تبصير الأفهام بفضل الأشهر الحرام
الطريق إلى عرفة وفضل الليال العشرة 1
.. مواسم الطاعات فرصة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.. ومنة وفضل من الله سبحانه على أمة محمد صلى الله عليه وسلم. لقصر أعمارهم.. ولكثرة الأمراض في زمانهم.. وكثرة مشاغل الحياة.. وملاهيها التي قد تنسي الإنسان حقيقة وجوده في الدنيا وأنها دار ممر لا مستقر.. ومن مواسم الطاعات الأشهر الحرم ليزداد الذين ءامنوا وعملوا الصالحات إيمانا وثباتا وإقداما.. وليتنبه الغافل والمغتر بزخرف الدنيا فيتقرب إلى الله بالتوبة
فقال سبحانه (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ )
وقد بينها النبي صلى الله عليه وسلم
عن أَبي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بنِ الحارثِ، عن النَّبيِّ ﷺ قَالَ: إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّه السَّماواتِ والأَرْضَ: السَّنةُ اثْنَا عَشَر شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم: ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقعْدة، وَذو الْحجَّةِ، والْمُحرَّمُ، وَرجُب مُضَر الَّذِي بَيْنَ جُمادَى وَشَعْبَانَ،،)
ومن اللفتات العظيمة للآية
.. أن عدة الشهور إثنا عشر شهرا.. وهذه الشهور هي نفسها حتى في الأشهر الميلادية لا يتغير عددها.. للدلالة على وحدانية الله وتفرده بالعلم وتحكمه في الكون..
.. أن الظلم في كل الأشهر حرام وهو ظلم النفس وظلم الغير.. وظلم النفس يدخل فيه ظلم الإنسان لغيره.. وأن أعظم الظلم الشرك بالله(إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) والمقصود بالظلم المعاصي على عمومها.. ثم خص الله الاربعة الحرم.. رجب.. ذوالقعده.. ذوالحجه.. ومحرم.. لان الظلم فيها أعظم.. وليتدرب الإنسان على تركه لتغليظ العقوبة في هذه الأشهر حتى تنتهي الأشهر وقد عظم في نفسه ترك الظلم..
.. سمى الله تعظيم حرماته عموما وحرماته في الأربعة الأشهر خصوصا (بالدين القيم) للدلالة على أن تعظيم حرماته.. وترك معاصيه هو رأس الدين وقيمته.. لذلك كان أهل الجاهلية يعيرون بعضهم بعضا إذا انتهكت حرمات الله
قال قتادة ..
إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة من الظلم فيما سواها وإن كان الظلم على كل حال عظيما ولكن الله يعظم من أمره مايشاء.. وقال.. إن الله اصطفى صفايا من خلقه.. اصطفى من الملائكة رسلا.. ومن الناس رسلا.. واصطفى من الكلام ذكره.. واصطفى من الأرض المساجد.. واصطفى من الشهور رمضان.. والأشهر الحرم.. واصطفى من الأيام يوم الجمعة.. واصطفى من الليالي ليلة القدر.. فعظموا ماعظم الله..
.. وحرمت هذه الأشهر خاصة
لأن الناس يحجون فيها ويعتمرون فالحج يحتاج لذهاب وعودة وبقاء في مكة
فذوالقعدة للذهاب.. وذوالحجة للحج.. ومحرم للإياب وهي الثلاثة المتتالية ذو القعدة.. وذو الحجة.. ومحرم.. ومن حرمة الظلم فيها توقف القتال ليأمن الناس.. فكانت العرب في جاهليتها عندها بقايا الدين الحنيفي.. فتوقف القتال في هذه الأشهر حتى أن الرجل يرى قاتل أبيه فلا يقتله.. فذو القعدة سمي ذلك لقعودهم عن القتال..
أما رجب وهو بعيد عنهم.. لكنه يتهيأ فيه الإنسان لعبادة رمضان.. وحتى يأتي مفردا ينبه فيه الإنسان كمقدمة لأشهر عظيمة.. ولأنه يتوسط الشهور
وهناك لفتة جميلة وهي.. أن الله افتتح السنة بشهر حرام واختتمها بشهر حرام لإرادة تفضيل الختام بشهرين.. والعبرة بالخواتيم
يقول الحسن.. إن الله افتتحها بشهر حرام.. وختمها بشهر حرام حتى لايستهان بالذنوب من مبتدئها لخاتمتها
.. أن الله قال (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ) للتنبيه على أن نفس غيري كنفسي.. وظلمه كظلمي لنفسي..
.. وسميت حرما كإسمها.. لعظم حرمتها وحرمة الذنب فيها.. فإن كان القتال عند المشركين يتوقف فيها.. فكيف بمن ظلم.. وسرق.. وسحر.. وقطع الأرحام.. وبخس الأيتام.. ووو
يقول ابن عاشور ..
إن الله جعلها مواقيت للعبادة.. فإن لم يكن أحد متلبس بالعبادة.. فليكن غير متلبس بالمعاصي قياسا على عمل الحج ( فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ )
وقياسا أيضا على الطاعات فإن حسناتها مضاعفة..
يقول ابن عثيمين رحمه الله ..
(فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ)
1_لابد أن تنطق الجوارح.. وتشهد عليكم القبائح.. فاملأوا الأوقات بالعمل الصالح.. قبل أن تنزلوا بطون الصفائح
2_أعزموا اليوم على ترك الذنوب واجتهدوا في إزالة العيوب.. واحذروا سخط علام الغيوب.. واكتبوا الخير على صفحات القلوب
يقول ابن سعدي ..
تعظيم شعائر الله تابع لتقوى القلب والمعظم يبرهن على تقواه وصحة إيمانه لأن تعظيمها تابع لتعظيم الله،
(وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ )
.. وإن أعظم مااستصحبه معي عند دخول الأشهر الحرم هو
1_حكمة الله في اختياره لهذه الأشهر دون غيرها فهو الحكيم العليم لأن عدم الإيمان بالحكمة يولد المفاسد
2_إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم.. فاستصحب معي حرمة تلك الثلاث وخاصة في الأشهر الحرام
3 _إخلاص التوحيد لله سبحانه.. قبل كل شي
ملف شامل .. اضغطي هنا
⇣
تبصير الافهام بفضل الأشهر الحرام
..........
فيديو :
ملف شامل .. اضغطي هنا
⇣
تبصير الافهام بفضل الأشهر الحرام
..........
فيديو :
سناء الشاذلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق