قبر كلب
قبل أن تحكم على إنسان بالوفاء والفداء جربه عند الشدة والبلاء ، ولا تثق به حتى تسمع مايفعل في الخفاء فقد يكون من كلاب الإنس ذو القلوب السوداء
واسمع لماذا بنى رجل قبرا للكلب؟
قدم رجل ، فمر في طريقه بمقبرة،
فإذا قبر عليه قبة مكتوب عليها:
( قبر كلب) فمن أحب أن يعلم خبره، فليمض إلى قرية كذا،
فإن فيها من يخبره
فسأل الرجل عن القرية؟ فدلوه عليها،
فقصدها وسأل أهلها، فدلوه على شيخ كبير قد جاوز المائة سنة فذهب إليه وسأله عنه
فقال: كان في هذه القرية ملك مشهوراً بالنزهة والسفر،
وكان له كلب قد رباه وسماه
( باسم )
وكان لا يفارقه حيث كان ، فإذا كان وقت غدائه وعشائه أطعمه مما يأكل ، فخرج يوماً إلى بعض منتزهاته، وأمر بربط الكلب لئلا يذهب معه ، وقال لبعض غلمانه: قل للطباخ يصلح لنا ثريدة لبن ، فقد اشتهيتها فأصلحوها، ومضى إلى منتزهاته، فتوجه الطباخ وجاء بلبن وصنع له ثريدة عظيمة، ونسي أن يغطيها بشيء، واشتغل بطبخ شيء آخر، فخرجت من بعض الشقوق أفعى فكرعت في ذلك اللبن، وخلطته في الثريدة من سمها، والكلب رابض مربوط يرى ذلك كله، ولو كان له في الأفعى حيلة لمنعها، ولكن لا حيلة له وكان عند الملك جارية خرساء لا تستطيع القيام أو الحركة وقد رأت، صنع الأفعى.
ورجع الملك من الصيد في آخر النهار،
فقال: يا غلمان أول ما تقدمون إليّ الثريدة، ولما وضعت بين يديه، أومأت الخرساء إليهم، فلم يفهموا ما تقول، ونبح الكلب وصاح، فلم يلتفتوا إليه، وألح في الصياح، فلم يعلم مراده فيه، ثم رمي إليه بما كان يرمى إليه في كل يوم فلم يأكله، وزاد في الصياح،
فقال لغلمانه:
قربوه فإن له قصة، وفك رباطه، ومد الملك يده إلى اللبن، فلما رآه الكلب يريد أن يأكل، هجم إلى وسط المائدة، فأدخل رأسه في اللبن، وشرب منه، فسقط ميتاً وتناثر لحمه، وبقي الملك متعجباً منه ومن فعله،
فأومأت الخرساء إليهم، فعرفوا مرادها، بما صنع الكلب، فقال الملك لغلمانه وحاشيته: إن من فداني بنفسه لحقيق بالمكافأة، وما يحمله ويدفنه غيري، ودفنه وبنى عليه قبة وكتب
( قبر كلب)
وبعدما سمعت هلا تأملت في بعض الإنس الذين يقبرون أحبابهم وهم أحياء؟ الذين لايراعون قربا ولا بعدا ولا حزنا ولا فرحا بلا تردد ولا حياء؟ وقد يزيدون الطينة بلة لقبح أفعالهم مع مكرهم الذي ليس له دواء
ملاحظه
( كراهية اقتناء الكلب ) ولكن الكتاب يتحدث عن صفاته.
👇📎
الأستاذة: سناء الشاذلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق