تَحتَرِقُون ثم تُبَشَرُون (الطفاية الحارقة)
فحرائق المواد الصلبة يتم مكافحتها بالماء وحرائق المواد السائلة ويتم مكافحتها بطفايات الرغوة وثاني اكسيد الكربون والبودرة وحرائق الغازات يتم مكافحتها بطفايات الرغوة وثاني اكسيد الكربون والبودرة والحرائق الكهربية ويتم مكافحتها بطفايات ثاني اكسيد الكربون
وجب أن نعترف أولا أننا نتعرض إلى حرائق متنوعة فنحن نغفل، نلهو، نلعب، نذنب، نعصي، ننسى
ثم ماذا؟
( يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ )
ثم ماذا؟
( قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ )
ثم ماذا؟
( يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي )
ثم ماذا؟
( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ )
لماذا؟
لأنه جمع مع اللهو، والغفلة، واللعب، والمعصية ذنبا عظيما آخر أحرقه حرقا شديدا من الحروق في درجاتها المتأخره وهو لا يشعر فلم يمحو الذنوب التي أحرقته ويطفئها أول بأول
وأضاف حريقا فوق الحريق بفعله الذنب وتركه للفرض الذي يحرق الذنب ( فقد ترك طفاية حريقه الخاصة)
فلم يدرك معنى ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ)
ولم يدرك معنى ( فَوَيْلٌ ) لمن؟ ( لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)
ولم يدرك معنى ( فَوَيْلٌ ) لمن؟ ( لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)
ومعنى ( مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ)
ولم يَخَفْ عاقبة الذنوب مع ترك الصلاة فلم يدرك أن للذنوب إصابات ( أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ ) ( فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ ) ( فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ )
فلا تمسك بالصلاة لتحرق ذنوبه ( وهي أعظم مايخمد به الحرائق _ الذنوب التي تحرقه وهو لا يشعر_
ولا ترك الذنوب لينجو بنفسه فتراكمت ذنوبه
لأنه أصبح وأمسى ولم تكن معه طفاية حريقه ( صلاته)
فالصلاة عبارة عن الطفاية الحارقة للذنوب
وفي الحديث :
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ فَإِذَا صَلَّيْتُم الفَجْرَ غَسَلَتْهَا، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ فَإِذَا صَلَّيْتُم الظُّهْرَ غَسَلَتْهَا، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ فَإِذَا صَلَّيْتُم العَصْرَ غَسَلَتْهَا، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ فَإِذَا صَلَّيْتُم المَغْرِبَ غَسَلَتْهَا، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ فَإِذَا صَلّيْتُم العِشَاءَ غَسَلَتْهَا ُثُمَّ تَنَامُونَ فَلا يُكْتَب عَلَيْكُمْ حَتَّى تَسْتَيْقِظُوا".
أخرجه الطبراني فى الأوسط (2/358 ، رقم 2224) . وأخرجه أيضًا : فى الصغير (1/91 ، رقم 121) ، والخطيب (4/305). قال الألباني : حسن صحيح (صحيح الترغيب ، رقم 357).
معنى الحديث :
ومعنى تحترقون أي: تقعون في الذنوب، وتجتمع عليكم ، عوداً وعوداً وعوداً ثم يشعل فيها النار فتشتعل، ( وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) فصغائر الذنوب محسوبه ومعظم النار من مستصغر الشرر، فتأتي الصلوات فتغسلها فبين صلى الله عليه وسلم أن الذنوب حارقة وأن الصلوات الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء يحرقون الذنوب في إشارة لأهمية المحافظة عليها والمداومه وهو شرط لحرق الذنوب( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) ( الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ) مع بيان أنها تُحرق الإنسان قال : (تحترقون تحترقون) أي: بالغفلة واللهو واللعب، ونسيان ذكر الله سبحانه، وبالوقوع في الذنوب، قال: ( ثم تنامون فلا يكتب عليكم حتى تستيقظوا) وهذا من فضائل الصلاة، أن النائم لا يكتب عليه شي وكثير من الناس يضيع الصلاة وينسى، فإذا بالذنوب تتراكم عليه وصغائر الذنوب تصير كبائر، وترك الصلاة كبيرة من الكبائر
وفي الحديث ( إن لله ملكا ينادي عند كل صلاة يابني آدم قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها فأطفئوها )
خادمة الدعوة : سناء الشاذلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق