ماذا رأى النبي يوم الخسوف ؟
ياأمة محمد صلى الله عليه وسلم اسمعوا واعوا.. واتقوا الله تفلحوا.. وتوبوا إلى الله واستغفروا.. وإلى الصلاة فافزعوا.. واعلموا أنه من يعش منكم فسيرى إختلافا كثيرا فاحذروا..
فهاهي آيات الله تتوالى مابين حروب.. وزلازل. وبراكين.. وجوع وفقر قلبت به الموازين.. وخسوفات للإرض وللشمس والقمر تأتي كل حين..
(وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا)
فيخاف المقصر وغير المقصر.. لكن مع تلك الآيات.. ومنها الخسوف ظهر من يهون بها ويعتبرها ظاهرة طبيعية لاخوف منها!؟! فتزلزل اليقين في قلوب بعض المسلمين..
بل رأينا من يتابع الحدث بشكل فكاهي مستهترا بآيات الله التي بين أنها أرسلت تخويفا وتذكيرا للعباد كمقدمة كبرى لعلامات أكبر
إن خسف فيها القمر فلن يعود ضوءه إيذانا بقيام الساعة، (وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) فيأسف على مافات فيقول حينها(أَيْنَ الْمَفَرُّ) وقد كان متهكما بأنها حدث طبيعي واتبع هواه ونسي( وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) وأن علامة الخسوف تذكير بعذاب أدنى يبين قدرة وقوة الله في تحريك أجرام عظيمة.. أو تحريك الأرض لتزلزل وهذا مابينه أكثر العلماء بأن إستمرار الخسوف يؤدي إلى مد البحر وإلى زلزلة عظيمة.. لكنه اتبع هواه وقال أمر طبيعي كما يقول كل متبع لهواه فلو فتحت له أبواب السماء لقال( إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا) لكنهم افتروا على الله كذبا وقالوا لاخوف من هذه الآيات لأن قلوبهم ماتت وقست ونفوسهم تبعت أهواءهم( وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ )
لقد ابتغوا الفتنة وقلبوا الأمور على المسلمين بتهوين ظاهرة الخسوف. وهي وإن كانت شي في الطبيعة لكنه أيضا من الشريعة التي وجهت الناس لما يجب عليهم عند هذه الآيات..
.. ياأمة محمد صلى الله عليه وسلم اسمعوا.. واعوا.. واحذروا.. واعلموا أن نبيكم قد فزع حين حدث الكسوف في زمانه.. نعم فزع وخاف.. وهو يعلم أن علامات الساعة المتوسطة والكبرى لم تحدث بعد.. فما بالنا وقد وقعت المتوسطة ونحن في انتظار الكبرى؟؟ نعم خاف وفزع وهو يعلم ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ )
.. نعم خاف وفزع حتى أخطأ وأخذ رداء زوجته من شدة الفزع؟ ثم سقط رداءه وهو في طريقه لصلاة الكسوف.. فأين نحن من خوفه؟ متى نفوق من غفلتنا؟
خاف وفزع وفزعت معه نساءه والصحابة رضي الله عنهم وهم أهل التقوى وأهل المغفرة.. ولم يفزع كثير من الناس بسبب تهوينهم وإستهتارهم.. فهم بين لهو ولعب وغفلة.. ومراقص.. وحفلات.. وإختلاط.. وظلم.. وسرقات.. وشركيات.. ومع ذلك لم يفزعوا عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنه قالت. :(كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخطأ وأخذ درع إحدى نساءه فزع النبي فخرج حتى أدرك برداءه)رواه مسلم
وفي رواية( أنه من شدة الفزع سقط رداءه من فوقه
.. قالت أسماء فلحقت به فصليت فأطال رسول الله صلى الله عليه وسلم القيام جدا حتى تجلاني الغشي فأخذت قربة من ماء إلى جنبي فجعلت أصب على رأسي الماء) ودل هذا على شدة حرصها حتى انها لامت نفسها حين رأت من بجانبها تصلي على ضعفها! وتقول هي أضعف مني!
.. فياعجبي ممن لايفزعون وعن الصلاة ساهون في وقت الشدة غافلون..
... ياامة محمد صلى الله عليه وسلم هل تعلمون بماذا أمر نبيكم عند الخسوف ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده. وأنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس فإذا رأيتم منها شيئا فصلوا.. وادعوا الله حتى يكشف مابكم) وفي رواية (فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره)رواه البخاري
وفي رواية
( وتصدقوا)
وفي رواية
( فافزعوا إلى الصلاة )
وفي رواية
(فصلوا حتى تنجلي)
مايدل على خوفه وهو أتقى وأخشع الناس.. ويدل أيضا أنه عند الشدائد يفزع الانسان الى الصلاة لأنها علامة من علامات القيامة الكبرى.. وهي صلاة مختلفة الهيئه في عدد ركعاتها وطولها فركعاتها 4 وسجودها 4 وقد أطالها النبي صلى الله عليه وسلم فعن جابر رضي الله عنه قال ( أطالها النبي صلى الله عليه وسلم حتى رأيت الناس يخرون) واجتمع الناس صغارا وكبارا ونساء ورجالا يبكون.. وإنها لمفارقة عجيبة ببكاءهم وخوفهم رغم خشيتهم.. وبإستهتار بعضنا ولهوهم وإجتماعهم في وقت الخسوف على حفلات الديجي والمعسلات والتعرى بإسم التطور ولا يبكون ولايخافون رغم ذنوبهم وماهذا إلا لأمنهم مع مكرهم والله يستعتبهم ويمهلهم وينبههم ليتوبوا ولكن قست قلوبهم.. ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ )
... ياأمة محمد صلى الله عليه وسلم إسمعوا واعوا واتعظوا فنبيكم صلى الله عليه وسلم بين لكم يوم فزعه من الخسوف مايوجب العقوبة ويستوجب العذاب فبعد أن صلى رأى في صلاته مالم يره من قبل
.. فعنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها قَالَتْ: قالَ رَسُولُ: «رَأيْتُ فِي مَقَامِي هَذَا كُلَّ شَيْءٍ وُعِدْتُمْ، حَتَّى لَقَدْ رَأيْتُنِي أرِيدُ أنْ آخُذَ قِطْفاً مِنَ الجَنَّةِ حِينَ رَأيْتُمُونِي جَعَلْتُ أقَدِّمُ،)
فأول ماتشتاق النفس إليه هو الجنة فرآها حتى تقدم يقطف ثمرة منها.. مايدل على أن دخول الجنة أحد أسبابه الصلاة والخوف من الله ثم قال صلى الله عليه وسلم ( وَلَقَدْ رَأيْتُ جَهَنَّمَ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضاً، حِينَ رَأيْتُمُونِي تَأخَّرْتُ، وَرَأيْتُ فِيهَا ابْنَ لُحَيٍّ، وَهُوَ الَّذِي سَيَّبَ السَّوَائِبَ». أخرجه مسلم.
ويتبادر إلى الذهن أن جهنم وظهور عذابها للنبي صلى الله عليه وسلم في وقت الخسوف بسبب الإعراض عن الله بالشرك تارة وبالإصرار على المعاصي وترك التوبة تارة بدليل أنه ذكر عمر بن لحى جالب الأصنام لمكة ورأس الشرك.. ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم له يوم الخسوف لتحذير أمته من مغبة الشركيات.. وهي منتشرة مابين كثير من المتصوفة بعبادتهم لأولياء والإستغاثة بهم وبين كثير ممن يذبحون لغير الله ويتوسلون بهم سواء بالأولياء أو بالأئمة
.. وهاهنا رواية أخرى :
فعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ قَالَ: «يَا أيُّهَا النَّاسُ! إِنَّمَا الشَّمْسُ وَالقَمَرُ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ الله، وَإِنَّهُمَا لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أحَدٍ مِنَ النَّاسِ فَإِذَا رَأيْتُمْ شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ فَصَلُّوا حَتَّى تَنْجَلِيَ، مَا مِنْ شَيْءٍ تُوعَدُونَهُ إِلا قَدْ رَأيْتُهُ فِي صَلاتِي هَذِهِ، لَقَدْ جِيءَ بِالنَّارِ، وَذَلِكُمْ حِينَ رَأيْتُمُونِي تَأخَّرْتُ مَخَافَةَ أنْ يُصِيبَنِي مِنْ لَفْحِهَا، وَحَتَّى رَأيْتُ فِيهَا صَاحِبَ المِحْجَنِ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ، كَانَ يَسْرِقُ الحَاجَّ بِمِحْجَنِهِ، فَإِنْ فُطِنَ لَهُ قال: إِنَّمَا تَعَلَّقَ بِمِحْجَنِي، وَإِنْ غُفِلَ عَنْهُ ذَهَبَ بِهِ،)
ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم للسارق الذى يسرق الحجيج ينطبق عليها كل سارق حيث يتوعده الله بأن يجر أمعاءه في النار .. مما يؤكد التوبة لله من كل إثم خاصة أن رسول الله رأى ذلك يوم الكسوف؟ فيتوب كل سارق لأن السرقه ظلم وبخس عظيم.. بيد أن نرى الخسوفات تتوالى كل عام وتكثر.. والسارقين للأموال والأراضي لايتوبون ولاهم يذكرون
ومما رآه النبي صلى الله عليه وسلم
(وَحَتَّى رَأيْتُ فِيهَا صَاحِبَةَ الهِرَّةِ الَّتِي رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأرْضِ، حَتَّى مَاتَتْ جُوعاً،)
فرؤيته لإمرأة في النار من أجل هرة لاتعقل دلالة على أن من أسباب الفزع والصلاة الذنوب والمعاصي وذكر الأدنى بعد ذكر الأكبر كالشرك أعظم دليل.. فلايستهان بنزول العقوبات والتخويف بالآيات
.. وإن أعظم مارآه النبي صلى الله عليه وسلم ودل عليه وحذر منه (الفتنة في القبر) وربط بين رؤيته للكسوف ورؤيته لبعض الأهوال ليستعد العبد ولا يغتر فما من فتنة أعظم بعد الدجال من فتنة القبر وعذاب النار.. وأحد أسباب تلك الفتنة المعاصي والإستهتار بها
.
.. وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا أَنَّ رَسُولَ قَالَ: «مَا مِنْ شَيْءٍ كُنْتُ لَمْ أَرَهُ إِلاَّ قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا، حَتَّى الجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي القُبُورِ مِثْلَ أَوْ قَرِيباً مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ-لاَ أَدْرِي أَيَّتَهُمَا قَالَتْ أَسْمَاءُ- يُؤْتَى أَحَدُكُمْ فَيُقَالُ لَهُ: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ؟ فَأَمَّا المُؤْمِنُ، أَوِ المُوقِنُ-لاَ أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ- فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ، جَاءَنَا بِالبَيِّنَاتِ وَالهُدَى، فَأَجَبْنَا وَآمَنَّا وَاتَّبَعْنَا، فَيُقَالُ: لَهُ نَمْ صَالِحاً، فَقَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُوقِناً، وَأَمَّا المُنَافِقُ، أَوِ المُرْتَابُ-لاَ أَدْرِي أَيَّتَهُمَا قَالَتْ أَسْمَاءُ- فَيَقُولُ: لاَ أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئاً فَقُلْتُهُ». متفق عليه.
.. وَعَنْ عَبْدِالله بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( وَأُرِيتُ النَّارَ، فَلَمْ أَرَ مَنْظَراً كَاليَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ». قَالُوا: بِمَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «بِكُفْرِهِنَّ». قِيلَ: يَكْفُرْنَ بِالله؟ قَالَ: «يَكْفُرْنَ العَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئاً، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْراً قَطُّ». متفق عليه.؟
لقد رأى النساء أكثر حطب جهنم.. وبين أن ذلك بسبب كفرهن لحق أزواجهن! فكيف لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر كثير من النساء بنعمة الله قبل نعم الزوج؟ كيف لو رأى العارضات.. والمتعريات.. والمشاهير المساقيط والراقصات .. ولاشك أن رؤية النبي لهن في يوم كيوم الكسوف لما يقع بسببهن من العقوبات العاجله
.. فعلى العبد أن يستحضر في قلبه الآيات العظيمة، ورهبة الوقوف بين يدي الله، فإن ذلك خير له
.. ومما نبه عليه النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الكسوف (الزنا) فلو انتشر لعم العذاب ( مامن أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته ياأمة محمد لو تعلمون ماأعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا)
(وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا )
فياأمة محمد ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون، والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا)
ومما يندى له الجبين أن تجارة الجنس أضحت علانية في الأفلام والمسلسلات والدعايات وحتى أفلام الكرتون.. ومقدمات الزنا من قبلات وأحضان وتعري أضحت علانية
.. فياأمة محمد صلى الله عليه وسلم اسمعوا واعوا واحذروا ولاتصدقوا من يهون عليكم عواقب المعاصي.. وافزعوا إلى ربكم
سناء الشاذلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق