سفر الحرم بين الإسراف والكرم

 
 
سفر الحرم بين الإسراف والكرم
 
* نكبة الجوع
 
يذكر المؤرخ والأديب عزيز ضياء الذي عاصر حصار المدينه بعد الحرب العالمية الأولى في مذكراته :
 
 «عرفت الجوع.. الجوع الذي يمزق الأمعاء، الجوع الذي جعل وجبة الخبز الأسود أشهى وألذ وجبة تذوقتها حتى اليوم.. الجوع الذي كبرت فقرأت عنه قصصا وأساطير راعني أنني عشتها حقائق.. الجوع الذي يجعل المرء حين يمشي في الشارع أو الزقاق لا ينظر إلى ما حوله أو أمامه وإنما ينظر إلى الأرض وحدها. حيث يتحرى العثور على كسرة خبز أو حبة فاكهة أو عظمة »  
 
وفي مشهد آخر يقول ...
 
 «لقد جاع أهل المدينة الذين هجروا  إلى سوريا وتركيا وغيرها.. جاعوا بل ومات الكثيرون منهم جوعا.. لكن القوات  نفسها جاعت في النهاية أيضا.. ذلك الجوع الذي جعلهم يأكلون لحوم الخيل والبغال والحمير التي تنفق من الجوع..
.. بل ويأكلون لحوم القطط والكلاب.. ولا أستبعد صحة أخبار قالت إن بعض الجياع قد أكلوا لحوم أطفالهم» (ج1، ص 163).
 
تعمدت ذكر نكبة الجوع..لأذكر أولئك الذين يُسرفُون وهم يَظُنون أنهم يُنفقون..ويَحسَبون أنهم يُحسنون صنعا .. لأذكر بالإسراف عامة في كل مناسبه وشاردة ووارده .. ولأذكر بإسراف مقيت إهدار الأموال وفرط بالنعم والتي من وجهة نظري انقلبت إلى نقم ..
 
فدوام النعم بالشكر والإنفاق المعتدل 
وزوالها بالتباهي والمفاخره والتبذير المفرط 
 
وهو عين مانراه من سفر تمتد في ساحات الحرم خاصة وساحات المساجد في كل مكان عامة فتحولت من كرم لإسراف وإستخفاف بالنعمه وإهمال ولامبالاة لدرجة إلقاءها شبه كامله في المزابل..وأحيانا لف السفره بما فيها من لبن ومياه وخبز كما هي بحجة إقامة الصلاه..هذا غير مايُوقعه هذا الإسراف في نفوس الكثير من شره وبِطنَه ، وعين لا تشبع تقول هل من مزيد هل من مزيد؟ ..وغير الإقتتال والخصامات والمنازعات من أجل الحصول على مزيد من الطعام لتعبية الأكياس 
 
فتفاقمت تلك المشاكل.. وسببت حرج للزوار والمصلين عموما..فضلا عما سببته من فوضى عارمه لدرجة دهس النعمه بالأقدام..وماتسببه من روائح وماينجم عن ذلك من انتشار للحشرات والذباب والفئران !!
 
إن الكرم وإفطار الصائم مطلوب ويؤجر عليه صاحبه..أما طريقة الإطعام فمرفوضه بحيث أصبحت الساحات في سباق محموم لعرض أكبر كميه للأطعمه في وقت تفتقر فيه بيوت كثيره متعففه تقبع خلف أسوار البيوت والأربطه والأوقاف بلا طعام يكفيها والسبب الإفراط والتفريط وعدم الموازنه بسبب العاطفه الدينيه الغير منضبطه...
 
 
متناسين أن ذلك الإسراف قد يزيل النعم
 
(اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك )
 
 
 
فطوفوا على بيوت المحتاجين والمتعففين بدل الإسراف في سفر ترمى أو تداس 
 
إن شكر النعمه لايكون إلا بحفظها من التبذير والإسراف 
 
وقد روي عن علي رضي الله عنه قوله: 
 
"إِنَّ النِّعْمَةَ موصولة بِالشُّكْرِ، وَالشُّكْرُ متعلق بِالْمَزِيدِ، وَهُمَا مَقْرُونَانِ فِي قَرْنٍ، فَلَنْ يَنْقَطِعَ الْمَزِيدُ مِنَ اللَّهِ حَتَّى يَنْقَطِعَ الشُّكْرُ مِنَ الْعَبْدِ
 
 
 
ولم يتأمل المسرفين بهذا
 
{كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَوأن الله أمرنا بالزينه والتجمل والأكل بلا إسراف {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (31) سورة الأعراف.

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( كُلُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ ولا مخيله )
 
وقال تعالى ممتدحا أهل الوسطية في النفقة الذين لا يبخلون ولا يسرفون : (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) (الفرقان:67).
وقال عز وجل : (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) (الإسراء:29).
 
 
وأن الجهل بعواقب الإسراف الدينيه والدنيويه وخيمه  ( وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ * لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ * إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ )
 
قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( كُلْ ما شئت، والْبس ما شئت، ما أَخْطَأَتْكَ اثنتان: سَرفٌ ومَخيلةٌ )
 
وقد ذكر بعض العلماء أن الخليفة الرشيد كان له طبيب نصراني، وكان حاذقًا في الطب، فجادل يومًا علي بن الحسين، وقال له : ليس في كتابكم من عِلمِ الطب شيء؛ لأن العلم علمان: علم الأديان، وعلم الأبدان؟ فقال له علي رحمه الله: إن الله جمع الطب كله في نصف آية من كتابنا، وهي قول الله جل وعلا : ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ﴾، فقال النصراني: 
ماترك رسولكم في الطب شيئا
 
وصدق الله ( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ) لأنهم اشتركوا معه في معصية الله
 
 
 
وأختم بكلمات
 
دبِّر العيش بالقليل ليبقى
فبقاء القليل بالتدبيرِ
 
لا تبذرْ وإن ملكتَ كثيرًا
فزوالُ الكثير بالتبذيرِ  
 
وقال الشافعي :
 
ثلاثُ هنَّ مهلكة الأنام
وداعيةُ الصحيح إلى السقامِ 
دوامُ مدامةٍ ودوام وطءٍ
وإدخال الطعام على الطعامِ  
 
وقال آخر :
 
ثلاثةٌ فيهنَّ للمُلكِ التلفْ 
الظلمُ والإهمال والسرف
 
سناء الشاذلي

كثر الله عددهم ورزقهم بسبب وصلهم






كثر الله عددهم ورزقهم بسبب وصلهم 

من منا لا يتمنى أن يكثر الله أفراد عائلته ويبارك في ذريته..ويزداد ماله..ويكفيه الكافي فلا يحتاج لأحد لأن الله كفاه وأغناه بأسرته وماله ؟

 
كلنا نريد ذلك ونسعى له ونجاهد لأجله.. لكن هذا الطريق سهل ممتنع ، صعب ميسر ، تحفه مخاطر عديده وعقبات ومنحدرات ،وأفراد وجماعات، يفرقون بين الأحبة والإخوه، ونفوس مريضه تصَّعِب الطريق ولا تُذَلِله ،مرة بالعناد وأخرى بالحقد، وأحيانا بالكبر واللامبالاة ... والمجاهد الذي يصبر ليصل لحافة الطريق ويصبر فينتصر ثم يقطف ثمرة سيره في طريق موحش تحفه المخاطر..استبشارا بنبوة نبيه صلى الله عليه وسلم..الذي بشره بأن هذا طريق طاعة وأسرع طريق  يُعَجِل الله فيه ثوابه في الدنيا قبل الآخرة وإن كان عاصيا... 
 
فأسمع بشارة نبيك :

 
أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : 
 
«إن أعجل الطاعة ثوابا صلة الرحم ، حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرة ، فتنمو أموالهم ، ويكثر عددهم إذا تواصلوا ، وما من أهل بيت يتواصلون فيحتاجون». ابن حبان في صحيحه..وقد حسّن الحديثَ لغيره العلامةُ الألباني.. 
 
 

  
ومعنى الحديث :
 
يأن صلة الرحم سبب للغنى ونماء الأموال،وسبب لكثرة عدد أفراد العائلة. لقوله (( وإن أعجل الطاعة ثوابا صلة الرحم )) 
وأن أهل البيت لو كانوا فجره أي بالمعاصي والآثام سينمي مالهم ولا يحيجهم بسبب صلتهم لرحمهم
(( حتى ان أهل البيت ليكونوا فجرة، فتنمو أموالهم، ويكثر عددهم إذا تواصلوا ))

  
.. ومن تأمل واقع الحياة الذي نعيش فيه لوجد معنى هذا الحديث الدال على نبوة محمد – صلى الله عليه وسلم فبعض الأسر فيها تقصير وربما معاصي دون قصد وبجهل ومع ذلك نراهم  قد بارك الله تعالى في أموالهم ، ورزقهم البنين والبنات؛ لما كانوا أهل صلة لوالديهم وإخوانهم وأخواتهم وأعمامهم وعماتهم. 
وعوائل أخرى أصابهم شؤم هذه المعصية ،فأصابهم الفقر ، وحرموا المال والبنين،وفرّق الله عليهم شملهم، بسبب قطعهم لأرحامهم.
 
فاللهم أعنا على بر أقاربنا وأرحامنا وحبب لمن جفانا منهم لجهله فينا 
 
..فيامن تقطع رحمك من قرابتك الأقرب فالأقرب..ويامن تعاند وتكابر وتصر على أنك المحق دوما..ويامن ترفض الصلح مع الإصلاح..هذا نبيك يبشرك بأن أكثر ما يعجل الله ثوابه صلة الرحم فلماذا تخسر هذا الثواب بإكثار مالك وولدك وغناك بأن كفاك عن حاجة الناس ..أمن أجل سوء فهم..أمن أجل قيل وقال..أمن أجل موقف عابر !!

 

  
واسمع البشاره الثانيه :
 
صلةُ الأرحام سببٌ مِن أسباب عمران الدِّيار، وزيادةِ الأعمار، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((صلةُ الرَّحِمِ، وحُسْنُ الخُلق وحُسن الجوار: يَعْمُرَانِ الدِّيارَ، ويَزيدَانِ في الأعمارِ))
 
 
 
وتذكر :
 
قرَن الله بعبادته وتوحيدِه وتقواه، صلة الأرحام فقال تعالى : ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ﴾ [النساء: 1]، وقال : ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى ﴾
 
وبما أنَّ القرابةَ والأرحامَ مَظِنَّةُ الاتِّحَاد والأُلفة، والرعاية والنُّصرة؛ فقد جعل الله بعضَهم أولياء بعض، فقال تعالى : ﴿ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ﴾ 
 
..وحذَّر مِن قطيعتهم والإساءةِ إليهم، وقَرَن ذلك بالإفساد في الأرض، وأوعد القاطعَ باللَّعنة والعقاب الشديد، فقال تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم)
 
وهذه السيدةُ خديجة رضي الله عنها وهي تُطمْئن النبيَّ صلى الله عليه وسلم بعد أن عاد مِن الغار وهو يرتجف فؤاده: "كلَّا واللهِ، ما يخزِيكَ اللهُ أبدًا؛ إنَّك لتصل الرحم " 
 
وضع تحتها مليون خط 
إنك لتصل الرحم 
إنك لتصل الرحم 
 
وهذه دلالة على أن وصل الرحم سبب لتسكين الخوف ورفع المعنويات

ملف شامل اضغطي هنا :
 كثر الله عددهم ورزقهم بسبب وصلهم

 
 
سناء الشاذلي

لماذا دعا جبريل وأمن محمد ﷺ




لماذا دعا جبريل وأمن محمد ﷺ
 
هاهي العروس قد تهيأت وتزينت واستبشرت بإجابة أهلها للدعوة ومشاركتهم فرحتها .. وهي تعلم يقينا أنها ليست كأية عروس فلا يضاهي جمالها وروحها وصفاتها أي عروس أخرى لذا تراها مستبشره نضره عزيزه فرحه.. والجميع يتلهف لرؤيتها في عرسها الأسطوري .
 
والعجيب أن هذه العروس تتجهز كل عام وفي نفس الوقت وبنفس الهيئه والسرور مستبشره بعرسها الأسطوري .. كعرس يخالف كل العادات والتقاليد والتي يستمر بعضه لبضعة أيام فأطول عرس مدته ثلاثة أيام أما هذا العرس فيستمر شهرا كاملا .. ثم يبتهج ويزدان في أيامه الأخيرة بعشر ليال فيها ليلة خير من ألف شهر وبعد ذلك يختم بليلة أخيره لاتشبه أي ليلة .. ليلة يجتمع فيها جميع البشر للتهاني والتبريكات والهدايا وموائد الطعام ..
 
وكأن هذه العروس نادرة الوجود بحيث لا تكتف بأهلها فقط بل من شدة حرصها تدعو جميع الناس لمشاركتها عرسها ..
وقد أسمته إسما مختلفا لا يرتبط بإسمها أو حسبها ونسبها لتدعو الناس إليه .. بل أسمته اسما عاما يحبب القلوب إليه فقالت في دعوتها..( تدعوكم السيده فرح لمشاركتها فرحتها في قاعة شهر تسعه مع إبراز كرت الدخول باسم ( العرس الرمضاني ) وعلى الراغبين بالحضور الإستعداد مسبقا روحانيا ونفسيا 
 
تلك كانت قصة عروس مبتهجه للعرس الرمضاني 
 

تلك البهجه والسرور يعبر عنه قبلها مدعوين للعرس في كل عصر
 
° فكانوا إذا اقتربت مواسم الطاعة شمروا 
° وإذا نزلت غمائم المغفرة إستمطروها 
° وإن لاحت بشائر الرحمة اغتنموها 
° وإذا سمعوا بخير تسابقوا 
° وكانوا يعلمون أن الكسل لا يجتمع مع السعاده فتسابقوا 
متخذين شعارا واحدا النعيم لا يدرك بالنعيم .. فلا يعقل أن يتنعم بالراحه ويترك نعيم الآخره فالراحه في الآخره لا تنال بالراحه في الدنيا
 
لذا وصف ابو هريرة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في حرصهم على الخير (كانوا أحرص شي على الخير)
 
وجاء التابعين بعدهم يقولون عمن سبقهم ( أيظن أصحاب محمد أن يفوزوا بمحمد دوننا والله لنزاحمنهم عليه حتى يعلموا أنهم خلفوا رجالا بعدهم

ونحن نسير سيرهم ونعلنها سنزاحمكم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم 

 
وستكون أبلغ مزاحمه عند مواسم الطاعات وخاصة في العرس الرمضاني...

كيف لا ورسول السماء جبريل يدعو ورسول الأرض محمد صلى الله عليه وسلم يُأمِن؟

 
فاسمعوا إن أرادتم مزاحمة السابقين الأولين على محمد صلى الله عليه وسلم ..
 
اسمعوا يامن تنتظرون العرس الرمضاني
 
فقد صح في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر وقال : «آمين ، آمين ، آمين» وفي رواية : صعد رسول الله المنبر فلما رقي عتبة قال : «آمين» . ثم رقي أخرى فقال : «آمين» . ثم رقي عتبة ثالثة فقال : «آمين» . قيل : يا رسول الله! إنك صعدت المنبر فقلت : آمين ، آمين ، آمين . فقال : «إن جبريل عليه السلام أتاني فقال : من أدرك شهر رمضان ، فلم يغفر له ، فدخل النار ؛ فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين ، ومن أدرك أبويه أو أحدهما ، فلم يبرهما ، فمات ، فدخل النار ؛ فأبعده الله ، قل : آمين . فقلت : آمين ، ومن ذكرت عنده ، فلم يصل عليك ، فمات ، فدخل النار ؛ فأبعده الله ، قل : آمين . فقلت : آمين» .
 
 قال العلامة الألباني رحمه الله : (حسن صحيح / صحيح الترغيب:1679 ) وقال المحدث مقبل الوادي : (حسن يرتقي إلى الصحيح لغيره / الصحيح المسند : 1298) .

ألا يعني ذاك الدعاء من جبريل بقوله من أدرك رمضان ولم يقم بما أمر الله به من أسباب المغفره والتعرض لرحمة الله فلن يغفر الله له وسيدخل النار؟
 
أقول ألا يعني ذلك أن الأمر جلل ؟!

 
ثم يأمر رسولنا بأن يدعو عليه ..بقوله قل آمين..وآمين آمين ثلاث مرات لاستجابة الدعوة..يعني جبريل عليه السلام يدعو عليهم ومحمد صلى الله عليه وسلم يؤكد الدعاء بآمين
 
فاللهم لا تجعلنا من الذين دعا عليهم جبريل وأمن عليهم محمد صلى الله عليه وسلم فأبعدتهم عن الجنه وأدخلتهم النار بسبب التقصير وعدم الإخلاص

 

 
ثم ..

 
ألا يعني لنا ذلك شيئا حين يكون التأمين ثلاث مرات لثلاث عقوبات لثلاث أسباب ..
 
° إدراك رمضان بغير مغفرته سبحانه
° عقوق الوالدين 
° البخل بالصلاة على الرسول
 
و ..
 
ألا يعني ذلك لنا شيئا ..

_ لقد بدأ برمضان قبل بر الوالدين مع أن بر الوالدين من أعظم القربات ؟ لبيان فضيلته

 
وبدأ بذكر رمضان قبل الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم 
والصلاة عليه من أعظم القربات 
 
..ذكر بر الوالدين مع الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم 
بعد ذكر رمضان دليل على أن البر والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم من الفضائل التي ترافق رمضان وترفع من أجره

 
 
أيها الراجي ثمار الصوم
أعط الصوم حقهُ
طارحا عن روحك المغلول 
بالشهوات رِقَهُ 
 
أليس المحروم من أدرك الشهر ولم يخلص العمل ويجتهد فيه لله
..وهذه مردة الجن قد صفدت وسلسلت من أجلنا لكي  يكون ذلك  أكبر عونا للعباده
 
 ( سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ )
 
والأعمال في رمضان كثيره لكنها بالنيات الصادقه تكون عظيمه

 
يامن يقوم الشهر يسهر ليله
يتلو به آي من القرآن
 
لاتترك الأيام تذهبها سدى 
واجعل حياتك فى رضى الرحمن 
 
واضرع الى الرحمن في غسق الدجى 
كيما تفوز بجنة الرضوان 
 
للحور في الجنات أحلى منظرا 
وألذ وصلا من قليل فان 
 
علق فؤادك بالجنان ومن بها 
واترك لذلك جملة النسوان 

 
قد أفلح  من زكا نفسه واستثمر هذا الشهر  في طاعة الله وجعل من رمضان سببا لما بعده وشحذاً لما بعده

هَنيئاً لَهُ الشَهرُ الَّذي بُرَّ سَعيُهُ
 بِهِ وَزَكا عِندَ الإِله صِيامُهُ 
 
إِذا قامَ فيهِ لِلصَلاةِ وَلِلنَدى حَوى
الأَجرَ وَالذِكرَ الجَميلَ قِيامُهُ
 
يَدُومُ عَلى مَرِّ اللَيالي وَإِنَّما
يُرادُ مِنَ الشَيءِ النَفِيسِ دَوامُهُ


 
فالنجعل من رمضان نقطة الانطلاق وبداية تغيير الطريق إلى المسار الصحيح 

 
وأن يكون  جسراً للعبور والدخول في عداد الصالحين ووقفة حاسمة لتغيير الحال من الكسل  والبعد عن الله إلى حال الجد والنشاط في الثبات على دين الله والقرب إلى الله عز وجل ونحاول الاستمرار على ذلك بعد رمضان وبل ونستدرك ما بدر من تقصير ، حتى لا يعود علينا رمضان آخر - إن منّ الله علينا بلقياه مرة أخرى - إلا وقد تغيرت أحوالنا إلى ما يرضي الرحمن . 
 
 
 نسأل الله أن يعتق رقابنا ورقابكم

فيديو :

 
 
سناء الشاذلي

سَرَرَ شعبان الجزء الثاني( كتاب الصيام )

▖ 
 
 
 
 
 

سَرَرَ شعبان ( كتاب الصيام)
 
ومازالت بركات رمضان تتوالى..ونفحاته تهل علينا..وبشائره ترفرف كالغمامة الممطرة عبر بوابته الروحانيه ( شعبان )كدورة تدريبيه تحفيزيه تقَدُمِيه على الصيام..الذي هو من أفضل القروبات لله ..
 
وهذه بعض فضائله.. الجليلة الساميه :
 
 
( منقول)

  
1- إضافة الصيام لله تعالى تشريفاً لقدره وتعريفاً بعظيم أجره :
 
عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ " (متفق عليه).
 
وفي رواية لمسلم: " كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: " إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي ".
 
وقد ذكر كلام أهل العلم أوجه كثيرة في بيان معنى الحديث وسبب اختصاص الصوم بهذا الفضل،
 

° فقيل: أن الصيام لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره. 
 
° وقيل: أن الله سبحانه وتعالى ينفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيف حسناته.


° وقيل: أن الصيام أحب العبادات إلى الله والمقدم عنده سبحانه وتعالى.
 
° وقيل: أنّ إضافة الصوم لله تعالى هو إضافة تشريف وتعظيم كما يقال: "ناقة الله" و"بيت الله". 
 
° وقيل: أنّ الصيام لم يعبد به غير الله تعالى.
 





2- الصيام من أفضل الأعمال عند الله تعالى : 
 
يعد الصيام من أفضل الأعمال، فهو من الأعمال الصالحة التي لا عدل لها، فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: " قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِأَمْرٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ، قَالَ : عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ " (رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني).
 
 
 
3- الصيام جُنَّة من شهوات الدنيا وعذاب الآخرة :
 
الصيام جُنَّة، أي: وقاية في الدنيا والآخرة، فيقي المسلم في الدنيا من الوقوع في الشهوات والمعاصي، ويقيه في الآخرة من العذاب، فهو حصن حصين في الآخرة من النار. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الصِّيَامُ جُنَّة، فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ " (رواه البخاري).
 
وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الصيامُ جُنَّةٌ وحِصْنٌ حصينٌ مِنَ النارِ " (رواه أحمد وحسنه الألباني).
 
ومعنى هذا الحديث: أن الصيام درع يقي الصائم من المعاصي في الدنيا ومن النار في الآخرة كما يقي الدرع المحارب حين القتال فيمنعه من طعنات العدو ويحميه من الموت بإذن الله تعالى. لكن يجب أن يكون الدرع قويا غير مثقوب
فهو جنه ووقايه أيضا من النار
 
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا " (رواه البخاري).
 
 
 
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقًا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ" (رواه الترمذي وقال عنه الألباني حسن
 
4- يتحقق بالصيام أجر الصبر :
 
فيجتمع في الصيام أنواع الصبر الثلاثة، وهي الصبر على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقداره سبحانه وتعالى .. فهو صبرٌ على طاعة الله؛ لأن الصائم يصبر على هذه الطاعة ويفعلها .. وصبرٌ عن معصية الله سبحانه وتعالى؛ لأن الصائم يتجنب المعصية حال صيامه.. وصبرٌ على أقدار الله تعالى؛ لأن الصائم يصيبه ألم العطش والجوع والكسل وضعف النفس؛ فلهذا كان الصوم من أعلى أنواع الصبر؛ لأنه جامعٌ بين الأنواع الثلاثة، وقد قال الله تعالى : "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ" (الزمر:10.
 
 
 
5- الصيام كفارة للخطايا والذنوب :
 
 
إن الصيام من الأعمال التي يكفر الله بها الخطايا والذنوب، فعن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَنَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ، يُكَفِّرُهَا الصِّيَامُ وَالصَّلَاةُ وَالصَّدَقَةُ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ " (رواه البخاري ومسلم).
 
ومعنى هذا الحديث : الإنسان يبتلى بماله وولده وأهله وبجاره المجاور له، ويفتتن بذلك، فتارةً يلهيه الاشتغال بهم عما ينفعه في آخرته، وتارةً يقصر في الحق الواجب عليه تجاههم، وتارةً قد يقع في ظلمهم ويأتي إليهم ما يكرهه الله من قول أو فعل، فيسأل عنه ويطالب به. فإذا حصل للإنسان شيء من هذه الفتن الخاصة، فيكون الصيام من إحدى الطاعات التي تكفر عنه ذنوبه.
 
 
 
6- الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة :
 
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الصِّيامُ والقرآنُ يَشْفَعَانِ للعبدِ، يقولُ الصِّيام: " ربِّ إنِّي مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ والشَّرَابَ بِالنَّهارِ؛ فَشَفِّعْنِي فيهِ، ويقولُ القُرْآن: ربِّ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِالليلِ؛ فَشَفِّعْنِي فيهِ، فيشَفَّعَانِ " (رواه أحمد وصححه الألباني). 
 
7- الصيام سبب لدخول الجنة:
 
فمن أسباب دخول الجنة الصيام، وإن أحد أبوب الجنة الثمانية " باب الريان "، وهو باب يدخل منه الصائمون الجنة، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في الجنة باباً يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، فإذا دخل آخرهم أغلق، فلم يدخل منه أحد " (رواه البخاري ومسلم). 
 
8- الصيام من الأعمال التي وعد الله صاحبها بالمغفرة والأجر العظيم :
 
فقال سبحانه وتعالى : " إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا " (الأحزاب:35).
 
9- للصائم فرحتان :
 
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قاٍل رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ... لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا، إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ " (رواه البخاري ومسلم).
 
فيفرح الصائم إذا أفطر بزوال جوعه وعطشه حيث أبيح له الفطر، وقيل : إن فرحه بفطره من حيث أنه تمام صومه وخاتمة عبادته وتخفيف من ربه ومعونة على مستقبل صومه.
وكذلك يفرح الصائم بصومه عند لقاء ربه؛ لما يجد من جزاء عظيم وثواب كبير، وقيل : الفرح الذي عند لقاء ربه إما لسروره بربه أو بثواب ربه.
 
10- خلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك :
 
إن من أكبر الدلائل على عظم فضل الصيام، أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله تبارك وتعالى من رائحة المسك، والخلوف هو تغير رائحة الفم بسبب الصوم،
 
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والَّذي نَفْسُ محمد بيده لخلوفُ فم الصَّائم أطيب عند الله من ريح المسك" (رواه البخاري ومسلم). قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله في كتابه التمهيد: " يريد أزكى عند الله تعالى وأقرب لديه وأرفع عنده من رائحة المسك ".
 
11- دعاء الصائم مستجاب:
 
إن من فضائل الصيام أن دعاء الصائم مستجاب، فعَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثلاثُ دَعَواتٍ مُستجاباتٍ: دعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المظلُومِ، ودعوةُ المسافِرِ " (رواه البيهقي والطبراني وصححه الألباني).
 
12- الصيام يطهر القلب :
 
إن صيام شهر رمضان وصيام ثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وَحَرَ الصدر أي الغل والحقد والغش ووساوس الشيطان وما يحصل في القلب من كدرة أو قسوة، فعَنْ عَلِيٍّ بن أبي طالب رضي الله عنه: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يَذْهَبْنَ بِوَحَرِ الصَّدْرِ " (رواه أحمد والبيهقي والبزار وصححه الألباني ). وفي رواية أخرى: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ" (رواه النسائي وصححه الألباني).
 
13- جعل الله تعالى الصيام من الكفارات كالحج والظهار :
 
14- من خُتم له بصيام يوم دخل الجنة :
 
فعَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ :" مَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ " (رواه أحمد وصححه الألباني). قال الإمام المناوي رحمه الله في كتابه فيض القدير : " أي من ختم عمره بصيام يوم بأن مات وهو صائم أو بعد فطره من صومه دخل الجنة مع السابقين الأولين، أو من غير سبق عذاب ".
 
15- الصيام سبيل إلى غرف الجنة :
 
إن المداوم على الصيام له أجر عظيم عند الله تبارك وتعالى، ومن الثواب الكبير الذي يُكافأ به (غرف الجنة)، فعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلّم : " إِنَّ فِي الجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ : لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لِمَنْ أَطَابَ الكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ " (رواه الترمذي) 

 
 
تلك بعضا من فضائل الصيام ...

 
 
 
ولأن شعبان بوابة رمضان..وهو شهر يُكثر فيه النبي صلى الله عليه وسلم من الصيام..تدريبا على رمضان..فماهو أجر صيام يوم في شعبان ؟

 
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، رضى الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ لَهُ أَوْ لآخَرَ: «أَصُمْتَ مِنْ سَرَرِ شَعْبَانَ؟
قَالَ: لاَ. قَالَ ﷺ: فَإِذَا أَفْطَرْتَ.. فَصُمْ يَوْمَيْنِ».
────
▪ رواه مسلم. وفي رواية أخرى له : عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، رضى الله عنهما، أَنَّ النَّبِي ، قَالَ لِرَجُلٍ : «هَلْ صُمْتَ مِنْ سُرَرِ هَذَا الشَّهْرِ شَيْئًا؟ قَالَ: لاَ. فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ : فَإِذَا أَفْطَرْتَ مِنْ رَمَضَانَ.. فَصُمْ يَوْمَيْنِ مَكَانَهُ».
────
 
• قال الحافظ ابن حجر: «أشار القرطبي إلى فضيلة الصوم في شعبان، وأن صوم يوم يعدل يومين في غيره [غير رمضان]، أخذاً من قوله ﷺ في الحديث: ( َصُمْ يَوْمَيْنِ مَكَانَهُ)، يعني مكان اليوم الذي فوته من صيام شعبان».
────
 
• (السرر): بِفَتْحِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ، وَيَجُوزُ كَسْرُهَا، وَضَمُّهَا.
جَمْع «سُرَّة» . وَيُقَالُ أَيْضًا «سَرَارٌ» بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَكَسْرِهِ.
وفي تعيين «السرر» تفصيل عند العلماء؛ فمنهم من ذهب إلى أنه أيام وسط الشهر، ومنهم من قال أوله، ومنهم من قال آخره؛ ويترجح أن المراد به (أول الشهر)؛ مع الاعتبار بسريان الفضيلة في جميع الأيام؛ ﴿ذَٰلِكَ فضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾.فصوموا منه ما استطعتم؛ «خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ قَدْرَ ماتستطيعوا )

فهيا شمرعن ساعديك ودرب نفسك ليسهل عليك رمضان
 

▖   ▖   ▖   ▖   ▖


سرر شعبان منقول بتصرف..
 
والسرر بِفَتْحِ السِّينِ  وَيَجُوزُ كَسْرُهَا وَضَمُّهَا جَمْعُ سُرَّةٍ وَيُقَالُ أَيْضًا سَرَارٌ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَكَسْرِهِ وَرَجَّحَ الْفَرَّاءُ الْفَتْحَ وَهُوَ مِنَ الِاسْتِسْرَارِ وَالْجُمْهُورُ قال أن  الْمُرَادُ بِالسُّرَرِ هُنَا آخِرُ الشَّهْرِ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِاسْتِسْرَارِ الْقَمَرِ فِيهَا وَهِيَ لَيْلَةُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَتِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِينَ وَقِيلَ السُّرَرُ وَسَطُ الشهر  وَرَجَّحَهُ لأَنَّ السُّرَرَ جَمْعُ سُرَّةٍ وَسُرَّةُ الشَّيْءِ وَسَطُهُ وَيُؤَيِّدُهُ النَّدْبُ إِلَى صِيَامِ الْبِيضِ وَهِيَ وَسَطُ الشَّهْرِ وَأَنَّهُ لَمْ يَرِدْ فِي صِيَامِ آخِرِ الشَّهْرِ نَدْبٌ بَلْ وَرَدَ فِيهِ نَهْيٌ خَاصٌّ وَهُوَ آخِرُ شَعْبَانَ لِمَنْ صَامَهُ لِأَجْلِ رَمَضَانَ وَرَجَّحَهُ النَّوَوِيُّ  للرِّوَايَاتِ الَّتِي فِيهَا الْحَضُّ عَلَى صِيَامِ الْبِيضِ وَهِيَ وَسَطُ الشَّهْرِ
 
ومن قال  أن المقصود آخر الشهر :
 
أجاب بأن  الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زجر السُائلُ  وَإِنْكَر عليه صوم آخر شعبان  لِأَنَّهُ قَدْ نَهَى أَنْ يُسْتَقْبَلَ الشَّهْرُ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ وَأمره  بِقَضَاءِ ذَلِكَ  بِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ أَوْجَبَهَا عَلَى نَفْسِهِ فَلِذَلِكَ أَمَرَهُ بِالْوَفَاءِ وَأَنْ يَقْضِي ذَلِكَ فِي شَوَّالٍ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ كَانَتْ لَهُ عَادَةً بِصِيَامِ آخِرِ الشَّهْرِ فَلَمَّا سَمِعَ نَهْيَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَحَدٌ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ وَلَمْ يَبْلُغْهُ الِاسْتِثْنَاءُ تَرَكَ صِيَامَ مَا كَانَ اعْتَادَهُ مِنْ ذَلِكَ فَأَمَرَهُ بِقَضَائِهَا لِتَسْتَمِرَّ مُحَافَظَتُهُ عَلَى مَا عود  نَفْسِهِ مِنَ الْعِبَادَةِ لِأَنَّ أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحبه .. وَقَالَ الْجَمْعُ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ مُمْكِنٌ بِحَمْلِ النَّهْيِ عَلَى مَنْ لَيْسَتْ لَهُ عَادَةٌ بِذَلِكَ .. وَحَمْلُ الْأَمْرِ عَلَى مَنْ لَهُ عَادَةٌ حَمْلًا لِلْمُخَاطَبِ بِذَلِكَ عَلَى مُلَازَمَةِ عَادَةِ الْخَيْرِ .. وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى فَضِيلَةِ الصَّوْمِ فِي شَعْبَانَ وَأَنَّ صَوْمَ يَوْمٍ مِنْهُ يَعْدِلُ صَوْمَ يَوْمَيْنِ فِي غَيْرِهِ أَخْذًا مِنْ قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ فَصُمْ يَوْمَيْنِ مَكَانَهُ يَعْنِي مَكَانَ الْيَوْمِ الَّذِي فَوَّتَّهُ .. وَفِي الْحَدِيثِ مَشْرُوعِيَّةُ قَضَاءِ التَّطَوُّعِ وَقَدْ يُؤْخَذُ مِنْهُ قَضَاءُ الْفَرْضِ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى


👇📎







جميع الحقوق محفوظة لمدونةسناء الشاذلي2017