مع حكم المذاهب .. الطريق إلى عرفة 6
# ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومها
ففي سنن أبي داود والنسائي وغيرهما عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر) صححه الألباني
# ( عن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لايدع ثلاثا(صيام العشر وصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتين الغداة)رواه النسائي وضعفه بعضهم
ملاحظة : تكلم بعض أهل العلم فمنهم من ضعف الحديث
ومع ذلك فالإستدلال به يظل سائغا لأسباب :
1_ لأنه ليس شديد الضعف
2 _ لأنه يندرج تحت أصل ثابت وهو الترغيب في العمل الصالح في أيام العشر ولا شك أن الصوم من الأعمال الصالحه
3 _ له شاهد صححه الألباني وهو في سنن أبي داود بلفظ (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجه ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر اول إثنين من الشهر والخميس)
# الجمع بين حديث صيامه العشر وبين نفي صيامه في الحديث الصحيح الذي روته عائشة رضي الله عنها( مارأيت النبي صلى الله عليه وسلم صائما في العشر قط )رواه مسلم
فالرد عليه من وجوه:
1_ أن عائشة رضي الله عنها أخبرت بما علمت وأخبر غيرها بخلاف خبرها ومن علم حجة على من لم يعلم والمثبت مقدم على النفي
2 _ قال ابن عثيمين: قال الأمام أحمد: في التعارض بين الحديثين أن المثبت مقدم على النفي
3 _ القول مقدم على الفعل فحديث عائشة من الفعل فمن الممكن أنها لم تره أو لم يصم النبي صلى الله عليه وسلم لعذر
4 _ يحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك الصوم لعارض سفر أو عذر أو مرض أو شغل فحدثت عائشة به وعدم رؤيتها له لا يستلزم عدم الفعل
5 _ كان النبي صلى الله عليه وسلم يترك بعض العمل خشية أن يفرض على أمته
مثال سنة الضحى (عن عائشه مارأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي سبحة الضحى قط وأني لأسبحها وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم)
# سئل ابن عثيمين هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم عشر ذي الحجة ؟
فقال: ورد عنه ماهو أبلغ من أن يصومها فقد حث على صيامها بقوله (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر) ومن المعلوم أن الصيام من أفضل الأعمال الصالحه
وأما حديث عائشة الذي ينفي وحفصة الذي يثبت فالمثبت مقدم على النفي والقاعدة تقول: إذا جاءتك السنة فخذ بما دل عليه اللفظ أما العمل فليس في الشرط أن نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم فعله
المذاهب الفقهية في صيام عشر ذي الحجة
_المذهب المالكي :
ندب إلى الصوم وسمي عشر مع تحريم صيام يوم العيد لتسمية الجزء بإسم الكل
المذهب الشافعي:
من المسنون صوم شعبان ومنه صوم تسع ذي الحجة وجاءت في هذا كله أحاديث كثيرة
المذهب الحنبلي:
وأيام عشر ذي الحجة كلها شريفة مفضلة يضاعف العمل فيها ويستحب الاجتهاد في العبادة وآكد الأيام غير عرفة اليوم الثامن
المذهب الظاهري:
قال ابن حزم يستحب صيام عشر ذي الحجة
الخلاصة
إن الجمع بين الأحاديث يبين أن من السنة صيام العشر وأن التعارض بينهما لا يمنع الصوم بل يؤكد أفضلية الصوم في العشر وان النبي صلى الله عليه وسلم قد صامها
والله اعلم
_______
فيديو :
الأستاذة:سناء الشاذلي