يامكروب قل ياعظيم( كل خميس دعاء نبوي )
يختلف الهم عن الغم عن الكرب عن الحزن عن المصيبه تتعدد الإبتلاءات فتتضاعف الحسنات فتختلف درجات الأجور ،
🔸 فالهم : أن تفكر بشئ في الغد أو المستقبل وكلما زاد تفكيرك زاد همك
🔸 والغم : أمر قد وقع وترجو أن ينقشع كغم يونس عليه السلام في بطن الحوت ( وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ )
🔸 والمصيبة : هو ماأصابك في مالك ونفسك وولدك كبيرة كانت أو صغيرة
🔸 أما الحزن : وقوع أمر غير سار يؤثر في عواطفه ومشاعره كحزن يعقوب ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ )
🔸 أما الكرب : هو الضيق الشديد والثقل كحبل يشتد من طرفين فتصور شدة الهم لذا يقول الله عن كربة نوح التي طالت ( وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ )
ولأن الكرب يشتد ويشتد وأمره عسير أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلـم للإعتصام بأعظم أسماء الله وأعظم مخلوقاته لكشف الكرب.. فاشتمل دعاء الكرب على ثلاث أسماء حسنى : العظيم والحليم والكريم , وثلاث مرات لاإله إلا الله .. مرتين على ذكر العرش ومرة واحدة على السموات والأرض
أن رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ عِنْدَ الكَرْبِ:( لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ )
فالدعاء اشتمل على ثلاث أسماء :
◈ الأول ( العظيم ) وذُكر مرتين في البداية والنهاية , والعظيم صفة.. والعظمة : هي الكبر والإتساع وعلو الشأن والإرتفاع، فناسب هذا الإسم صغر الكرب أمام عظمته.. والكرب الشديد يحتاج لعظيم يفرجه
◈ واسمه ( الحليم ) : أي الذي لا يعجُل على عباده عقوباتهم بذنوبهم.. ولايستفزه غضب ولا يستفزه جهل جاهل ولا عصيان عاصٍ.. وناسب اسمه دعاء المكروب لأن المكروب قد يكون كربه بسبب ذنوبه والمكروب يحتاج لأن يصبر على حلم الله في تفريج كربته وكذلك قد تكون كربته بسبب ذنبه وتقصيره لذا ناسب الدعاء اسم الحليم
◈ واشتمل على اسمه ( الكريم )
والكريم : واسع العطاء والسخاء ومناسبة الإسم للدعاء بأن تفتقر في كربك لكرم الله
قَالَ القُرْطُبي الكَرِيمَ لَهُ ثَلاثَةُ أَوْجُهٍ هي: الجَوَادُ والصَّفُوحُ والعَزِيزُ: " فهو جَوَادٌ كَثيرُ الخَيْرِ على المكروب والمضطر، صَفُوحٌ يستجيب ويصفح عن المكروب ولو كان عاصيا وعزِيزِ لايعجزه كشف الكروب وتجلية الخطوب
والمكروب في أشد الحاجة لكرم الله
◈ واشتمل الدعاء على أعظم مايمكن به الإستجابة وهي كلمة التوحيد ... وتكررت ثلاث مرات كما تكررت الأسماء ثلاث مرات
وافتتح الدعاء به وختم به ، افتتح بلا إله إلا الله
وختم بلا إله إلا الله
والحكمة من أن اعظم مايفرج به الكرب كلمة التوحيد لأن فيها تجديد للإيمان وتجديد الإيمان فيه إخلاص للعبادة والإخلاص سبب للإجابة
◈ واشتمل أيضا على ذكر العرش العظيم مرتين لمناسبة ذكره مع الكرب فمن يتأمل صفة العرش سيدرك عظمة مالكه وأنه قادر على كل شئ ولا يعجزه شئ
قال: صلى الله عليه وسلّم ((أُذِن لي أن أحدِّث عن مَلَك من ملائكة حملة العرش، إن ما بين شحمةِ أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام)) فإذا كان الملَك الذي يحمل العرش مابين شحمة إذنه لآخر رقبته وكأنك تسافر سبعمائة عام فكيف بالعرش ورب العرش ؟ أليس ربا يملك عرشا كهذا قادر على كشف كربتك؟
◈ واشتمل على ربوبية الله في سمواته وأرضه ورب لسموات سبع وأرضين سبع ومافيهما ومافي باطنهما وكل ماسخر فيهما قادر على كشف كرب الإنسان الظاهرة والباطنة..
وأخيرا إعلم أنه لابد من الكروب للإبتلاء ولتمحيص الصدور
( وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )
الكاتبة : سناء الشاذلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق