الرد على من قارن صلاة التراويح بالمولد النبوى
في علم النفس هناك شيء نفسي يسمى الإسقاط الدفاعي..بمعنى إن كان الطرف الثاني فيه حسنات أو على حق أو متميز فسيقوم الطرف الأول بإسقاط المعايب عليه..أو الإستنقاص منه..أو تشويه منهجه بحجة ضعيفة..أو الطرف الأول فيه باطل وعيوب فيسقطها على الطرف الثاني لإبعاد الأعين عنه
وهذا ماأراه في معارضة الحق والدليل
وكمثال هذا مايفعله المؤيدين للمولد النبوي
فهم إما يهاجمون الأشخاص
أو يسخرون منهم
أو ينتقدوهم
دون أن ينظروا إلى الدليل
فقارنوا بين صلاة التراويح وقالوا هي بدعه..وبين المولد ليؤكدوا أحقية الإحتفال
..وإليكم الرد...
ملاحظه نقلا عن موقع الإسلام سؤال وجواب...
فادعى بعض الناس أنها من سنن عمر ، واستدل لذلك بأن عمر بن الخطاب " أمر أبيّ بن كعب وتميماً الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة " وخرج ذات ليلة والناس يُصلُّون فقال : نعمت البدعة هذه " وهذا يدل على أنه لم يسبق لها مشروعية ...
ولكن هذا قول ضعيف غفل قائله عما ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم ( قام بأصحابه ثلاث ليال وفي الثالثة أوفي الرابعة لم يُصلّ ، وقال : إني خشيت أن تُفرض عليكم ) رواه البخاري (872) وفي لفظ مسلم ( ولكني خشيت أن تُفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها ) ( 1271) فثبتت التراويح بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم المانع من الاستمرار فيها ، لا من مشروعيتها ، وهو خوف أن تُفرض ، وهذا الخوف قد زال بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه لما مات صلى الله عليه وسلم انقطع الوحي فأمن من فرضيتها ، فلما زالت العلة وهو خوف الفريضة بانقطاع الوحي ثبت زوال المعلول وحينئذ تعود السنية لها .أهـ انظر الشرح الممتع لابن عثيمين ج/4 ص/78
وثبت في الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَدَعُ الْعَمَلَ وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ ... رواه البخاري ( الجمعة/1060 ) ومسلم (صلاة المسافرين/1174)
قال النووي : وَفِيهِ : بَيَان كَمَالِ شَفَقَته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأْفَته بِأُمَّتِهِ .أهـ
فلا وجه للقول بأن صلاة التراويح ليست من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هي من سنة النبي صلى الله عليه وسلم تركها خشية أن تُفرض على الأمة فلما مات زالت هذه الخشية ، وكان أبو بكر رضي الله عنه منشغلاً بحروب المرتدين وخلافته قصيرة ( سنتان ) ، فلما كان عهد عمر واستتب أمر المسلمين جمع الناس على صلاة التراويح في رمضان كما اجتمعوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فقصارى ما فعله عمر رضي الله عنه
هذا لا تعلق للبدعة فيه لأن
عمر إنما أراد بقوله : (نعمت البدعة) يعني من حيث اللغة لأن البدعة من حيث اللغة ما عمل على غير مثال سابق، ما عمله الناس على غير مثال سابق يسمى بدعة في اللغة وليس مراده أن هذا بدعة في الدين، لو كان في بدعة في الدين ما فعله، هو أبعد الناس عن البدع رضي الله عنه وأرضاه.
وإنما أراد أنه فعله على غير الطريقة التي كان عليها رسول الله ﷺ، فإنه كان رسول الله ﷺ يصلي في بيته وخاف على الناس من الصلاة في المسجد أن تفرض عليهم، صلى بهم النبي ﷺ عدة ليال ثلاث ليال ثم تأخر، وقال: إني خشيت أن تفرض عليكم فدل ذلك على أنه إنما تركها خوف الفريضة عليه، فلما توفي النبي ﷺ أمن الناس من الفريضة لأن التشريع انقطع، الوحي انقطع ما بقي تشريع، فلهذا فعلها عمر رضي الله عنه وأمر أُبَيّ أن يصلي بالناس رضي الله عنهم وأرضاهم جميعا.
فليست بدعة وإنما هي سنة سنها الرسول ﷺ وفعلها، وفعلها الصحابة في وقته كانوا يصلون في وقت النبي ﷺ أوزاعا، كان الرجل وحده يصلي، الرجل بالرجلين وبالثلاثة أوزاعا، يعني جماعات في المسجد، فجمعهم عمر على إمام واحد، فهي سنة وليست بدعة، وإنما أراد من حيث اللغة سماها بدعة من حيث اللغة ..
وأما كونه صلى ثلاثًا وعشرين فقد ثبت عنه هذا، وهذا ثبت عنه صلى إحدى عشرة، وثبت عنه أنه صلى ثلاثًا وعشرين، والسبب في ذلك أن الإحدى عشر كانوا يطولون فيها ثم رأى التخفيف بعض الشيء وأن تكون ثلاثًا وعشرين، وكله سنة، هذا سنة وهذا سنة، لأن الرسول ﷺ قال: صلاة الليل مثنى مثنى ولم يحدد إحدى عشرة ولا ثلاث عشرة ولا أكثر من ذلك قال: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى ولم يقل: فإذا زاد على إحدى عشرة فليقف أو ثلاث عشرة، قال: فإذا خشي الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى.
فصلاة الليل موسع فيها، ولهذا كان بعض السلف يصلي أربعين، وبعضهم يصلي أكثر من ذلك، فصلاة الليل فيها سعة، فعمر لما علم هذا عمر خففها من ثلاث وعشرين إلى إحدى عشرة حتى يتمكن الناس من أدائها بنشاط من غير تعب، فمن صلاها إحدى عشرة أو ثلاث عشرة أو ثلاثًا وعشرين أو أكثر من ذلك فلا حرج، لكن الأفضل إحدى عشرة أو ثلاث عشرة، هذا الأفضل كونه يوافق فعل النبي ﷺ، هذا هو الأفضل، ولكن ليس بمخالفة ذلك بدعة ولا إنكار لأن المشروع في صلاة الليل أمر واسع بحمد الله
فيديو
فيديو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق