تبسموا للنبي إلا واحد ( ج ٩) هل رأى أحد منكم رؤيا؟
( يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا )
هذا وصف لوجوه في يوم شديد الكرب لأهواله فوصف بالعبوس وزيادة عليه القمطرير وهو أشد من العبوس
فالقمطرير هو أن يعبِس أحدهم، فيقبض بين عينيه حتى يسيل من بين عينيه مثل القطران.
ومعلوم أن التبسم راحه للمتبسم وللرائي وهي تدل على السرور والبشاشة والسعادة والقبول
ولو صادفنا شخصا عبوسا قمطريرا سنصاب بالكرب والحزن والهم ولقلنا أن هذا مهموم او شديد البأس أو سيبطش بنا أو أو
ولربما ظننا أنه غاضب الآن ولكنه حتما تبسم يوما من الأيام فكيف لو علمنا أن أحدا لم يتبسم قط !!! لأنه خائف وحزين؟
ورد في سيرة ابن هشام قال ابن إسحاق: وحدثني بعض أهل العلم عمن حدّثه عن رسول الله أنه قال: «تلقتني الملائكة حين دخلت السماء الدنيا، فلم يلقني مَلَك إلا ضاحكًا مستبشِرًا، يقول خيرًا ويدعو به، حتى لقيني ملك من الملائكة، فقال مثل ما قالوا، ودعا بمثل ما دعوا به، إلا أنه لم يضحك، ولم أر منه من البِشر مثل ما رأيت من غيره، فقلت لجبريل : يا جبريل من هذا الملك الذي قال لي كما قالت الملائكة ولم يضحك إلي، ولم أر منه من البِشر مثل الذي رأيت منهم؟ قال: فقال لي جبريل: أما إنه لو ضحك إلى أحد كان قبلك، أو كان ضاحكا إلى أحد بعدك، لضحك إليك، ولكنه لا يضحك، هذا مالك صاحب النار.» سيرة ابن هشام
وصاحب النار هذا هو مارآه النبي صلى الله عليه وسلم
في حديث الرؤيا وهي (الرؤيا الخامسه) في الحديث
( فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ المَرْآةِ، كَأَكْرَهِ مَا أَنْتَ رَاءٍ رَجُلًا مَرْآةً - أي قبيح المنظر - ، وَإِذَا عِنْدَهُ نَارٌ يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا - أي يحركها ويوقدها - » قَالَ: " قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا؟ " قَالَ: " قَالاَ لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا، )
ولما سأل الملكان عنهما قالا :
( وَأَمَّا الرَّجُلُ الكَرِيهُ المَرْآةِ، الَّذِي عِنْدَ النَّارِ يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا، فَإِنَّهُ مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ، )
ومالك خازن النار وماأدراك ما مالك خازن النار؟؟
هو لم يبتسم منذ خلق الله النار !!!!
وله صفات :
◉ فهو خازن للنار أي حارسها المتكفل بها والحافظ عليها والمؤتمن على من فيها
◉ وهو شديد المرآة من يراه يزداد عذابا فوق العذاب، كريه المنظر من شدة مافيه من شدة وغلظه
شديد البأس، إن سأله أهل النار رد عليهم بقسوة، فيرد ردا يخزي به أهل النار
◉ ويسعى حول النار بإستمرار كلما خبت زادها اشتعالا لذا قال يحشها ويسعى حولها
◉ قوي له قوة مطلقه لذا سمي مالك فقد ملَكَهُ الله القوة على النار وأهلها
◉ أما عن جوابه لأهل النار حين سألوه أن يسأل الله ليقضي عليهم( يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ) فكل آمانيهم أن يصبحوا لا شيئ رمادا هباءا منثورا ولم يفكروا مجرد تفكير بالجنة ولم تخطر على بالهم فما يهمهم الآن أن يطلب مالك من ربه أن يقضي عليهم!!! فيرد مالك عليهم ( إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ) أي خالدون معذبون ولماذا يامالك؟؟؟ ( لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ) فلطالما كرهتم الحق ولطالما حاربتموه فامكثوا فيها نادمين
وتأمل حوارهم كاملا....
( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ * وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ * وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ * لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ )
هذا وصف مالك رئيس ملائكة خزنة النار فكيف بالنار!!!؟؟
◩ كانت آمنة بنت أبي الورَع من العابدات الخائفات وكانت إذا ذكرت النار قالت : أُدخِلوا النار و أَكلُوا و شَربُوا من النار وعاشُوا !!!! ثم تبكي و كانت كأنها حبة على مقلي و كانت إذا ذكرت النار بكت و أبكت
◩ وقال عبد الرحمن بن مصعب أن رجلا كان يوما على شط الفرات فسمع تاليا يتلو : { إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ } فتمايل فلما قال التالي : { لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ } سقط في الماء فمات , وكيف لايسقط ولا يخاف من يذكر مالك والخزنه ؟؟
وقد وصف الله خزنة النار في كتابه
( عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )
والغلظه والشده تخويفا لأهل النار وعذابا فوق العذاب،أما
عظمة أشكالهم فلأن حجم المعذبين في النار يختلف
وهذا وصف آخر
( سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ) وصفهم بالزبانيه لدفعهم بقوة لأهل النار إستحقارا واستصغارا لهم فالزبن يعني ( الدفع )
وأما عددتهم فكثيرة جدا ذكر منها / التسعة عشر/ قِيل نقيبا، وقِيل فردا ،وقيل تسعة عشر ألفا
( عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ )
وهم فتنه وعذاب وتحقير وسخرية لأهل النار
( وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا )
أما استهزاءهم بأهل النار فحين يطلبون تخفيف العذاب يوما واحدا يردون عليهم ألم تكن تأتكم الرسل. ؟؟ ليزيدوهم عذابا فوق العذاب وأن الندم لن ينفعهم فمالك سألوه أن يقضي عليهم فرفض واستصغرهم وسألوا الخزنة أن يخفف عنهم يوم واحد من العذاب ورفضوا واستحقروهم أيضا
( وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ * قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ )
وبعد وصف مالك والخزنة ننتقل لوصف جهنم ( هذه الجزئيه منقوله من موقع الإيمان)
وهذه أشهر أسماء النار
جهنم :
قال الله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا )
الجحيم :
قال الله تعالى: ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ )
السعير :
قال الله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا )
الهاوية :
قال الله تعالى: ( وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ [8] فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ [9] وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ [10] نَارٌ حَامِيَةٌ )
سقر:
قال الله تعالى: ( يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ )
الحطمة :
قال الله تعالى : ( كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ [4] وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ [5] نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ )
لظى :
قال الله تعالى: ( كَلَّا إِنَّهَا لَظَى [15] نَزَّاعَةً لِلشَّوَى [16] تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى )
دار البوار :
قال الله تعالى: ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ [28] جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ القرار )
مكان النار :
النار تحت الأرض السفلى , قال الله تعالى : ( كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ) وقال الله تعالى : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ [4] ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ [5] إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ )
◆◆ وَعَنْ أبِي هُريرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ الله قالَ: «إنَّ المُؤمِنَ إِذا حَضَرَهُ المَوْتُ حَضَرَتهُ مَلائِكةُ الرَّحمَةِ، فَإِذا قُبِضَت نَفسُهُ جُعلَت فِي حَريرَةٍ بَيضاءَ، فَيُنْطَلَقُ بِها إِلى بَابِ السَّماءِ، فَيقُولُونَ: مَا وَجدنَا رِيحاً أَطْيَبَ مِنْ هَذِهِ، فَيُقالُ: دَعُوهُ يَستَريحُ فَإِنَّه كَانَ فِي غَمٍّ، فَيُسأَلُ: مَا فَعلَ فُلانٌ؟ مَا فَعلَ فُلانٌ؟ مَا فَعلَت فُلانَةُ؟ وَأَمَّا الكَافِرُ فَإذا قُبِضَت نَفْسُهُ وَذُهِبَ بِها إِلى بَابِ الأَرضِ، يَقُولُ خَزَنَةُ الأَرضِ: مَا وَجدنَا رِيحاً أَنتَنَ مِن هَذهِ، فَتَبلُغُ بِها إِلَى الأَرضِ السُّفلَى» أخرجه الحاكم وابن حبان ◆◆
أبواب النار سبعة، وكل باب أسفل من الآخر, قال الله تعالى : ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ )
صفة أبواب النار:
أبواب النار مغلقة على أهلها, قال الله تعالى : ( كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ [4] وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ [5] نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ [6] الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ [7] إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ [8] فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ) وقال الله تعالى : ( وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُون )
مجيء النار في عرصات القيامة :
قال الله تعالى: ( كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا [21] وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا [22] وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى )
◆◆ وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله: «يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ مَعَ كُلِّ زِمَامٍ، سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا». أخرجه مسلم ◆◆
قعر النار :
◆◆ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله، إِذْ سَمِعَ وَجْبَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَدْرُونَ مَا هَذَا؟» قَالَ: قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: «هَذَا حَجَرٌ رُمِيَ بِهِ فِي النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفاً، فَهُوَ يَهْوِي فِي النَّارِ الآنَ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَعْرِهَا»◆◆
نسأل الله العفو والعافية وأن يجيرنا من النار
لاحقا إن شاء الله بيت النبي صلى الله عليه وسلم في الجنه
الله الله ربي لاأشرك به شيئا
____________
فيديو :
الكاتبة : سناء الشاذلي