أيهما أفضل ترك برامج التواصل في رمضان أم بقاءها ؟؟؟



📝 *نقلاً عن بيان*
  *د .عمر المقبل*.


 بِسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم

الحمدُ لله والصلاةُ والسلامُ على رسولهِ ومَن والاهُ؛ وبعد:

📝 كنتُ قد طرحتُ هذا الاستفتاء في تويتر:

هل تؤيد/ تنوي ترك برامج التواصل في شهر رمضان المبارك ؟

✅ نعم  "تدوير"

❎ لا   "مفضلة"


+ تفضّل بذكر السبب
أيًا كان اختيارك.
 
   

📝 *وكانت النتيجة* :

ثُلثي المصوِّتين
✅ أجابوا بـ نعم
والثُلث الباقي
❎ أجاب بـ لا

📙وهذا تعقيبٌ يسيرٌ عليه- ما كتبتُه إلا لحُبّي ونُصحي :

🌴في الحديث الذي اتفق عليه الشيخان عن عائشة -رضي الله عنها- قالت:


" *أول ما بُدئ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الوحي: الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى شيئًا إلا جاء مثل فلق الصبح، ثم حُبِّب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء يتحنّث فيه – أي يتعبَّد فيه- الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزوّد لذلك ...*"

📚 قال (النووي) في شرحه على صحيح مسلم:

🔹 *الخلاء*:
هو الخَلوَة وهي شأن الصالحين وعباد الله العارفين

⁉هل دار ببالك تساؤل: لماذا الخلاء ؟

⚠لماذا كان الرسول ﷺ يَختلِي في الغار يتعبّد؟

🔺كان بإمكانه أن يتعبّد في بيته أو في البيتِ الحرام!

👌ولعلّ  ما قاله
(أبو سليمان الخطابي) في تعليقه على الحديث يمحُو هذا التساؤل؛ حيث يقول:

" *حُبِّبَت العُزلة إليه -صل الله عليه وسلم-؛ لأنَّ معها فراغ القلب وهي مُعينة على التفكُّر وبها يَنقطع عن مألوفات البشر ويتخشَّع قلبه*".


⚠يا صِحاب:


أقلبٌ مُعتكِفٌ اخْتَلى برِبِّه خيرٌ أم قلوبٌ منشغلة أمضت جُلَّ وقتها في فضولِ النَّظر والخبر؟

🖌تعال تفكَّر معي لحظةً:

💔ما حالُ قلبك بعد أن طُفتَ بهِ حول شَتَّى المواقع وسعيتَ به بين البرامج:
⬅  من خبرٍ لآخر؛
صورةٌ تفجَعُك وأخرى تُضحِكك
وثالثةٌ تعجبك ...

⬅ومن رسالةٍ لمقطع ومحادثة تَجُرُّ أختها

❗ثم إذا فرغت من هذا كلّه وقمتَ لتصلِّي تراويحك!

⁉كيف هوَ قلبك الذي سيقرأ ويناجي ربَّه؟

🔹لا مَحالة أنه سيتخلّلهُ ذِكرى تلك الصورة
🔸وطيف ذلكَ الطفل الذي بالمقطع
🔺 والتفكير بمَ ترُدُّ على رسالة فلان
🔹 وماذا تُغرِّد الليلة!

⁉أيستوي هوَ ومَن أفرَغ قلبهُ من كل هذه الشواغِل، وغواشي الفِكر، وجاء ربَّه بقلبٍ خالٍ لا يشغلُه سوى محبَّتِه والإقبالِ عليه والشوق للقائه ومناجاته؟

⚠ *هل يستويان مثلًا ؟*

📝 دعني أتقمَّص جوابَك:

⬅دقائق قبل الفطر لن تَضُر ودقائقٌ بعده وأخرى قبل التراويح ومثلها بعده وساعة قبل السَّحر وأيضًا بعده ثم نظرة قبل النوم وتفَقُّدٌ لما اسْتَجَدَّ بعد الاستيقاظ !


⁉ماذا بقي من نفائس وقتك ؟

👌ما الوقتُ إلا ساعات، وما الساعاتُ إلا دقائق تمضي وأنت منهمك في قراءة هذه ومشاهدة تلك والرد على ذاك!

💔وتصرَّم رمضانك الذي بِتَّ ترقُبُه وأنت رهينٌ مِحبس جهازك

📌بعض من شارك في الاستفتاء يقول في سبب عدم نيِّته ترك جهازه:
لعلي أفيد وأستفيد.

👈 وأقول له:
مضت ثمانية أشهر ألم تُفِد وتستفِد خلالها؟

📝 ثمّ دونكَ بِضع ليالٍ قبل رمضان
اكتب ما شئت واقرأ ما شئت.

📌والبعض الآخر يقول:
أقرأ ما يشجعني على العبادة.

👌 *ببساطة*:
أنت لستَ بحاجةٍ إلى تشجيع

⬅ كل ما في الكون في رمضان يدفعك ويؤزُّكَ للعبادة رغمًا عنك
⬅ الدافع الإيماني العجيب الذي بداخلك،
⬅صوت إمام مسجدكم
⬅الشياطين المُصّفدة
⬅أبواب الجنّة المفتوحة
⬅ عتقاء الله في كل ليلة، جميعها تدفعك دونَ أن تدري!

🌷جرِّب: أنت وَقلبُك والله ثالِثكُما،
وحدكما في جُنحِ الليالي

🔹 تقرَّب إليه باعا، اركض إليه بأقصى حُبِّك ،
🌴لعل الشهر لا ينقضي إلا وقد كُتبت من أولياء الله، مِن القليل الآخرين المقرَّبين الذين قال الله -عزَّ وجل- فيهم :


*﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ ﴾*

⚠ لعلّك تقول لي:

قرأت كثيرًا هذا اليوم وبقي وقت، لا بأس بالترفيه قليلاً


🌹أخي في الله:

👈إنِّي لأحبِّك فيه فاسمعني:

❗طيلةَ أيامك وأنتَ عاكفٌ على جهازك، في مَعمَعةٍ مع الناس، وأخبارهم ومقاطعهم ورسائلهم! ألا تتوقف هذا الشهر فقط؟

❗تجعلهُ خالصًا لربِّك  ؟

💔اخرُج بنفسك مِن وعثاءِ هذه الأجهزة وَكثرةِ غشيانِ الناس واعْرج بقلبك إلى السَّماء.

⛔يكفي هذا الفتور والهُزال في علاقتك مع الله!

👈اقرأ أخرى وثالثة ورابعة، تدبّر، اقرأ تفسير ما تقرأه.

👈عِش مع القرآن! تنفّس كلام الله


⁉وهل خُلقتَ إلا لعبادته ؟

⚠أتستكثر على نفسك أجورًا مَزيدة .

❗أترضيك هذه الركعات السريعات وقراءة القرآن العجلى ثم تؤوب إلى جهازك ؟

💔ماذا تراكَ تجني منه؟

🔺وإنَّ الموتى -رحمهم الله- أقصى آمالهم ساعة يتزّودون فيها، تلك التي تُهدِرها بلا مبالاة! وأيُّ ساعة؟
❗ *ساعات رمضان!*

❌لا تكن عاديًا

🌷 أرِ الله من نفسك جهادًا في الوصول إليه ونَيْلِ المراتب القريبة منه .


*﴿ هُم دَرَجاتٌ عِندَ الله ﴾*

⚠ألا تدفعك هذهِ الآية لسؤالٍ عظيم يهيجُ له قلبُ المؤمن اضطرابًا ورجاءً:

"ما أنا عند الله" ؟
"ما درجتي عنده" ؟

🌹اجعل رمضانك هذا مختلفًا،

🔹عبادُ الله في مشارقِ الأرض ومغاربها يحثُّون السَّير، يتسابقون

🔹قوَّامًا، خُشّعًا، قانتين، تسيلُ مدامعهم، لزموا القرآن والذِّكر

👈سابقهم، لا تدعهم يسبقونك إلى الله .

🔸لعلّ الأمر يكون صعبًا عليك في البداية؛

⬅ *لكن*

🌷اصبر نفسك مع ربِّك، وَلا تَعدُ عيناكَ إلى شيءٍ من هذهِ البرامج تريد زينتها.

👌وإنّما هي لحظات فقط، ثُم تجِد لذَّة تركها، وأقولها عن تجربة .

🌷يكفيكَ أنَّ الله يطَّلِع عليك فيجِدُك تركتها من أجلِ التقرُّب إليه وزيادة نصيبك من طاعته،

👈لأجلِ أنها تلهيك عن التَّزلُّفِ إليه .

⁉ماذا تراه حينها يجازيك ؟

💔واللهِ إنَّ القلب لَيمُوجُ ارتجافًا من هذهِ وحدها.

🌴فستذكرونَ ما أقولُ لكم عندَ مواضع ثلاث:

🔹عندما تتذوّق لذّة تركها، وجمال الخلوة بالله وحده.

🔹 عند نهاية الشَّهر وقد أحسنتَ في شهرك، ورضيت عمّا قدَّمته لنفسك.

🔹 ثم كأنِّي بك وقد دخلتَ جنَّتك، قلتَ: الحمدُ للهِ الذي هدانا لهذا، الذي وفّقنا للتقرُّب منه.

🌹هذا وأستغفر الله من الزلَل، إن كان من صواب فمن الله وإن كان من خطأ فمن نفسي

وسلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته.

🍃🍂🍃🍂🍃🍂🍃


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونةسناء الشاذلي2017