كم من أبي الدحداح في أمة محمد






كم من أبي الدحداح في أمة محمد 
 
أبو الدحداح رجل باع ٦٠٠ نخله لوجه الله.. فبشره النبي صلى الله عليه وسلم ( كم من عذق رداح لأبي الدحداح ) أي كم من نخلة مدلاة  في الجنه كثيرة الخير سيملكها؟ وجاء لزوجته بعدما وهبها لله  يأمرها أن تخرج من الحديقه فقالت ربح البيع.. ربح البيع.. 
 
_ فهل تريد أن تكون مثل أبي الدحداح توهب ربك مائة ريال في عشرة مشاريع.. فيضاعفها بإذنه من عشرة لسبعمائة لأضعاف كثيرة؟
 
_ هل تريد أن تبشرَ بما بُشرَ به أبي الدحداح؟ 
 
أقرض الله مائة ريال فقط في العشرة المشاريع الآتية..
 
° سلة غذائيه
° الأجهزه الكهربائيه
° تفريج الكرب
° إيجار المنازل
° السقيا
° فرش المنازل
°  ثلاجة العرض
° الرعايه الإعلاميه
° ترميم المنازل
° حليب الأطفال
 
_تلك المشاريع العشرة بمائة ريال تنفقها بطريقة آمنه مضمونه على محتاجين متعففين مسجلين في المستودع الخيري بالمدينة المنورة 



ومن المعلوم أن أعظم مايقدمه الإنسان كقرض مضمون ومضاعف غير مردود هو إقراض الله سبحانه

 
( مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وله أجرٌ كريم )
 

(وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195]
 
﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ 
 
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 254]
 
﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) 
 
ومع مضاعفة الحسنات  هناك  أمر عظيم مرتبط بالصدقه هو إرتباطها بالإيمان بالله ورسوله لبيان منزلتها ( آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا
 
وهذا ماآمن به أبي الدحداح رضي الله عنه.. مخلصا صادقا.. فكم من عذق رداح لأبي الدحداح؟ 
وكم من عذق رداح لكل متصدق في أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ 
وكم من ريال أضحى بالعشرات نفعه في الدنيا أما في الآخرة فبغير حساب
وكم من مائة أصبحت مليار كمنفعة في الدنيا وأجور في الآخرة.. وكم وكم وكم
بنَتْ وسترت وخففت وأسهمت وفرجت عشرات بل ريالات.. ينفقها أحدهم فيُكمِلُها الثاني والثالث والرابع وهلم جرا
 
 
 
وسأختم بحديث أبي الدحداح رضي الله عنه لنستلهم منه المسارعه في الإنفاق في سبيل الله 
 
عَنْ أَنَسٍ : " أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ : إِنَّ لِفُلَانٍ نَخْلَةً ، وَأَنَا أُقِيمُ حَائِطِي بِهَا ، فَأْمُرْهُ أَنْ يُعْطِيَنِي حَتَّى أُقِيمَ حَائِطِي بِهَا .
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَعْطِهَا إِيَّاهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ ) .
فَأَبَى .
فَأَتَاهُ أَبُو الدَّحْدَاحِ فَقَالَ: بِعْنِي نَخْلَتَكَ بِحَائِطِي .
فَفَعَلَ .
فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُ النَّخْلَةَ بِحَائِطِي. قَالَ: فَاجْعَلْهَا لَهُ ، فَقَدْ أَعْطَيْتُكَهَا. 
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كَمْ مِنْ عِذْقٍ رَدَاحٍ لِأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ ) قَالَهَا مِرَارًا. 
فَأَتَى امْرَأَتَهُ فَقَالَ: يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ اخْرُجِي مِنَ الْحَائِطِ ، فَإِنِّي قَدْ بِعْتُهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ . 
فَقَالَتْ : رَبِحَ الْبَيْعُ - أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا " .
وقال الحاكم: " صحيح على شرط مسلم " ، وكذا صححه الألباني في " الصحيحة "(2964) على شرط مسلم .
 
سناء الشاذلي

قراننا حياتنا ( تدبروا )




قرآننا حياتنا ( تدبروا )












 

صوت عيسى ( سأكسر الصليب)





صوت عيسى( سأكسر الصليب)

كأني أنظر لعيسى عليه السلام.. وقد نزل آخر الزمان
بعدما عمَّ الظلام أرض المحشر وجزيرة خير الآنام
فسمع أجراس الكنائس مع أصوات الأذان..!
 
وكأني أسمعه يقول.. ماهذا؟ نزلتُ لأكسر الصليب عند أهل الإسلام!؟
 
فماذا أبقيتم للنصارى عُبَاد الصليب والأوهام؟!
 
الآن عرفتُ لماذا قال محمد رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَماً مُقْسِطاً، فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ )
 
والآن عرفتُ.. لماذا يؤُم مسلما من أمة محمد صلى الله الناس آخر الزمان وفيهم عيسى عليه السلام مأموماً...
 
وماذاك إلا
 
 لبيان عزة الإسلام وأنه ناسخ لكل دين.. واسمع معي..
 
° عَن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ: "كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ، وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ؟". وفي رواية لمسلم: " فَأَمَّكُمْ مِنْكُمْ؟"
 
نعم الإمامُ واحدٌ منا وعيسى عليه السلام نبيا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم
 
ثم تأمل..
 
° ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيْؤُمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ﴾.
 
فاليفرحوا بكنائِسِهم وأجراسِهِم وصليبِهم.. فعقلاء النصارى سيؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم وسيتبعون الإسلام.. والخسارة الكبرى أن يخرج بعض أهل الإسلام من الإسلام
 
ويوالون النصارى ويفتخرون بدينهم  
 
إن هذا من دلائل نبوته التي يُثبتُ بها أمته بأن تثبتَ للحق ولا تتقهقر مهما علا صليب النصارى لأن الحق بإتباع شريعته وقرآنه.. وبصوت عيسى عليه السلام الذي سيكسر الصليب
وأن أمته الآن في حاجة لأن تهتف هتاف العزة والنصر والتمكين
 
هتاف نبيها صلى الله عليه
سيكسر عيسى الصليب
سيكسر الصليب
سيكسر الصليب
عيسى عليه السلام لا يسعه إلا كسر الصليب لأن هتافه وندائه يدوي في المساجد والمنابر وفي المدن والقرى في الكهوف وفوق الجبال
 
ياعيسى ياعيسى ياعيسى
 
( يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ) المائده ١١٦


 

ياأمة محمد وموسى وعيسى
 
لا يغرنكم تقارب الأديان.. فهي حق من جهة أن الأديان واحدة سماويه وهي حق لأنها بينت أن الإسلام حق لما فيها من دلائل وإشارات لكنها باطل لأنها تدلس على المسلمين خاصة والآخرين عامة بأن يتبع أيهم مايشاء من دين  طالما الدين سماوي..
 
 فاحذروا لا يجتمع حق وباطل، إيمان وضلال، إحذروا فالله يقول
( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) 
 
فهل يتساوى الإيمان بإله واحد ( وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ)
بمن قال (  إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ) ؟ 
 
هل يتساوى من ربى أبناءه على العقيده الخالصه
بمن رباهم على التبرك بالقسيس ؟
 
لكم الله ياأطفال المسلمين
إن كان آباءَكم لا يفرقون بين شيخ وقسيس
بين صوت الآذان وصوت الأجراس
بين صوت من قال (  إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ )
ومن قال ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )
بين النصارى عُبَاد الصليب
وبين نبيهم عيسى الذي سيكسر الصليب
ولم يفرقوا بين النصارى ونبي النصارى عيس عليه السلام 
بين شركهم وكفرهم وبين صوته القائل
( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)
 
هل لاحظتم كيف شَهِدَ النصارى على أنفسهم بأنهم مسلمين
 
وهذا ربُنا يقول سبحانه لعيسى مبينا أنه طهره من أهل الرجس..ثم رفعه
 
فهل يعقل أن يطهره ويرفعه من قومه الكفار ثم يرفعُ بعض المسلمين من شأنهم ويبينون عزةً لدينهم! 
 
( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) وسيبقى الذين اتبعوا محمد صلى الله عليه وسلم وعيسى عليه السلام فوق الذين ضلوا وأضلوا واتبعوا أو أظهروا عزة الصليب إلى يوم القيامة 
 
....
 
 
 
أن عيسى من أتباع محمد وسيكسر الصليب وهتافه سيبقى ليوم القيامه ومهما علت أجراس الكنائس أو ظهرت عزة النصارى أو أقيم قُداسا لهم فسنبقى على ديننا بإذن الله
وسنخاف من مجرد التحير والشك مبتعدين عن ما يُدخلُ الشبهات في ديننا، كيف لا؟ 
وهذا رسولنا يخاطب ابن الخطاب عندما رآه يقرأ في كتب النصارى ( أمتهوكون فيها ياابن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شي فيُخبروكم بحق فتُكذبوا به أو بباطل فتصَدِقوا به، والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا ماوسعه إلا أن يتبعني) أحمد
 
وفي رواية أن الأنصار قالوا : يابن الخطاب ألا ترى إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر، رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا
 
نعم رضينا ورضينا ورضينا
غير أنا لا نؤيد قتل مُخالِفينا
ونبِرَهم ونَوِدَهم لكن ليس على حساب ديننا ( لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
 
رسالة أخيرة للمخدوعين بدين اليهود والنصارى المدافعين عن دينهم والداعمين له ( لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
 
فاللهم أكتب الإيمان في قلوبنا
حتى ينزل عيسى فيكسر الصليب ويقول( مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ )
 
٧ _ ٦ _ ١٤٤٠
 
أ : سناء الشاذلي

الشرط الذي تلاقي به نبيك عند الحوض





الشرط الذي تلاقي به نبيك عند الحوض

_ ماذا لو قيل لك أن نهرا شاسعا على الضفة الأخرى..
 وقد كنت جائعا عطشا تائها
 
هلاَ تُراك تُبطِئ المسير أم تسارع الخُطى متحاملا على نفسك؟رغم العطش والإجهاد لتظفر بشَربة تُقيك الموت وتبعث في نفسك الحياة يطلق عليها مسمى ( شراب الحياة
 
_ وهاأنت تسير بعدما وجدتَ بصيص أمل لشَربة الحياة
متجاهلا كل الصعوبات في سبيلها
 
_ وفي طريقك واجهتك الأهوال فمنحدرٌ، وهضبةٌ، فمرتفعٌ، فجبلٌ، فواديا، فيه الهوام،والسباع، فمستنقعٌ، فأشواكٌ فمرتفعاتٌ، ومنخفضاتٌ.. وتُمنِي نفسكَ مُصبراً لها_آه ماأصعب الطريق وماأشد المسير، إصبري يانفسي فبعد الصِعاب راحةً وشَرابُ حياةٍ لولاه ستَمُوتِ فاصبري يانفسي، إصبري
 
_ ثم بعد جهد جهيد هاهو النهر  أمامك،
ياإلهي هل يُخَيَلُ إليَ؟
هل هذا سراب أم حقيقة،؟
هل أعياني التعبُ فما عدتُ أفرق؟
لماذا لا أقترب فأتحققَ ؟
وتَقتَرِبَ واقفاً على قدميكَ، ثم راكعاً، ثم زاحفاً، ثم تقِفُ، ثم تسقطُ، ثم تزحفُ، ثم تقِفُ.. وهكذا
ياإلهي... إنه النهرَ حقاً
 
_ ياإلهي.. إني أرى رجلا، هل تراه حارس النهر؟ هل تراه سيمنَعَني؟ لا أظن فيبدو عليه أنه رؤوف رحيم 
ماهذا؟ أرى خلقاً قد سبقوني، وأراه يُقَدمُ لهم أكواز الماء،
ماهذا؟ لماذا يردُ عن نهره أناساً آخرين! 
 
لكنك.... حين وصلتَ


وجدتُهُ مُشِيرا  إليك مبتهجا ومشجعا، أنك وصلت وعليك آثار التعب باديةً، فعلم أنك صبرتَ فظفرتَ، وبالتالي كافأك  فنلتَ كاساً من ذلك النهر.. 

فتَناولتَهُ وبشَربةٍ واحدةٍ شعرت بأن روحكَ قد عادت إليكَ، غير أن الحياة لم تعُد إليك بجرعة الماء تلك، بل عادت لإمتلاء عينِك من ذلك الرجل، لأنه المُنقِذ والأمل بعد الله
 
_ فهل إستشعرتَ كيف ستكون فرحتك عظيمه برؤية الرجل والنهر؟
 
_فكيف إذا كان ذاك النهر هو حوض النبي صلى الله عليه وسلم وذاك الرجل هو رسولك صلى الله عليه وسلم
حتما ستفوزَ فوزاً عظيما...وستهون عليك الصِعاب
 
_بشرط أن تلتزم بالشرط
لتقف على الحوض بالحفاوة مرفود لا مطرود
بوجه ناضر لا باسر
بوجه مسرور لا مكظوم
بقلب سليم منيب لا قلب مريب
 
وهو نفس الشرط الذي قارعته حين كنت تائها عطشا 
 
فمن أجل شربة ماء قارعت الأهوال فصبرت وظفرت
فلابد من  الصبر والتصبر
 
 
 
عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( إنها ستكون بعدي  أثرةً وأمورٌ تنكرونها قالوا يارسول الله فما تأمرنا؟ قال : تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم)
 
وفي رواية ( فاصبروا حتى تلقوني على الحوض)
 
والأثرة_ هي الإنفراد بالشئ دون أصحاب الحق، والإستئثار بالحقوق والأموال
 
والمقصود _فأمور تنكرونها_ ( أي التبديل والتغير) حتى في العبادات وخاصة الصلاه وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنه سيكون أقواما يؤخرون الصلاه
 
 والإستئثار والتبديل... لا ينفع معهما إلا شرط الصبر
 
أتدري على ماذا تصبر؟ 
 
أن تصبر على الطاعه وعن المعصيه.. وعلى المصائب
 
وشرط شُربِك من حوض نبيك صلى الله عليه وسلم 
ان تصبر خاصة على الإيثار
 
 ففي كل زمان سترى من يستأثرون في كل شيء.. 
فكيف في زمانكَ؟
 
 
 
فأنت في زمان..
 
يؤثرون بأنفسهم ولأنفسِهِم ولو كان عندهُم كِفاية.. فالكِفاية لم تَكفِهم قناعه..
 
أنت في زمانٍ...
 
يَطْمعون ولو كانوا أغنياء 
يُخطئون ويَسلبون منك  الحقوق وأنت صاحب الحق
 
أنت في زمانٍ....
 
يستأثِرون فيه بأفكارهم وآرائهم على فكرك ورأيكَ
وربما صادروا أو سرقوا آراءك!
 
أنت في زمانٍ...
 
 يسرق السارق أرض غيره ولديه مئات الأراضي،

أنت في زمانٍ...
 
يستأثر فيه بعضهم بالميراث عدوانا وظلما
 
أنت في زمانٍ...
 
يقاطِعونك فيه ويستمرون وهم مصرون أنهم مظلومون
وتموتَ وتبعثَ وهم مصرون.. عزاءك في ذلك ( اصبروا حتى تلقوني على الحوض) 

 

_ ألا ترى كيف
 
يقاطعونك بلا وجه حق مُجَانَبين للعدل..
وإذا كانت عائشه رضي الله عنها تصف التبديل والتغير في زمانها فكيف بزماننا حيث قالت:
ذهب الذين  يُعاشُ في أكنافِهِم_
 وبقِيتُ في خَلَفٍ كجِلدِ الأجربِ
 
_ ألا ترى كيف
 
يُطَفِفُون في الكيل والميزان ويطففون بالكلام والأفعال ( الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ )
 
_ ألا ترى كيف
 
يؤثرون لأنفسهم بالوظائف عن طريق الواسطات  وغيرهم بلا وظائف

  

_ ألا ترى كيف
 
 يستأثر بعض الأزواج  بمال وحق الزوجه والعكس؟
 
_ ألا ترى كيف
 
تعج المحاكم بقضايا الطلاق والخلع والصَداق والنفقة
 
_ ألا ترى كيف
 
تستأثر أم الزوج جُورا وتعدياً على زوجة إبنها
وكيف تستأثر زوجة الإبن بالإبن بعيدا عن أهله وأمه وإخوته؟ عزاءك في ذلك ( إصبروا حتى تلقوني على الحوض

_ ألا ترى
 
إستئثار المدير وتسلطه  على المعلمين
وإستئثار المعلم على التلاميذ؟ عزائك في ذلك ( إصبروا حتى تلقوني على الحوض) 

_ألا ترى كيف
 
 يبخس بعض الأطباء حق المريض لدرجة إستئثار بعضهم بقيمة الدواء والتحاليل في سبيل كسب مزيدا من المال؟
عزاءك في ذلك( إصبروا حتى تلقوني على الحوض
 
_ ألا ترى... 
 
البائع كيف يؤثر لنفسه من أجل المال.. فيغش في بضاعته...
 
_ ألا ترى كيف
 
يستأثر العامل ببعض مواد البناء ليكسب أكثر من حقه
 
 
 
والقائمة تطول ولا أعمم.. مايدل على أهمية إيفاء الشرط.. ( إصبروا حتى تلقوني على الحوض) فمن صبر ظفر
وفي المقابل من صبر على الأمانه في أقواله وأفعاله وتعاملته ظفر ونال شرف الوقوف على الحوض
 
_ ثم ألا ترى أن الصبر على الإيثار والأمور المنكرة يترتب عليه شيئ عظيم تهون معه تلك الكربات



# هو الحوض وأي حوض إنه حوض نبيك صلى الله عليه وسلم
 
وأسمع معي ماذا يقول صلى الله عليه وسلم ( إن لكل نبي حوضا وإنهم يتباهون أيهم أكثر واردةً وإني أرجو أن أكون أكثرهم واردة)
فأفْرِح نبيك وكن واردا على حوضه مُكاثرا له ليتباهى بك
 
والحوض ماؤوه مستمد من الكوثر فالكوثر والحوض ماؤهما واحد إلا أن أحدهما في الجنه والآخر في المحشر
( يغُت فيه ميزابان يمدانه من الجنه أحدهما من ذهب والآخر من ورق) يغت.. أي يتدفق تدفقا شديدا
 
وورودك على حوضه ببذل الأسباب الموجبة لنيله خاصة الصبر على الأمور المنكرة.. والإيثار
وإليك وصفا آخر
 
( ماؤه أشد  بياضا من اللبن وأحلى من العسل وطوله وعرضه سواء)
ووفي رواية( وأكوابه عدد نجوم السماء من شرب منه لم يظمأ ابدا)
وسعته( إن قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن)

فاللهم أعنا على الصبر كي نظفر بشربة هنيئة من يده الشريفة لا نظمأ بعدها أبدا
 
خادمة الدعوة.. سناء الشاذلي

جميع الحقوق محفوظة لمدونةسناء الشاذلي2017