سورة البقره للبركة وليست للتجربة
كثيرا مانسمع عن فلانة تريد الزواج فقرأت سورة البقرة لشهر كل يوم ولم تتزوج !
فلان يريد الوظيفة فقرأ سورة البقرة لشهرين ولم يتوظف
فلانة مصابة بالسرطان فتركت العلاج وقرأت سورة البقرة بنية الشفاء ولكنها ازدادات مرضا وانتكست حالتها وهاهي الان تحتضر
وغيرها من المواقف المتشابهة ! وكل ذلك بإقتراح من بعض من يسمون أنفسهم مشايخ أو معالجين أو رقاة أو أو أو
وقد وردني هذا السؤال ... ورغم تكراره مرارا والتنبيه على أن سورة البقرة حق غير أن وضعها في غير موضعها خطأ يؤدي إلى أخطاء كبرى إلا أن هناك قناعات يصعب تغيرها لأن فكرة خاطئة ثبتت في عقله لايريد تغيرها .. لكني أحببت أن أنبه أكثر وأكثر لتعم الفائدة
والسؤال كان لمريضة وسواس قهري تقول أخذت دواء الوسواس لمدة طويلة مع الجلسات المعرفية السلوكية لكني لم أجد نتيجة !!! وهذا محال محال حيث وبالتدقيق في التفاصيل عرفتُ أنها تركتهُ لأن والدتها تقول لها عليك بسورة البقرة وترك العلاج!!! وتجدون في المقال عرض مشكلتها
بسط المشكله ::::
١ / هناك فرق بين الوسواس الشيطاني والوسواس القهري ، فالشيطاني يخف أو يختفي بذكر الله والإعتصام به والمحافظة على الطاعة ،لأنه خناس .. أما القهري فهو مرضي لايخف إلا بالعلاج الدوائي لأن مادة كميائية غطت على جزء من العقل فحدث خلل يحتاج معالجة وهذا لابد له من دواء فما من داء إلا له دواء
“وخرج مسلم عن جابر عن رسول الله ﷺ أنه قال
“لكل داء دواء فإذا أصاب دواء الداء برئ بإذن الله تعالى)
٢/ محاولة تفادي أسباب الوسواس القهري من ضغوطات وقوة لمواجهة الصدمات ، ومحاربة الأفكار السلبية وإستبدالها بإيجابية
٣ / قد يكون الوسواس القهري بسبب حسد أو عين وهذا أيضا لايعني ترك الأدوية والاكتفاء بالأذكار والرقية فما جاء المرض إلا من سبب والسبب يعالج بأسباب روحانية بالاستمرار على الدعاء والأذكار وكذلك الدواء العلاجي
( تداووا فإنَّ اللهَ لم يضَعْ داءً إلا وضَعَ له دواءً غيرَ الهِرَم)
٤ / العلاج بجلسات تحسين السلوك وتقوية الشخصية وتقدير الذات
٥/ إن قراءة سورة البقرة بركة فهي بركة في العبادة وبركة في الوقت وبركة في الصحه النفسيه والجسديه وبركة في حفظ الإنسان وبركة يوم البعث وبركة لتكثير أجر صاحبها، ويكفي مافيها من آيات ومعاملات وأخلاقيات وعبادات وقبل كل شيء ترسيخها للعقيدة الخالصة لله
٦ / من بركة سورة البقرة أنها تشفع لمن يدوام على قراءتها وليس المقصود بالبركة تسهيل الزواج والوظيفة والعلاج وما إلى ذلك كما ظن البعض وحصر بركتها في المطالب الدنوية فقط وإن كانت المطالب الدنيوية مع قراءة القرآن تتيسر بشرط التوكل على الله مع الدعاء بيقين
(اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ،..... الحديث
أي تظل أصحابها يوم القيامة
٨/ من المفاهيم الخاطئة أن سورة البقرة تقرأ للحفظ من البطلة أي السحره وهذا صحيح لو كان الإنسان عاملا بما يقرأ مطيعا في فرائضه .. تاركا للمظالم موقنا بالإجابة غير أن البطلة
المقصود بهم أيضا
أصحابُ البِطالةِ والكُسَالَى؛ فإنَّهم لا يَستطيعون حِفْظَهَا، ولا قِراءتَها؛ لِطُولِها، ولِتَعَوُّدِهم الكَسَلَ.
(اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ)
٩ / من أعظم الأخطاء قراءتها من باب التجربة فإن حدث مايتمنى نادى في الخلائق سورة البقرة كانت سببا وأن لم يحدث نادى في الخلائق قد جربتها ولاصار شي وربما أحبط أو شك أو ترك القراءه
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)
الأستاذة : سناء الشاذلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق