سر الصندوق الخامس
اجتمع الوالد مع أبنائه الأربعة وقد كتب وصيته حين أحس بدنو أجله بعد أن قسم التركة على 5 أقسام كاتبا نصيب كل واحد في ورقة ثم وضعها في صندوق مغلق على أن يتم الإختيار بشكل عشوائي بعد أن طمأنهم أن القسمة عادلة ولو اختلفت الأعيان وأن هذا خير لهم من الخصومة فيما بعد على تقسيم الميراث
غير أنهم تعجبوا من وجود الصندوق الخامس فهم أربعة لاخامس لهم
وبدأت التخمينات تراودهم
_فمن قائل ربما لنا أخا من أبينا ونحن لانعلم
_ربما كان لأحدنا ضعف نصيبه لغرض في نفس أبينا
_ربما كان مخصص جزء من ماله بر وخيرات كصدقة جارية
ربما
وأظن
ويبدو
_قرأ الأب في أعينهم تلك التسؤولات ولمح الحيرة على وجوههم
فآثر السكوت لحين اكتشاف سر الصندوق الخامس
ثم بدأ الأبناء بحسب الأعمار بفتح الصناديق المغلقة والمغلفة بلون واحد وشكل واحد وحجم واحد إلا الصندوق الخامس مغلف بلون أخضر داهم وحجمه أكبر من باقي الصناديق وتعلوه ورورد ملونة بأوراق خضراء زاهية تتدلى من حوله عروق الزهور الرقيقة وعند مقبضه لؤلؤة باهظة الثمن مما جعل الأبناء ينظرون للصندوق الخامس بإنبهار مع رغبة جامحة في فتحه قبل الصناديق الأربعة لولا حيائهم من الأب
_مد الإبن الأكبر يده وهي ترتجف وقد تصبب العرق من جبينه وهو يقول لأبيه أطال الله في عمرك ياأبي
والأب يبتسم وكأنه يقول له سعادتي بأن أترككم لا تحتاجون أحدا
ولما فتح الإبن الورقة كادت المفاجأة أن تعقد لسانه من شدة الفرحه فالعمارة ذات الأربع طوابق من نصيبه،
فما كان من إخوانه إلا المسارعة بالمباركة له
_وجاء دور الأخ الثاني وقبل أن يمد يده قال ياأبي أموال الدنيا كلها لاتغنينا عن وجودك
فقال الأب يابني راحتي أن أترككم في راحة دون حاجة للناس
ومد يده وهي ترتجف أكثر من أخيه
وقرأ الورقة وبحلق بعينه متعجبا ومندهشا
فأبوه كتب له المزرعة الجنوبيه التي يفوق محصولها الزراعي عن المزرعة المجاورة لها
فما كان من إخوته إلا المسارعة بالمباركة له
_تقدم الثالث وقد امتلأت عينه بالدموع ياأبي انت زخرنا وعزنا وعزوتنا لماذا ياأبي أطال الله بعمرك
ربت الأب على كتفه قائلا لأن أترككم أغنياء خير من أن أترككم عالة على الناس
مد الإبن يده وفتح الورقة فانهمرت دموعه أكثر فأكثر ماهذا ياأبي؟ ؟ هذا كثير علي وأنا المقصر في برك وحقك
فابتسم الأب قائلا مبارك عليك المزرعة الشمالية وحصادها حلال عليك هذا العام
_اقترب الأصغر وضم أبيه بقوة وهو يبكي ياأبي لو خيروني بين كنوز الدنيا وبينك مااختار سواك
ياأبتي يكفي أن أنام في كنفك وأنا مطمئن البال أن ورائي أب يفدينا بروحه
فقال الأب يابني المال صدقة جارية عليكم احتسبتها لله وأنا يكفيني أن أموت وخلفي أبناء يدعون لي كلما فرج مالي عليهم
لم يستطع الإبن فتح الورقة
فما كان من الأب إلا أن فتحها فقرأها عليهم
ابني فلان نصيبه الأرض التي تقع في وسط البلد وهي تساوي نفس سعر المزرعة والعمارة مع أرباحها
وهكذا ياأبنائي لم أظلم أحد منكم
ضم الأبناء الأب وفاضت أعينهم بالدمع ولكنها تدور يمنة ويسرة متشوقة لمعرفة سر الصندوق الخامس
جلس الأب مسترخيا على الأريكة قائلا والآن ياأبنائي من سيفوز بهذا الإرث؟ ؟
الذي سيفوز به هو الذي سأرضى عليه
الذي سيفوز به سيرافقني في الجنه
الذي سيفوز به سيربح تجارة مع الله رابحة لن تبور
الذي سيفوز به لن يحزن على الإرث المادي لو خسره
_تعجب الأبناء وراودتهم الخواطر والأفكار ترى ماسر الصندوق الخامس
من منا سيفوز به أم هو قسمة بيننا
وما الشروط اللازمة للفوز به
وهل هذا الإرث أفضل مما ورثناه للتو
قطع الأب الشك باليقين
قائلا ياأبنائي في هذا الصندوق 6 ورقات
الأبناء عجبا نحن 4 فلماذا الست ورقات
إن هذا الصندوق سره غريب
الأب لن يفوز أحدكم بالإرث إلا إذا أخذ الست الورقات فمن شروط هذا الإرث أن تحوز على الست ورقات لتفوز
زاد تعجب الأبناء قائلين ياأبتي أهو خاص بأحدنا أم للجميع
الأب بل للجميع بشرط القيام بالشروط والمواصفات ال6 للفوز بالبشارة التي فيه
ياأبنائي فوزكم بهذا الإرث
هو بمثابة فوزكم بالنبي صلى الله عليه وسلم ومن فاز به فقد فاز فوزا عظيما
ساد الصمت الأبناء بسؤال يتجلجل في الصدر وبشوق ورغبة جامحة لمعرفة سر الصندوق الخامس
ترى ماسر الصندوق الخامس وهل سيفوز به جميع أبناءه
وهل هو حكر عليهم أم لكل إنسان حق به إذا عمل بشروط الصندوق الخامس
(( هذا ماسنعرفه في محاضرة من سيفوز بالإرث
في هيئة الإعجاز العلمي بالمدينة المنورة
يوم الأحد15_2 فكونوا معنا ))
خادمة الدعوة : سناء الشاذلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق