زلزلت القلوب قبل الأرض !
أبعد هذا لاتزلزل الأرض
زلزلت القلوب قبل الأرض وزلزالها المعاصي والذنوب ،
زلزلت القلوب قبل أن تزلزل الأرض وتُقتلع من باطنِها لعل ماحدث لها يُوقظ تلك القلوب المُزلزلة بالغفلة..
ولكن مازالت تُذنب غير آبهة بالعاقبة
ألم تر أنها أضحت كتلك الحجارة التي انقلبت رأسأ على عقب والتي تصدعت وتطايرت وهبطت بفعل زلزال لايتجاوز قياسه ٦ ريختر !! بل الحجارة ألين منها
( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ )
ألم تقارن تلك القلوب نفسها بالحجارة فترى أن الحجارة أفضل منها؟
(وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )
إذا سبب قسوتها ذكر في آخر الآية ألا إنه عملها
زُلزلت القلوب قبل الأرض زلزلة وهُزت هَزا حتى قتلتها القسوة ومازالت بعيدة عن ربها!!!
ألا تخش من مجيئ الزلزلة الكبرى
(إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا )
أتدرون مالها؟ مابها؟
ماخطبها؟ إنه ثقل ذنوبها
ألا تحسب حساب رؤية أعمالها حاضرة
(يوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ )
ألم تر تلك القلوب المزلزلة بالغفلة والقسوة أنها لم تعد تتأثر
بالكوارث والحروب وموت الفجأة والأمراض المعدية والأخرى المستعصيه،
ولم تعد تتأثر بالزلازل والمحن رغم أنها من علامات الساعه
(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، ويَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وتَظْهَرَ الفِتَنُ، ويَكْثُرَ الهَرْجُ - وهو القَتْلُ القَتْلُ-)
صحيح البخاري
أبعد هذا لاتزلزل الأرض؟
ألم يإن لتلك القلوب المزلزلة بالغفلة والقسوة
أن تعود لربها فينكشف بلاءها بدل إصرارها وإستكبارها وإعراضها وجدالها
... ألم يإن لتلك القلوب المزلزلة أن تتنبه لقوله
( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس)
لماذا؟؟
( ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)
الم تتيقن بعد انتشار الفساد أنه بيدها وفعلها وإصرارها
كي تعود لربها ،
أبعد هذا لاتزلزل الأرض؟
وأن من فساد بعض تلك الذنوب والتي بسببه تزلزلت الارض
اللهو والغفلة عن ذكر الله وإقام الصلاة وايتاء الزكاة والمجاهرة بالمحرمات والمنافسة في وسائل التواصل على السخافات والتفاهات وعرض الأجساد والدعوة للشذوذ والتباهي بالإلحاد وتشويه الأخلاق والتنفير من المصلحين والمفكرين وتعظيم الساقطين والمنحلين
أبعد هذا لاتزلزل الأرض ؟
زلزلت القلوب قبل الأرض ولمَا تخشع لذكر ربها بعد!!!
فميعت الدين الخالص
( ألا لله الدين الخالص)
( فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ )
ميعته باسم الأديان الواحده وقد نست
(ماكان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن حنيفا مسلما وماكان من المشركين )
فهل بعد ذلك لا تزلزل الارض؟؟؟
وهل حين يُستهزأ بالنبي صلى الله عليه وسلم فنرى بعد ذلك من لا يعتز من أمته بدينه وسنته لا تهتز الأرض؟؟
بل نرى من يتسابق سباقا محموما على الجرأة على ماأمر ونهى عنه!! فهل بعد ذلك لاتهتز الأرض؟
لكن لكل أجل وفساد كتاب وماهي إلا رحمة الله
(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا )
اللهم لا تزلزل قلوبنا بالغفلة والقسوة وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا
📎👇
المدربة : سناء الشاذلي