قهر الوالدين.. أم تناشد بناتها


 
قهر الوالدين.. أم تناشد بناتها
 
ندرك أن من علامات الساعة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم (أن تلد الأمة ربتها )
 
 لكنا لم ندرك أن هذا زمانها.. حتى رأينا وسمعنا من يقتل والديه.. من يقطع والديه.. من يرميهم في المشافي النفسية.. والعامة.. ودور العجزة.. من يسرق أموالهم.. وماخاف هؤلاء إنطباق الحديث عليهم .. ونسأل الله أن يعافينا...
 
وللحديث معاني كثيرة وكلها صحيحة وأرجحها يبين أنه سيأتي زمان يصبح الولد سيد أمه وقائد أبيه ... يحاسبهم.. يعاتبهم.. يقاطعهم.. يستغلهم.. فيكثر العقوق في الاولاد. فيعاملهم معاملة السيد أمته (مملوكته) من الإهانة والشتم والضرب.. وهذا قد استطال بشكل مثير  للأسى فيعاملوهم  معاملة المخدوم مع خادمه.. 
 


 
وهذه مناشدة من أم انطبق عليها حديث.. تلد الأمة ربتها.. تقول باكية.. بناتي مايساعدوني لما يزوروني ويغضبوا حين أكلم أبناءهم وأقول لا يتسخ المكان فأنا أنظف وأطبخ وأرتب وحدي.. وهم يجتمعون في غرفة يتسامرون ويضحكون
 والأمر من هذا أن أباهم يقف في صفهم ويقول لا تكلميهم حتى مايكرهونا فلا يزورونا.. وبكلامه يتطاولوا علي بضعفي وقلة حيلتي.. ثم بعدها يغيبون بالأسابيع لا يحادثوني لأنهم غضبوا والأكثر أنهم حظروني من هواتفهم .. لا أسمع كلمة حانية ولا لمسة بارة


 
إنتهت مأساتها غير أنها مأساة بيوت كثيرة لايبالي أبناءها حتى بعد فوات الأوان ..
 
فقبلها أم اشتكت قد حظرها أبناءها لأنها تطلقت من والدهم ولا يزوروها وقد مر عامين على هذا.. 
 
وأم قاطعها ابنها  لسنتين لأنها نصحته كيف يحافظ على بناته.. وان لا يخرجن متبرجات.. وتعايشت مع قهر الوالدين 
 
وأب لا يزوره أبناءه وهم في نفس العمارة.. وتعايش مع قهر الوالدين 


 
وأب ألقي في دار المسنين وكأنه مقطوع من شجرة ومازالوا يعيشون على خيره وماله.. ومازال يعيش بقهر الوالدين 
 
وإبن قاطع والدته لأن زوجته قالت له أمك تسبب لنا مشاكل.. حتى ماتت بقهر الوالدين
وأم تقاذفها الأبناء من بيت لبيت كلما تذمر منها ابن رماها على الآخر... حتى ماتت بقهر الوالدين
 
وأم أصيبت بالخراف والكساح تنكرت ابنتها لها وتحججت بإنشغالها لتتنصل من المسؤولية.. حتى ماتت بقهر الوالدين


 
وأم غنية قدمت كل ماتملك لبناتها وربتهم على العفاف والستر وسلمت مالها لزوجها.. ولما تزوج البنات خلعوا العفاف والستر بموافقة الأب فلما اعترضت استنكر الأب وبناته وقاطعوها.. وتعايشت مع قهر الوالدين
 
وأم مصرية جاءت لزيارة ابنها.. فتذمرت زوجة الابن وبدأ الشجار بينهما حتى وصل للإشتباك بالأيدي.. وان ترفع زوجة الابن النعال في وجه أم زوجها.. فاضطرت لترك البيت لأحد المساجد واتصلت بابنها الثاني ليقدم حجزها.. 
 
أننا لا نستنكر ناكر العشرة

لكن في زماننا فجعنا بناكر التربية
 
 

ماذا حل بالأبناء؟؟
 
حتى تمنى الأباء العقم على الذرية..
 
لماذا نسي الأبناء أنهم كانوا ضعفاء وبفضل الآباء أصبحوا أقوياء..؟؟!!
 
هل نسوا : وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ؟
وأنه سبحانه ربط بين التوحيد وبر الوالدين
 
نعم على الآباء أن يعلموا أبناءهم البر.. ويساعدوهم لكن على فرض ان الآباء بجهل أو قلة وعي أو تربية قاسية كانوا هكذا أيعقل أن يكون الرد بالمثل..
بل بالعكس أبر البر أن تقدم لوالديك مالم يقدموه لك.. أنت بذلك تتعبد الله بالتقرب إليهم.. رغم حرمانك من إهتمامهم وحنانهم 
 
 
 
 
 
فلماذا قهر الوالدين في إزدياد!؟؟
 
ومن أسقط هيبة الوالدين؟؟؟
 
التربية القاسية من قبل الوالدين؟؟ أم تسميم الأفكار عبر المسلسلات بإسم الحرية الشخصية.. والحقوق.. والعنف الأسري.. أم جحدت وقسيت القلوب بسبب الإغترار بالصحة والدنيا والنعمة.... أم كل ماسبق ؟
 
إنها مناشدة من أم لاتملك سوى لاحول ولا قوة الا بالله وحسبي الله ونعم الوكيل..
 
وهي مناشدة أنقلها لكم قبل أن يصبح العقوق ظاهرة في مجتمع يتلى فيه القران الذي يقول (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)
 
مناشدة لتعليم الأبناء حق الوالدين.. لتعليمهم كيف امتدح  الله يحي عليه السلام بقوله (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا )
وامتدح عيسى عليه السلام ( وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا )
 
لتعليمهم كيف وصف الله العاق بالمتجبر
 
إنها مناشدة عالمية فالعقوق أضحى في كل البلاد الإسلامية.. ويبقى هناك أبناء محسنين في كل مكان
 
سناء الشاذلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونةسناء الشاذلي2017