعدكُم بمحبته ( إنه الله ) ( وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ )
ومن الذي يبشرُكم ( إنه الله ) ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )
ومن الذي بالثواب وعدكُم ( إنه الله )( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ )
ومن الذي بالجنة وعدكُم ( إنه الله )( وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا )
ومن الذي وعدكُم بالسلامة ( إنه الله )( سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ )
 
وتأملوا ماذا قال السلف عن الصبر : 
 
 
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :  "ألا إنَّ الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، فإذا قطع الرأس باد الجسد ، ثم رفع صوته فقال : ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له" 
 

وعن شريح قال : "إني لأصاب بالمصيبة ، فأحمد الله عليها أربع مرات ، أحمده إذ لم تكن أعظم منها ، وأحمده إذ رزقني الصبر عليها، وأحمده إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب، وأحمد إذ لم يجعلها في ديني" ((سير أعلام النبلاء) 
 

وعن أبي ميمون، قال: "إن للصبر شروطًا، فقيل له -: ما هي يا أبا ميمون؟ قال: إن من شروط الصبر أن تعرف كيف تصبر؟ ولمن تصبر؟ وما تريد بصبرك؟ وتحتسب في ذلك وتحسن النية فيه، لعلك أن يخلص لك صبرك، وإلا فإنما أنت بمنزلة البهيمة نزل بها البلاء فاضطربت لذلك، ثم هدأ فهدأت، فلا هي عقلت ما نزل بها فاحتسبت وصبرت، ولا هي صبرت، ولا هي عرفت النعمة حين هدأ ما بها، فحمدتَ الله على ذلك وشكرت" 

وقال زياد بن عمرو: "كلنا نكره الموت وألم الجراح، ولكنا نتفاضل بالصبر" 

وقال زهير بن نعيم: "إنَّ هذا الأمر لا يتمُّ إلا بشيئين: الصبر واليقين، فإن كان يقين ولم يكن معه صبر لم يتمَّ، وإن كان صبر ولم يكن معه يقين لم يتمَّ، وقد ضرب لهما أبو الدرداء مثلًا فقال: مثل اليقين والصبر مثل فَدادين -( البقر الذي يحرث)
 

ولابن الجوزي  "دخلت على رجل مبتلى بالحجاز، فقلت: كيف تجدك؟ قال: أجد عافيته أكثر مما ابتلاني به، وأجد نِعَمه عليَّ أكثر من أن أحصيها، قلت: أتجد لما أنت فيه ألـمًا شديدًا؟ فبكى ثم قال: سلا بنفسي عن ألم ما بي ما وعد عليه سيدي أهل الصبر من كمال الأجور في شدة يوم عسير، قال: ثم غشي عليه فمكث مليًّا - ثم أفاق، فقال: إني لأحسب أنَّ لأهل الصبر غدًا في القيامة مقامًا شريفًا لا يتقدمه من ثواب الأعمال شيء، إلا ما كان من الرضا عن الله تعالى" (الصبر والثواب عليه) لابن أبي الدنيا
 
 
فاستعينوا رحمنا ورحمكم الله بأمرين الصبر والصلاة 

﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ [البقرة: 45]
 
 
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153]

..............

فيديو :




 
 الكاتبة : سناء الشاذلي

البروباغندا واغتيال رمضان




البروباغندا واغتيال رمضان 

 
الإغتيال من أبشع طرق التصفيه ، ويحدث غالبا بطرق خبيثه  ومكر وخديعه ومباغته فمفاجئة , ولو قيل لأحدهم وصلتنا اخباريه تخطط لاغتيالك لاتخذ التدابير اللازمه لحمايته من كاميرات وحراسه مشدده ، لأن العمر غالي ولن يتكرر فهناك اغتيالات لاهداف سياسيه واقتصاديه واخلاقيه،  ولكن أعظمها خفاء ومكرا ودهائا الإغتيال الديني المتخفي بستار الحضاره والترفيه والثقافه ، ظاهره مصلحة البشر وباطنه التحكم بعقول البشر، إنه اغتيال العقل و الفضيله والاخلاق، إنه اغتيال لقلب الحقائق و تغيير المبادئ بل وتغير المعتقدات وصرف الناس عن الله وتزين الدنيا والتنفير من الاخره ، اغتيال يحول الروحانيه الايمانيه الى اللامبالاه  والتبلديه ، ويشتد هذا الاغتيال في مواسم الطاعات
 
 ورمضان خير مثال فالفضائيات تتسابق على هذا الاغتيال من مسلسلات ومسابقات ودعايات خدرت المسلمين حتى بات الأكثريه يعتقد ان رمضان شهر للترفيه لا للقران شهر متابعات لا تلاوات شهر معسلات لا وقت فيه للختمات ، كل ذلك يحدث بطريقه إنسيابيه هادئه تتسلل الينا وكأننا منومين مغناطيسيا 
والبروباغندا أحد وسائل اغتيال عقولنا عامة ورمضان خاصه،  ففي كل رمضان يتم قصفنا بالبروباغندا الخبيثه من اجل سرقة قراننا و طاعاتنا و قلوبنا ، فهي شكل من اشكال اعاده الاعلانات والترويج للمسلسلات مرارا وتكرارا على مسامع المتلقي حتى يألفها فتتحول من مبادئ الى حقائق حتى تتجمد عقولنا  فنعتقد ان ما يحدث من اعلانات للفجور والفسوق قبل واثناء رمضان ما هو الا شكلا من اشكال روحانيه رمضان التي لا تنفك عنه فهي شكل من اشكال التاثير على الراي العام و توجيه الأفكار وقدرات الناس حتى الدينيه منها بتشويه الصوره الحقيقية لروحانيه رمضان بدعاية موجهه لقلب الواقع لتواكب الهدف الصهيوني والعلماني  في اشغال المسلمين،  في هذا السياق يقول الكاتب (اليهودي وليم) في رايي ان القوه البروباغنديه الحديثة المخيفة والمرعبة القادرة على احتلال اذهان الناس وحياتهم وعلى التلاعب بعواطفهم وتحويلهم الى دمى  قد نجحت في تحويلهم من الاسود الى الابيض او العكس كما حولت اناس قادرين من ذوي الالباب الى مغفلين !!!!!!واغبياء
 
وقد نجحوا  في اغتيال رمضاننا باسلوب  البروباغندا الخبيث في جعل الناس بلا وعي فبعض ينشط في رمضان وكثير من القنوات العربية  تحولت الى انفلونزا الخنازير وكثير منها  تحول الى فايروس كورونا غير ان الفرق بين تلك القنوات  ان تلك الفيروسات والامراض تقضي على حياتنا اما الفضائيات او قل الفضائحيات تقضي على ايماننا و على قرآننا ، ان تلك الفضائيات تتبع منهج البروباغندا في تخدير المسلمين واحتلال عقولهم واغتيال رمضان  لتغيبهم عن الواقع فهل نستعد لهذا الاغتيال المبكر بالوقايه من سبل شياطين الاعلان وباخذ مصل مضاد للفيروسات الفضائية  الخبيثه ونتذكر قوله تعالى ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ) لا كما يريدون أصحاب القنوات شهر رمضان شهر للضلال والافساد ولا حول ولا قوه الا بالله 
 
فاللهم كل من ساهم و ساعد  في اغتيال المسلمين واغتيال مواسم طاعتهم فاللهم اشغله في نفسه واجعل تدبيره في تدميره اللهم اغتاله كما اغتال عقول بعض  الناس
 
 وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم اجمعين

البروباغندا واغتيال رمضان .. ملف شامل .. اضغط هنا

 
الكاتبة : سناء الشاذلي

تحية للجيش الأبيض والبني




تحية  للجيش الأبيض والبني
 
جيشانِ  أبيضُ وبني 
أبيضُ يَكِدُ من أجلِ صحَتي 
وبنيٌ يسهرُ من أجل أمنِي 
 طبيبٌ بطِبهِ  يُشَافي 
ومُمرضٌ بِهمتِه يُعَافِي 
طبيبٌ بِروحِه يفدِي 
وممرضٌ بوقتِه يُضَحي 
طبيبٌ لايهابُ مرضٌ معدِي 
وممرضٌ لايخافُ وباءً يؤذِي 
طبيبٌ يُبصرُ الموتى فيبكِي 
ويُربتُ على المرضَى ويدارِي 
ممرضٌ عن كل حالة يستَقصِي 
لا يُفرقُ بين أحدٍ ولا يستثنِي
تحيةٌ للجيش الأبيضِ الوفِي 
وتحيةٌ للجيشِ البنِي القَوِي  
الساهرُ على أمنِي وراحتِي 
لانَخافُ لصا ولا فاسدً خفِي 
ننامُ ويَستيقظُ نهارا ويُمسِي 
صابراً يحتسبُ مايُقاسِي 
لا يتركُ عملَهُ ولا يَغفِي 
كلَما مرَ عليهِ سائلٌ يواسِي 
أمنٌ أمانٌ وتوزيعُ غذاءٍ يكفِي 
مرورٌ وشرطةٌ وحرسٌ أمنِي 
الكلُ يدارِي ويُرَاعِي ويُرضِي 
شكراً ياجيشَنَا الأبيضُ النقِي 
وياجيشَنَا البنيُ السخِي
 


................

فيديو :




 
 
الكاتبة : سناء الشاذلي

أدخُلُوا مسَاكِنَكُم ولا تُخرِجُونَ أنفُسَكُم من دِيَارِكِم





أدخُلُوا مسَاكِنَكُم ولا تُخرِجُونَ أنفُسَكُم من دِيَارِكِم


 
لو خيرونا بين : 
أخرجوا أنفسكم من دياركم
وبين أُدخلوا مساكِنَكم  
ماذا سنختار؟ 
 
ماذا لو قيل لنا أخرجوا أنفسكم من دياركم لأن جرذانا وحيات وزواحف مختلفة انتشرت في بيوتكم لحين القضاء عليها فإلى أين سنذهب؟
 
أليس من رحمة الله أننا آمنون مطمئنون مأجورون على إنتظارنا للفرج ؟
 
أليست المساكن نعمة عظيمة يفتقدها اللاجئون والمشردون ؟

 
 
( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا )
 
( ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ )
 
( وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا )
 
( وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ )

 

 
 
وما بين شكر الله على المساكن وبين الصبر بحظرنا فيها شكرا لحرص ولاتُنا أمرنا كله خير .. لذا سأنقل لكم بعضا مما رأته  أم عيني فقد رأيتُ فتذكرت فتألمت فتصبرت فاحتسبت :
 
_  مشلول على سريره لا يرى سوى سقف غرفته 
_  مغترب عن أهله وبلده 
_  مسجون بين جدار زنزانته 
_  معاق عاجز على كرسيه 
_  وحيد يعيش بمفرده 
_  مجنون محجوز في حجرته 
_  مجهول للنسب محصور بين آلامه 
_  مسحور أفقده السحر عقله 
_  عجوز مقطوع عن ذريته 
 
تأملت فيهم فأيقنت قيمة نعمة المساكن بعافية فخجلتُ
 
 
 ............

فيديو :



 
الكاتبة : سناء الشاذلي

أَنضَى شيطَانه قبل رمضَانِه






أَنضَى شيطَانه قبل رمضَانِه
 
إن المؤمن ليُنضي شيطانه , فكن ممن يُنضي شيطانه تنفيذا لوصية نبيك صلى الله عليه وسلم وقبل أن تتعب وتكد وترهق شيطانك وجب أن ننوه قليلا إلى غواية الشيطان 
 
فلا أحد ينكر عدواة إبليس وتربصه بابن آدم وقد حذرنا القرآن منه ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ )


ومن عداوته أن قال مستكبرا بعدما أمره الله بالسجود لآدم عليه السلام ( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا )

 
وللشيطان طرق عديدة يلبس بها على الإنسان كتزين الأماني والإغترار بالدنيا والتسويف وتهوين المعاصي والتيئيس من رحمة الله والغلو في العبادة ووو
 
وبعدما يتمكن من غواية الإنسان يتبرأ منه ( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا )
 
وحين يصل لإبراء قسمه بإغواء الإنسان ودخوله للنار يعلن براءته وعجزه عن نصرته والتخفيف من عذابه مع السخرية منه بأنه هو من استجاب للغواية بإرادته ولاسلطان ولاقوة له على ابن آدم ( وقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ

 
وإن أعظم الغواية مايزينه لبعض الفضائيات بل قل الفضائحيات ومافيها من فسوق وضلال وعصيان وتعري وإنحلال على يد أناس يبغونها عوجا وبإرادة متابعين أغواهم الشيطان في أعظم المواسم الروحانية فالتابع والمتبوع اشتركا في هذه الغوايةفنجد استماتتهم في جعل رمضان شهر للمسلسلات واللهو والغفلة وتبدأ إعلاناتهم قبل رمضان بشهور حتى ترسخ في أذهان أغلب الناس أنه شهر للترفيه واللهو واللعب لا شهر قرآن وصيام وقيام , لذا على المؤمن أن يكون فطنا لا يسمح لهؤولاء بسرقة إيمانه وقرآنه وصيامه من لصوص رمضان الذي وصفه الله بأيام معدودات 
 
 
 
فكيف يَنضِي أحدنا شيطانه؟
 
وكيف يجلد شيطانه بالسياط ويجعله ضعيفا هزيلا ضئيلا؟
 
👇هذا الجزء منقول بتصرف 
 
 
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن المؤمن ليُنضي شياطينه كما يُنضي أحدكم بعيره في السفروقوله صلى الله عليه وسلم إن المؤمن ينضي شيطانه أي يهزله ويجعله ضعيفا مهزولاً ، والنِضْو : الدابة التي أهْزَلَتْها الأسفار ، وأذْهَبَت لَحْمَها .
 
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - معلقاً :
لأنه كلما اعترضه الشيطان  صب عليه سياط الذكر والإستغفار والطاعة فشيطانه معه في عذاب شديد ليس بمنزلة شيطان الفاجر الذي هو معه في راحة ودعة ولهذا يكون قويا عاتيا شديدا ، فمن لم يعذب شيطانه في هذه الدار بذكر الله تعالى وتوحيده واستغفاره وطاعته ، عذبه شيطانه في الآخرة بعذاب النار. فلا بد لكل أحد أن يعذب شيطانه أو يعذبه شيطانه [ بدائع الفوائد 2/ 793]
 
وروى عبد الرزاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال :
إن شيطان المؤمن يلقى شيطان الكافر فيرى شيطان المؤمن شاحبا أغبر مهزولاً فيقول له شيطان الكافر : مالكَ ويحكً قد هلكت ؟ فيقول شيطان المؤمن : لا والله ما أصل معه إلى شيء
إذا طعم ذكر اسم الله ، 
وإذا شرب ذكر اسم الله ، 
وإذا نام ذكر اسم الله ،
وإذا دخل بيته ذكر اسم الله ..
فيقول الآخر : لكني آكل من طعامه ، وأشرب من شرابه ، وأنام على فراشه ، فهذا قوي وهذا مهزول .
 
فالننضي الشيطان في كل وقت وقبل وأثناء رمضان
كي لايشملنا وعيد الله ( اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا )

.....

فيديو :


 
👇📎



 
 
 
الكاتبة : سناء الشاذلي
 

( كورونا ) قدر ، وسلامة ، وحكمة ، وبركة




( كورونا ) قدر ، وسلامة ،  وحكمة ، وبركة ، 

( كورونا ) قدر ، وسلامة ،  وحكمة ،  وقوة ، وبركة ،
 
فإن سألت عن القدر فاستمع لقول نبيك ( أولُ ما خلق اللهُ القلَمَ فقال اكتُبْ قال وما أكتُبُ يا ربِّ . قال اكتُبْ القدَرَ قال فجرى القَلَمُ في تلْكَ الساعَةِ بِما كانَ و بما هو كائِنٌ إلى الأبَدِ ) إذا هو شيء مقدر قبل خلق الخلائق 
 
 
 
وإن سألت عن ( الحكمة ) فاسمع لقوله ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيم ) إذا هو قدرٌ محكمٌ بحكمةٍ بالغةٍ 
 
 

وإن سألت عن( القوة ) فاسمع لقوله ( فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيءٍ ) إذا من بيده الملك والملكوت بيده الأمر من قبل ومن بعد
 
 
 
وإن سألت عن( البركة ) فاسمع لقوله  ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ إذا ماقدره الله في ليلة القدر أمر فيه بركة 
 
وإن سألت عن( السلامة ) فاسمع لقوله ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) إذا ماقدره الله في ليلة القدر أمر فيه سلامة 
 
فعلى ماذا الهم والحزن والقلق وقد قدر الله ذلك أزليا في اللوح المحفوظ ، وحَوليا في رمضان في ليلة القدر؟ 
ولما الحزن على بلاء فيه قدر وقوة  وحكمة وسلامة وبركة 
إن بلاء جمع خمسة بشائر عظيمة ليدعونا للتفائل ، والإستسلام، فكيف بباقي الأمور الغيبية وكلها بيد من قال عن نفسه( بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
 
وسأتحدث بشئ من التفصيل أكثر :
 
فبناء على ماسبق ندرك  أن الوباء قد ذُكر بإسمه ونوعه ومدى انتشاره وعدد الموتى والمرضى والمتعافين  وماعلينا إلا ( أن نسلم لرب العالمين ) فرب العالمين قدر وخلق وبارك وسلم وحكم كل ذلك قبل خلق الخلائق والسموات والأرض وقبل مليارات السنين فلاتظن في أمره إلا خيرا محكما منزلا في ليلة عظيمة مباركة هي ليلة خير من ألف شهر وفي شهر مبارك وأن هذه الليله يُفصلُ الله فيها الخير وإن كان ظاهره شرا فلا يوجد شرا محضا ونحن لانرى الحكمة الآن وإن كنا نرى بعضها 
 
فاطمئنوا وتفائلوا بأن يُحول الوباء إلى خير 
 
وإن من الطمأنينة الإيمان بالقضاء والقدر 
 
فإن آمنت بالتقدير الأزلي وهو كتابة ذلك قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ( إن الله قدر مقادير الخلائق، قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء ) والتقدير الحولي في ليلة القدر التي وُصفت بالمباركة والسلام ويفرق فيها كل أمر حكيم إطمأنت نفسك وسلمت لله أمرك
 
وأعلم أن( التقدير الأزلي ) لايتبدل فيه شي( مايبدل القول لدي ) أما(  التقديرالحولي ) في ليلة القدر فيتبدل ولأنه يتبدل  فأكثر فيه من الدعاء وابتهل وتضرع وتصدق فالله يقول 
(يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده ام الكتب) والتقدير الحولي هو ما يكون بيد الملائكة يستلموه من اللوح المحفوظ الأذلي فإن فعل العبد كذا، سيكون القَدر كذا ، فإن وصل رَحِمَهْ زِيْدَ في عمره، إن وصل رَحِمَهُ وُسِّعَ له في رزقه. وإن تصدق رزق بكذا ، إن صلى رزق بكذا ، وقس على مثل هذا  فما يكون فيه المحو والإثبات هو في هذه الصحف التي فيها التقدير السنوي، ، فدونك رمضان فلعل بدعاءك وتضرعك يكشف الله هذه الغمة

 
ولكي تطمئن لمسألة القضاء والقدر لابد أن تعلم أنه من شروط الإيمان بدليل حديث جبريل عليه السلام حين سئل النبي صلى الله عليه وسلم  ماالإيمان فقال  ( أن تؤمن بالقدر خيره وشره)
 
وهذا يقودك للإيمان بمراتب القدر وهي :

 
الأولى : العلم ، أي أن الله علم ما الخلق عاملون بعلمه الأزلي.

الثانية : الكتابة ،  وأن الله كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ.
 
الثالثة : المشيئة،  وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأن ليس في السموات والأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئته – سبحانه -، ولا يكون في ملكه إلا ما يريد.
 
الرابعة : الخلق،  أي أن الله خالق كل شيء، ومن ذلك أفعال العباد.
 
يقول ابن عباس : كل شي بقدر حتى وضع يدك تحت خدك
 
(أجمع سبعون رجلاً من التابعين, وأئمة المسلمين، وأئمة السلف, وفقهاء الأمصار على أن السنة التي توفي عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أولها الرضا بقضاء الله, والتسليم لأمر الله, والصبر تحت حكمه, والأخذ بما أمر الله به، والنهي عما نهى عنه، وإخلاص العمل لله، والإيمان بالقدر خيره وشره، )


..................

فيديو :




 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لمدونةسناء الشاذلي2017