كم لبثنا ؟ ( كل إثنين آية)
حَاسِبَ أحدُهُم نَفْسَهُ فَحَسَبَ أَيَّامَ عُمْرِهِ فَإِذَا هُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً، فَحَسَبَ أَيَّامَهَا فَإِذَا هِيَ وَاحِدٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا وَخَمْسُمِائَةِ يَوْمٍ، !!! فَصَرَخَ وَقَالَ: يَا وَيْلَتَاهْ.. أَلْقَى اللَّهَ بِوَاحِدٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ ذَنْبٍ؟! فَكَيْفَ وَفِي كُلِّ يَوْمٍ عَشَرَاتُ الذُّنُوبِ؟!
هكذا تمضي الأعوام وهكذا يجب أن تكون المحاسبة، كم لبثنا في الأرض؟ كم لبثنا في اللهو؟كم لبثنا في الذنب؟ كم لبثنا في الغفلة؟ في الخصام؟ في الغيبة؟ في النميمة؟ وكذلك كم لبثنا في الأعمال الصالحة ؟ أو كم فرطنا فيها؟
إِنَّا لَنَفْرَحُ بِالْأَيَّامِ نَقْعَطُهَا ...
وَكُلُّ يَوْمٍ مَضَى يُدْنِي مِنَ الْأَجَلِ
فَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ الْمَوْتِ مُجْتَهِدًا ...
فَإِنَّمَا الرِّبْحُ وَالْخُسْرَانُ فِي الْعَمَلِ
( قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ * قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجعون )
نعم أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا ؟
والكيس من يسأل نفسه مع مضي الأعوام وسرعتها ماذا قدمت وماذا أخرت وعلى ماذا سأقبِل من أمر الآخرة وكيف سأدبِر من أمر الدنيا؟ حتى لايقول نادما ( يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي )
( رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ) لأنه يدرك حينها أن العمل الصالح هو من ينجيه فلا يتمنى الرجوع للدنيا إلا من أجل عمل الصالحات أو يقول ( رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا ) ولكن هيهات ( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نصير) أو يقول ( يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ) فقد أدرك متأخرا أن حياته الأبدية في الآخرة
وهكذا تمر الأماني والآمال مع التسويف والتأجيل للصالح من الأعمال فيندم المقصر ويتمنى العاصي المدبر على ماآل إليه المآل، فيقول: وآياماه !! هل من عودة لأصلح مافات في الحال!!؟ ولكن هيهات فاتتك إجابة السؤال
هكذا سرعة الأيام لاندركها إلا بعد الإنقضاء فنظنها يوم ( قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم ) ويظنها البعض ساعه(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ )
أو عشية وضحاها ( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوٓاْ إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَىٰهَا ) وقد عمرنا فيها وجاءتنا الأنذار من موت فجأة او مرض او مصائب أو أو
قطعت شهور العام لهوا وغفلـــــة
ولم تحترم فيما أتيت المحـــــــرما
فلا رجبا وافيت فيه بحقـــــــه
ولا صمت شهر الصوم صوما متمما
ولا في ليالي عشر ذي الحجة الذي
مضى كنت قواما ولا كنت محرمـــــا
فهل لك أن تمحو الذنوب بعبــــرة
وتبك عليها حسرة وتندمــــــــا
وتستقبل العام الجديد بتوبــــــة
لعلك أن تمحو بها ماتقدما
عن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال " أَعْمَارُ أُمَّتِي ما بين السِّتِّينَ إلى السَّبْعِينَ وَأَقَلُّهُمْ من يَجُوزُ ذلك "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق