في الظاهر أبناء وفي الواقع أعداء
حين أقارن بين ماآل إليه واقع بعض الأبناء وماأصابهم من أنانية وجحود واستقلالية عن الوالدين مستقبحة ، ثم أقارن بما ورد في الأدب القرآني الذي يوصي بالوالدين في حياتهما ومماتهما أدرك معنى انقلاب الفطر السوية والإغترار بالحياة المادية ،
إن نظرة تأمل بسيطة لردة فعل من إسماعيل عليه السلام تجاه أبيه إبراهيم
تجرنا لسؤال بسيط واجابته عسيره لماذا تغير كثير من الأبناء؟
إسماعيل عليه السلام حين قال له أبيه
( يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ )
رد عليه (قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)
وبالفعل ذهب الإبن طواعية مع أبيه مقدما روحه والتي هي أعظم مايملك مستسلما لأمر الله ثم أمر أبيه
( فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ )
والآن ماذا حدث ولماذا وكيف ؟ وكل أدوات الإستفهام لا تستوعب أي إجابات مقنعه إلا ماتأثر به الأبناء عبر وسائل التواصل من قبيل الحرية والإستقلاليه والتمرد على الوالدين والتعامل معهم كأغراب لا آباء؟
ماالذي أنساهم أن كلمة ( أف) بداية العقوق
ماالذي أنساهم أن آية وبالوالدين إحسانا وردت ٤ مرات وأن مشتقاتها وردت لأكثر من عشرين مرة
(وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)
ماالذي أنساهم أن توحيد الله في القران مرتبط ببر الوالدين
لقد رأيت بعيني في إحدى دور المسنين ذلك الأب المقعد الذي دمعت عينه قهرا دون إرادة منه حين سألتهُ أليس لك أبناء ؟ فقال لدي أربعة ولم أرهم منذ أربع سنوات
ثم أردف أبناء في الظاهر لكنهم أعداء في الواقع
وصدق الله
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ )
وتلك الأم التي تجلس في بيتها تنتظر وترتقب وتستجدي زيارة أبناءها وماأكثر الأمهات على شاكلتها
وقد تفاجأت من ردة فعل إحدى البنات المتزوجات وهي تتشدق فرحة وكأنها أتت بإنجاز عظيم بأنها لاتزور والدتها إلا مرة بالشهر لانشغالها بزيارات صديقاتها وحفلاتهم وكأنهم سيدخلونها الجنة !!!!
قائمة الجحود تطول وتطول وتطول لعلي أختمها بالتالي:::
مر رجل بشيخ طاعن في السن فقال له: (أدعُ لي يا عم). فسأله: هل والدك موجود؟ قال: نعم.
قال: هل والدتك موجودة؟ قال: نعم.
فابتسم ابتسامة ًممزوجة بأسى العُمرِ وأحزان الأيام، ثم قال: (إذاً أنتَ تاجرٌ كبير، حافظ على تجارتك يا ولدي، فأولادي قد ضيّعوا تجارتهم)
. أحس الرجل بقشعريرةٍ في بدنه، وهزّة في قلبه ثم انصرف عنه وهو يتمتم : حافظ على تجارتك يا ولدي، حافظ على تجارتك يا ولدي..
تلك حقاً هي التجارة الرابحة. . . . راجعوا تجارتكم مع آباءكم
👇📎
الاستاذة : سناء الشاذلي