رَبَابة ليس لها مثيل..هل رأى أحد منكم رؤيا؟؟ ( ج ١١ )





رَبَابة ليس لها مثيل..هل رأى أحد منكم رؤيا؟؟ ( ج ١١ )
 
 
أجمل الختام حين يختم بوصف جنة خير الأنام وكأنك تراها ولأنها جنته ومكانته في نفوسنا عظيمه سأضيف على حديث رؤيته لجنته حوضه وكوثره ووسيلته 

 
فبعد وصف الولدان حول خليل الرحمن إبراهيم  صلى الله عليه وسلم في روضة فيها من كل ألوان الربيع ووصف الجنة المعتمه ومافيها من أناس نصفهم قبيح ونصفهم حسن وكيف كانت خاتمتهم 
 

هذا منزله وهو عبارة عن ( رَبَابَة ليس لها مثيل )
 
والرَّبابه( السحابة البيضاء )  المنفرده مما يدل على تميزها عن غيرها وبها جنة ومنزل لامثيل ولاشبيه له..فلمن هذا المنزل؟؟؟؟
 
إنه منزل النبي صلى الله عليه وسلم  في الجنه وهذه الروضه  العظيمه هي جنة عدن ومعلوم أن للجنات أسماء عديدة وقد يطلق اسم جنه عدن  
 
فماذا رأى في جنة عدن ؟؟؟
 
رأى منزله ساميا عاليا فسما به بصره عاليا فرأى قصرا عظيما كالربابه أي السحابة البيضاء المنفرده مما يدل على تميز قصره وقيل له هذا منزلك فطلب دخوله  فقيل له أما الآن فلا حتى تستكمل أجلك ..
 
ورغبة النبي صلى الله عليه وسلم بدخوله فيها دلالة على ميل النفس للتنعيم وحرص الإنسان الدؤوب لعمل لضمان دخولها بعد رحمة الله،  فالرسول صلى الله عليه وسلم ضامن أعلى مكانة في الجنة ومع ذلك يطلب الإذن بدخولها وطلبه الإذن يدل أيضا على خلقه العظيم فلم يقل أنا خاتم الأنبياء وهذه جنتي فسأدخل بل إستأذن لأن خلقه عظيم
 
 
( قَالَ : قَالاَ لِي: هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ وَهَذَاكَ مَنْزِلُكَ، قَالَ: فَسَمَا بَصَرِي صُعُدًا فَإِذَا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابَةِ البَيْضَاءِ، قَالَ: قَالاَ لِي: هَذَاكَ مَنْزِلُكَ، قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمَا ذَرَانِي فَأَدْخُلَهُ، قَالاَ: أَمَّا الآنَ فَلاَ، وَأَنْتَ دَاخِلَهُ )

 
 
ومع هذا القصر المنفرد الذي لامثيل له الخاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ورغم أنه أول من يقرع باب الجنة إلا أنه لا يدخلها حتى يطمئن على دخول أمته الجنه 

 
قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ ) رواه مسلم.
 
وعن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتَفْتِحُ، [أي: أطلب فتح الباب بالقرع] فيقولُ الْخَازِنُ [أي: الحافظ للجنة، وهو رضوان عليه السلام]: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فيقولُ: بِكَ أُمِرْتُ [والآمِرُ هو الله تعالى] لاَ أَفْتَحُ ِلأَحَدٍ قَبْلَكَ) رواه مسلم.
 
هذا قصر محمد صلى الله عليه وسلم فماذا عن حوضه ونهره ؟
 
أما نهر الكوثر فالنستمع لوصف النبي صلى الله عليه وسلم كما رآه 
 
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الجَنَّةِ، إِذَا أَنَا بِنَهَرٍ، حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ، قُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الكَوْثَرُ، الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ. فَإِذَا طِينُهُ -أَوْ طِيبُهُ- مِسْكٌ أَذْفَرُ
 
وروى الترمذي -بسند صحيح- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الكَوْثَرُ نَهْرٌ فِي الجَنَّةِ، حَافَّتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ، وَمَجْرَاهُ عَلَى الدُّرِّ وَاليَاقُوتِ، تُرْبَتُهُ أَطْيَبُ مِنَ المِسْكِ، وَمَاؤُهُ أَحْلَى مِنَ العَسَلِ، وَأَبْيَضُ مِنَ الثَّلْجِ
 
 

وفي مسند أحمد بإسناد صحيح عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُعْطِيتُ الْكَوْثَرَ، فَإِذَا هُوَ نَهَرٌ يَجْرِي كَذَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، حَافَّتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ، لَيْسَ مَشقُوقًا "
نهر يجري على سطح أرض الجنة، دون أن يكون له مجرى عميق! فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ". وقال: "لَيْسَ مَشقُوقًا".

أما الطعم واللون والرائحة فليس كمياه الدنيا! الطعم أحلى من العسل، واللون أبيض من الثلج، والرائحة رائحة المسك الأذفر!
 
 

ولنستمتع الآن بحوض النبي صلى الله عليه وسلم 
 
 
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ حَوْضِي أَبْعَدُ مِنْ أَيْلَةَ مِنْ عَدَنٍ لَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ بِاللَّبَنِ، وَلآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ النُّجُومِ وَإِنِّي لأَصُدُّ النَّاسَ عَنْهُ، كَمَا يَصُدُّ الرَّجُلُ إِبِلَ النَّاسِ عَنْ حَوْضِهِ"، قالوا: يا رسول الله أتعرُفنا يومئذٍ؟ قال: "نَعَمْ لَكُمْ سِيمَا لَيْسَتْ لأَحَدٍ مِنَ الأُمَمِ تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرًّا، مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ"
 
وروى الترمذي -بإسناد صحيح- عن ثَوبان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: " حَوْضِي مِنْ عَدَنَ إِلَى عَمَّانَ البَلْقَاءِ، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ العَسَلِ، وَأَكْوَابُهُ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا، أَوَّلُ النَّاسِ وُرُودًا عَلَيْهِ فُقَرَاءُ المُهَاجِرِينَ، الشُّعْثُ (المتفرِّقُو الشعر) رُءُوسًا، الدُّنْسُ (الوسخ) ثِيَابًا "
 
( مَنْ شَرِبَ مِنْهَا شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ )
 
 
 
ووجب بعد ذكر منزله ونهره وحوضه أن نذكر أن له المنزلة  الرفيعة وحده وهي الوسيلة التي نطلبه له صلى الله عليه وسلم 
 
 ومعنى الوسيله 
 
 
" الْوَسِيلَةَ  ما يتوصل به إلى الشيء ويتقرب به، والمراد  القرب من الله تعالى " 

 
وقال الطيبي رحمه الله تعالى :
 
" وإنما سميت تلك المنزلة من الجنة بها لأن الواصل إليها يكون قريباً من الله تعالي ، فائزاً بلقائه، مخصوصاً من بين سائر الدرجات بأنواع المكرمات "
 
ففي الحديث 
 
( ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الوَسِيلَةَ، فإنَّها مَنْزِلَةٌ في الجَنَّةِ، لا تَنْبَغِي إلَّا لِعَبْدٍ مِن عِبادِ اللهِ، وأَرْجُو أنْ أكُونَ أنا هُوَ، فمَن سَأَلَ لي الوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفاعَةُ )
 
 
وأهل الجنة يتفاوتون في درجاتها ولهم غرف من فوقها غرف يراها أحدهم كأنه في أفق بعيد من علوها وحازوا على فضلها لتصديقهم للرسل وإيمانهم بهم

 
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الْأُفُقِ مِنْ الْمَشْرِقِ أَوْ الْمَغْرِبِ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ ؟ قَالَ بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ ) .
 
اللهم نسألك مرافقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة ونسألك له الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية من الجنه 
وأجزه عنا خير الجزاء وعن رحمته خير العطاء فإنه لايدخل الجنه حتى يطمئن على أمته 
 
 
الحمدلله تم بحمده وفضله الإنتهاء من سلسلة ( هل رأى أحد منكم  رؤيا ) في إحدى عشر جزءا
 
.......
 
فيديو :
 
 

 
الكاتبة : سناء الشاذلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونةسناء الشاذلي2017