أم تناشد إبنها العاصي، نداء الأمهات
ياوليدي إن عشت خفت عليك من مغبة ترك الصلاة والمعاصي
وإن مت أشفقت عليك من العقوبة والمذلة فالرب يجازي
ياوليدي لا تقهر وتتعب قلب أم يكابد ويعاني
ياوليدي تب إلى رب ينادي ياعبادي ياعبادي
# كان هذا نداء لإحدى الأمهات اللاتي عانينن من تمرد وعناد وجحود أبناءهن
# فأم تعاني من رفض أبناءها للصلاة فتنام مهمومة وتستيقظ مغبونة
# وأخرى تحذر ابنها من أصدقاء السوء ومايتركوه من أثر سيئ على دينه وأخلاقه :
يابني تذكر(الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)
# وأم ينجرف ابنها مع مدمني المخدرات تتوسل إليه
بني إن لم تتراجع فهذه نهايتك﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧﴾ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨﴾ لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا﴾
# وأخرى يهرب ابنها من البيت بعد أن أعلن تمرده وعصيانه ورفضه للنصيحة فترسل له عاتبة (وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ * أُولَٰئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ)
# وهذه أم مكلومة يموت إبنها بجرعة مخدر مفرطة فتتحسر على ماختم له وقد جاهدت في نصحه ثم تترحم عليه وتسلي نفسها بنوح عليه السلام الذي ماتوانى في نصحه حتى وهو يغرق
{يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ}
فيعلن الابن عصيانه النهائي منهيا حياته بالخزي والعار
(سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء)
لكن الختم الإلهي هو الفيصل(لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ )
# وأم تنكر لها ابنها وهجرها وعاتبها ووقف مع زوجته ضدها فتقول له_بني أمك تدخلك الجنة أما زوجتك أنت من تدخلها الجنة_ بني أذكرك بوصية الله ﴿حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ﴾
(حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ)
# وهذه والدة لم تيأس من إصلاح ولدها رغم عقوقه وإصراره على الإدمان وبقيت تسانده حتى شفي وهي تدعو:
﴿وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي﴾
# وأم بدل أن يضمها ولدها إلى صدره ويرحم ضعفها ، ضمها إلى دار المسنين ! وتوالت الأيام فنسيها ونسي معها :
( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً )
# وأم بلغت من الكبر عتيا ، تقاذفها أبناءها مستثقلين لها وهي ترمقهم بنظراتها المكسورة بعد سماعها لتمننهم وتهربهم منها
( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا )
# وصدق الحكيم حين سئل أتحب الولد؟ قال : لا
قيل له : لماذا
قال: إن عاش كدني
وإن مات هدني
تلك كانت بعض النداءات من بعض الأمهات فيها من العبر الكثير منها:
_أن لا يغتر والد بولده
_أن الوالد لا ينفع ولده والعكس إلا فيما يرضي الله
(وَاخْشَوْا يَوْماً لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً )
_أن المكسب الحقيقي في الولد الصالح لذا كان يدعو الأنبياء
(هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)
(رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ)
_أن الخير ربما يكمن في عدم وجود الولد فالرضا والتسليم أعظم طمأنينة
وقتل الخضر للغلام الذي كان سيعذب والديه مثالا لهذا
_إن الصبر والإحتساب في النصح للأبناء وإن عصوا بلاء يؤجر عليه الوالدين ولهم عبرة في لقمان كيف نصح وأرشد ولده(يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ)(يا بُنَيَّ أقِمِ الصَّلاةَ)(وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للنَّاسِ)(وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا)(وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ)
_إن أعظم بلاء هو البلاء في الأبناء خاصة إذا انحرفوا عن طاعة الله
_إن الأبناء فتنة فلا ننشغل بهم عن الله (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)
_أن لا نلتهي بهم ونلهيهم عن حقيقة وجودهم(لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ )
_قد تربي وتتعب وتحرم نفسك وتؤمل في ولدك فتتفاجأ أن الصديق غيره،والمال غيره،والزوجة غيرته،والزوج غيرها، فلا تؤمل إلا بالله
فأبناء يعقوب أحزنوا قلب والدهم بمكرهم بيوسف عليه السلام وقالوا(اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا )
_أن نجاهد في جعلهم أتقياء صالحين ليكونوا ذخرا وسندا لنا في الدنيا والآخرة وبذلك يكونوا من الباقيات الصالحات
(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً)
فالأبناء لا يفترض أن ينسوا آباءهم ذكر الله
دعاء
اللهم أصلح أبناءنا وقدهم لطاعتك وارزقنا برهم ولا تغرهم
اللهم أصرف عنهم السوء والفحشاء كما صرفتهما عن يوسف عليه السلام
سناء الشاذلي
سناء الشاذلي
بارك الله فيكى وجزاكى كل خير عما قدمتى من علم لينتفع به المسلمون
ردحذف