تعود فرَان فختمٌ فقُفل( إنحلت)
تعددت الأقفال والأختام وتفاوتت في شدتها وإحكامها ، فختم الورقة المطبوع يختلف عن الورقة المختومة بالشمع فالورقة المختومه بالطباعة ربما تُمحى أما المختوم بالشمع فمحال محوهُ أو الجرأة للإقتراب منه ، وكذلك الأقفال فقفل البيت ورقته وإمكانية فتحه يختلف عن قفل الخزينة الصغيرة ويختلف عن قفل الخزينة البنكية الكبيرة وقد يكلف فتحها تفجيرها !!! وهكذا تماما أختام وأقفال القلوب، فقلب ختمه خفيف يمكن محوهُ وختم أشد محال أو يصعب فتحه فكيف لو اجتمع مع الختم القفل( أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) علما أن الختم والقفل لا يأتي إلا بعد التعود على الذنب والإصرار عليه ومن ثم الران الذي كلما زاد كلما رفض صاحب القلب المريض النصيحه ( كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) من هذا المنطلق أعرض لكم المشكلة
🔻عرض المشكله🔻
تقول صاحبة المشكلة أنها تعمل ذنبا يخالف الفطر السوية وتنفر منه العقول السليمة في كل الأديان السماوية وغير الأديان وهي تعلم لكنها تعودت عليه ولاتستطيع تركه!!!!
🔻بسط المشكلة🔻
إن أعظم مايمنع الإنسان عن ترك المعصية هو التبرير بأنه لايستطيع وذلك ليستمر
وفي المقابل إن أعظم مايعينه على ترك المعصية هي الإرادة، والصبر، والإصرار،
🔻أسباب المشكلة 🔻
التعود ولا شي غير التعود ثم بعد الإعتياد يعلو قلبه الران ثم يزداد قسوة فلا ينتفع بنصيحه ولا تؤثر فيه مصيبة ويزداد حتى يطبع ويختم على قلبه ومع الختم يصعب العلاج ثم يزداد حتى يقفل على قلبه بأقفال ثقال محكمة الإغلاق فلا تقبل له توبة ولايختم له بخير
قال تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} {خَتَمَ اللَّهُ} فختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة، فهم لا يبصرون هدى ولا يسمعون ولا يفقهون ولا يعقلون. فمن ختم على قلبه لاينتفع بسمعه
يقول مجاهد : الرّانُ أيسر من الطبع، والطبع أيسر من الأقفال، والأقفال أشد من ذلك كله.
وقال الأعمش : أرانا مجاهد بيده فقال: كانوا يرون أن القلب في مثل هذه -يعني: الكف- فإذا أذنب العبد ذنبًا ضُمَّ منه، وقال بأصبعه الخنصر هكذا، فإذا أذنب ضَمّ. وقال بأصبع أخرى، فإذا أذنب ضُمّ، وقال بأصبع أخرى وهكذا حتى ضم أصابعه كلها {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} إنما ختم على قلوبهم وحال بينهم وبين الهدى جزاءً وفاقًا على تماديهم في الباطل وتركهم الحق، وهذا عدل منه تعالى حسن وليس بقبيح،
🔻علاج المشكلة🔻
والسبيل للانفكاك عن ختم القلب فيكون بالإقبال على كتاب الله والإصغاء إليه. يقول الله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأنعام، 122)
والميْتُ في الآية هو من خُتِم على قبله، والنُّور هو القرآن وبه يمكن للإنسان أن ينجوَ من الختم على قلبه (موت القلب)، ذلك أنَّ الختم هو نتيجةُ الإصرار على الكفر أو المعاصي، ويبدِّدُه التَّوجُّهُ نحو كتاب الله فهما وعملا وليس مجرد تلاوة وترديد، فالقرآن ذكرٌ عظيم/ هذه الجزئيه منقولة بتصرف
الكاتبة : سناء الشاذلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق