مات وحيدها، وثاني يوم زوجها، وانتشر المرض في جسدها ، ماأعظم بلاءها
حين وصلني خبرها وعلمت من أختها أنها شبه منهارة لفقدها ابنها الوحيد الذي لقى حتفه في حادث سيارة قلت : كيف سأواسيها وبماذا اتكلم خصوصا أنه مات فجأة وللتو خرج من عندها وكان بالأمس ينام في أحضانها !
فكيف وهي تنتظر إذن الدفن ! والإنتظار صعب جدا إذ الدقائق في انتظار حضور الميت كأنها ساعات والساعات أيام!
مايعني أنها مصدومة وفي نفس الوقت تريد أن تطمئن لدفنه
ذهبت بخطوات متثاقلة وسريعة في نفس الوقت وحين رأيتها زادت نبضات قلبي توترا وحزنا وقلقا عليها وهي تتلوى على الأريكة من شدة الصدمة وكأنها مصابة بجسدها حاولت وأختها أن نخفف من مصابها وتلعثمنا وكأننا نسينا كلمات الصبر والبلاء وأن الموت حق غير أن ألسنتنا حاولت جاهدة نغلبها وتغلبنا للتخفيف من مصابها
بيد أنها تصمت فجأة أمام كلماتها التي تخرج من أعماقها تحكي حكاية حب
وحنان
وصداقة
وبر
وإحسان من أم لإبنها وإبن لأمه
حكاية تعلق لايمكن وصفه بين أم وإبنها
تعلق تحكيه عبر كلماتها عن ابن لم تتخيل موته؟؟
فتقول : كيف كان بارا لدرجة النوم معها وفي اليوم الذي توفي فيه كان في طريقه إليها ليأخذها إلى المشفى لموعد المراجعة، ، وفي خلال ساعة سردت على مسامعنا طفولته وشبابه، وهي تردد
كيف مات؟؟
وهل بالفعل مات؟؟
هل تأكدتم من موته؟؟
لقد نام بالأمس في أحضاني لخوفه علي لأن موعدي بالمشفى غدا !!
أتدرون كنت خائفة من العملية
الآن ماعدت أخاف شيئا!!!
وتصمت قليلا ثم تقول كنت خايفة عليه من الدنيا لكنه ذهب الآن فمما أخاف؟؟
حين وصلني خبرها وعلمت من أختها أنها شبه منهارة لفقدها ابنها الوحيد الذي لقى حتفه في حادث سيارة قلت : كيف سأواسيها وبماذا اتكلم خصوصا أنه مات فجأة وللتو خرج من عندها وكان بالأمس ينام في أحضانها !
فكيف وهي تنتظر إذن الدفن ! والإنتظار صعب جدا إذ الدقائق في انتظار حضور الميت كأنها ساعات والساعات أيام!
مايعني أنها مصدومة وفي نفس الوقت تريد أن تطمئن لدفنه
ذهبت بخطوات متثاقلة وسريعة في نفس الوقت وحين رأيتها زادت نبضات قلبي توترا وحزنا وقلقا عليها وهي تتلوى على الأريكة من شدة الصدمة وكأنها مصابة بجسدها حاولت وأختها أن نخفف من مصابها وتلعثمنا وكأننا نسينا كلمات الصبر والبلاء وأن الموت حق غير أن ألسنتنا حاولت جاهدة نغلبها وتغلبنا للتخفيف من مصابها
بيد أنها تصمت فجأة أمام كلماتها التي تخرج من أعماقها تحكي حكاية حب
وحنان
وصداقة
وبر
وإحسان من أم لإبنها وإبن لأمه
حكاية تعلق لايمكن وصفه بين أم وإبنها
تعلق تحكيه عبر كلماتها عن ابن لم تتخيل موته؟؟
فتقول : كيف كان بارا لدرجة النوم معها وفي اليوم الذي توفي فيه كان في طريقه إليها ليأخذها إلى المشفى لموعد المراجعة، ، وفي خلال ساعة سردت على مسامعنا طفولته وشبابه، وهي تردد
كيف مات؟؟
وهل بالفعل مات؟؟
هل تأكدتم من موته؟؟
لقد نام بالأمس في أحضاني لخوفه علي لأن موعدي بالمشفى غدا !!
أتدرون كنت خائفة من العملية
الآن ماعدت أخاف شيئا!!!
وتصمت قليلا ثم تقول كنت خايفة عليه من الدنيا لكنه ذهب الآن فمما أخاف؟؟
وتنهمر دموعنا وتضعف قوانا أمام كلماتها المبعثرة غير أنا نحاول إظهار غير ذلك
وانهمرت دموعنا أكثر حين قالت:
أحلف لكم بالله أن روحي خرجت مع روحه!!
بل صدقوني إن قلت لكم انا لن أعيش بعده في هذه الدنيا كثيرا
وكيف أعيش وضناي
ووحيدي
وحبيبي مات ؟؟!!!
حاولنا تصبيرها وتذكيرها بالصبر عند الصدمة الأولى وأن من علامات توحيد وإيمان العبد أن يرضى بقضاء الله
فقالت كل هذا أعرفه وكنت أدرسه للطالبات لكنكم لاتعلمون ماذا حدث في قلبي!!!
فقلبي فيه شي لا اقدر على وصفه أحس وكأنه انتزع من مكانه،،،
ثم تبكي وتبكي ولن أنسى نظراتها ماحييت إذ كانت بين الواقع والتيه كأنها تائهة تحاول استيعاب وجوهنا وكلامنا
واستيعاب لما هي على الأريكة والناس حولها يبكون
وعلى ماذا يبكون وأين ولدها؟ ؟
وأين زوجها؟ !!
ثم تركتها على هذه الحالة من الذهول وقلبي يتفطر عليها وشعرت أني لم أستطع الولوج لقلبها وعقلها لأخفف عنها وبقيت في خاطري طوال الوقت أفكر كيف ستتجاوز الأزمة وتقبل بالواقع وأنا أوصي أختها بأنه يجب أن ترى ولدها بعد الغسل فهذا سيخفف عنها نوعا ما
وكانت ساعات انتظاري طويلة أريد أن يصبح الصباح لأطمئن كيف صارت
فأخبرتني أختها أن الأب جاءته جلطة قوية في القلب من الصدمة وأن الأطباء قالوا النجاة منها مستحيلة وهو الآن في العناية المركزة
ويريد الله(إن الله يفعل مايريد)(إن الله يفعل ما يشاء) يريد الله أن يموت الأب في اليوم الثاني
ومرت أيام العزاء ثم شهر مات بعده زوج أختها
وبعد شهرين تقريبا
من فقد ولدها وزوجها
يشتد عليها الألم وتدخل المشفى فيقرر الأطباء أن العملية لاتجدي نفعا الآن ولابد من الكيماوي لأن المرض قد انتشر في جسدها!!
ومازالت ترقد في المشفى أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيها ويشفي كل مريض ويهون عليها ماهي فيه
## لا أخفيكم سرا أن هناك ابتلاءات أعظم منها
# من ذلك تلك المرأه التي فقدت شابين في العشرينات في وقت واحد في حادث احتراق سيارتهما وهما وحيديها وأتذكر كلماتها الممزوجة بكثير من الألم والحزن وهي تقول حين افتح الدولاب أتحسر وأقول لم يبق لي رجال في البيت( اللهم لا تحملنا مالا طاقة لنا به) لكنها بصحة ولديها بنات وأسأل الله أن يعوضها وإن كنت لا أهون من مصابها فكل إنسان مصيبته على قدر إيمانه ونفسيته
غير أن مصابها يذكرني بمصيبة عروة بن الزبير حين قطعت ساقه
وفقد ابنه في نفس الوقت
فقال
اللهم إن كنت أخذت ابنا فقد ابقيت أبناء
وإن أخذت عضوا فقد أبقيت أعضاء
# وبتلك المرأة التي سألوها عن رباطة جأشها وقوة صبرها مع فقد ابنها فقالت: مصيبتي فيه أعظم من أن أذهبها بالجزع
# وتلك التي سألوها كيف تستطيعي الصبر في المصائب؟؟ فقالت: إني كلما تذكرت النار تصاغرت المصائب في عيني حتى أراها كالذباب
# وحين جاء خبر موت ابن لابن عباس رضي الله عنه قام وصلى ركعتين فسألوه عن ذلك فقال:: الم يقل سبحانه( واستعينوا بالصبر والصلاة) وها أنا أفعل ما أمر الله
نسأل الله أن يجعل أبناءنا قرة عين ويحفظهم من العين
ويعوض من فقدوا أبناءهم خيرا ويبارك في ذرياتهم ويجيرهم في مصيبتهم ويخلف لهم خيرا منها
خادمة الدعوة : سناء الشاذلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق