بين صبي البيضة و (بيغيدا)
( وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ )
آية كفيلة بضبط السلوكيات حتى مع الأعداء ومع أي فئة تبغضها...
فالغرب لا يكره كله المسلمين ولا يحرض عليهم بل ويدعوا لنبذ الكراهية وترك العنصريه ويهاجم المنظمات الداعية لذلك كمنظمة بيغيدا بألمانيا التي تدعو للكراهيه..وتصف المسلمين بالإرهابين
فهي حركه تعتقد بأنه "يجب طرد المسلمين من أوروبا نظرًا لعددهم المتزايد الذي قد يؤدي إلى أسلمة أوروبا مستقبلًا وتحولها إلى قارة ذات أكثرية إسلامية".
في البداية لم تلقَ بيغيدا ترحيباً كبيراً، ولكنها جذبت ما يقارب عشرة آلاف متظاهر وسط تصريحات متعددة من مسؤولين ألمان يدينون فيها الحركة , لكن اللافت للنظر وهو مايدل على إنسانية كثير من الغرب أنه في مدينه كولونيا تم إطفاء الأنوار في الكاتدرائية يوم 5 يناير 2015 احتجاجاً على تجمع أعضاء الحركة وتظاهرهم في المدينة في رساله واضحه لكرههم للتعصب والعنصريه
وهذا ما قامت به مجموعات عديدة في عدد من الدول الأوروبية أفرادا وجماعات ومنظمات تضامنا مع ضحايا المسجدين في نيوزلاندا
والتقطت عدسات المصورين صورًا عدة لرئيسة الوزراء "جاسيندا" وهي مرتدية الحجاب عند زيارتها لمخيم اللاجئين هذا غير وقفات التضامن من سكان نيوزيلندا وزيارتهم للمسجدين مع تعبيراتهم المندده للكراهيه والمؤيده للتعايش السلمي..عبر كتاباتهم على الأرصفه.. وعبر جمعهم للتبرعات
واليهود يتضامنون أيضا .. فبعد انتشار الخبر ، أعلن الاتحاد اليهودي في "غريتر بيتسبرغ" الأمريكية عن وقوفه إلى جانب ضحايا المسجدين.
وقالت ميريل إينسمان، رئيسة الاتحاد:"للأسف، كلنا تأثرنا بجرائم إطلاق النار في أماكن العبادة، نشعر بالأسف لحصول هذا العمل الاجرامي المليء بالكراهية، نأمل أن يتماثل المصابون للشفاء، وأن تُذكَر نعم ومحاسن من كانوا ضحايا هذا الاعتداء...
فهاهو السيناتور الأسترالي يلقي خطابا يدعو للعنصريه ولوم المسلمين.. في مؤتمر صحفي فما كان من صبي صغير بسنه، كبير بعقله وإنسانيته، إلا الإستنكار بإلقاء بيضة على رأس السيناتور يعترض فيها على خطابه صارخا( المسلمون ليسوا إرهابيون)
ليحتفى مئات الآلاف من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي ( بالصبي ويل كونولي ) الذي قام بكسر بيضة على رأس السيناتور الأسترالي العنصري ( فريزر أنينغ ) الذي يتبجح لوسائل الإعلام في اجتماع حاشد لمؤيديه اليمينيين المتطرفين
وبالطبع كان تصرف المراهق (كونولي) نتيجة لاستيائه الشديد من تصريحات سيناتور (أنينغ ) العنصرية، التي قام بنشرها وأدلى بها عقب الهجوم الإرهابي على مصلين في مسجد (بكرايست تشيرش) النيوزلاندية، والذي راح ضحيته 50 شخصا.
وكان السيناتور ( أنينغ )في هجومه العنصري ضد المسلمين ألقى باللوم في الحادث الإرهابي المروع على زيادة الهجرة الإسلامية، موجها حديثه للمسلمين قائلا: "إن اللوم يقع عليهم".
ولأن العنصري لا يفرق بين راشد وصبي وبين إرهابي وسلمي فقد قام السيناتور بلطم وجه الصبي مرتين، قبل أن تنقض مجموعة من مؤيدي السيناتور على كونولي ليطرحوه أرضا، وبحد وصف كونولي "نحو 30 من الغوغاء قام بضربي بعدما طرحوني أرضا وشل حركتي".
وبالطبع كانت نهايه مؤلمه ومؤسفه للصبي حيث قال بعد القبض عليه :
° احترسوا من الغوغاء
° وانتبه : "لا تلق بيضة على سياسي، فقد تعرضت لهجوم من نحو 30 من مناصريه الغوغائيين في وقت واحد، وتلقيت درسا خشنا".
° ولكني أؤكد أن : المسلمون ليسوا إرهابيين
وكرر كونولي التعبير عن قناعاته والدافع وراء تصرفه، حيث قال: إن "المسلمين ليسوا إرهابيين وإن الإرهاب ليس له دين".
وساند الصبي عدد من المفكرين والفنانين والقادة ورواد التواصل الاجتماعي ..
وكان التالي أجمل تعليق :
حيث تداول الآلاف من المعجبين بتصدي كونولي لخطاب الكراهية والعنصرية كاريكاتيرا وقاموا بمشاركته على حساب كونولي على منصة تويتر،
(مؤكدين أن الأذكياء لا يمكن أن يدافعوا عن الإرهاب ولا العنصرية أو نشر الكراهية،)
ويظهر الكاريكاتير صبي البيض بينما يكسر بيضة على رأس السيناتور الأسترالي اليميني المتطرف أنينغ بينما يقول له: "أعتقد أن عقلك يحتاج لمزيد من البروتين" كدلالة عن قصور تفكيره والتعبيرات الكريهة المقززة التي أطلقها في بيانه وتصريحاته
🔺 ومما يظهر على الوقائع والأحداث بعد تدقيق وتمحيص أن غالبية الشعوب بكل أطيافها مسالمه وتحب التعايش رغم الإختلافات الدينيه والعرقيه والمذهبيه
ولعلي أختم بفوبيا الإسلام عبر نشر خطاب الكراهيه ....
ومن أهم أسباب نشر الكراهيه بين الشعوب :
وسائل التواصل... فهي لم تكتف بنشر الكراهيه العرقيه والدينيه بل حتى العائليه بنشر ثقافة الإستعلاء وشتم الطرف الآخر
فمن عصر التلفاز العام إلى الفضائيات الخاصة إلى فضاء الإعلام، فوُجدت قنوات دينية متخصصة، تعرض عقيدتها ومذهبها، وتهاجم الآخرين، كجزء من وظيفتها، فنجد قناة سنية تهاجم الشيعة، وقناة شيعية تهاجم السنة، وقناة مسيحية تهاجم المسلمين، وقناة إسلامية تهاجم المسيحيين، وهلمّ جرًا.
حتى إذا خرجت وسائل التواصل الاجتماعي إلى حيّز الوجود، ازداد خطاب الكراهية اتساعًا، وارتفع منسوبه؛ وذلك لازدياد عدد الأفراد أصحاب الصفحات الذين يشكلون الإعلام الجديد هذا من جهة، ومن جهة أخرى لوجود الشحن الطائفي الذي تعاني منه المنطقة، وانتشرت عدوى هذا الخطاب المقيت بكل من مرت به، حتى أصبح هذا الخطاب عنوانا على صدق الانتماء للطائفة أو الدين.
ويعتبر خطاب الكراهية من صور العنف اللفظي، إذ تعلو فيه لغة الشتائم، والقدح، والقذف، والطعن، والكره، والتعصب، والتمييز، والاستعلاء على الآخر وتحقيره، وإقصائه، ولن نستطيعَ أن نحصيَ ما يقوله كلّ طرف عن الآخر، وما فيه من كذب وافتراء وأساطير، وكل ذلك ليُظهرَ بطلان الخصم وأحقيّته هو، ولتنتقل المعركة من كونها فكريّة إلى عداوةٍ مع ذوات الأشخاص ووجودهم، وتحريضٍ للعنف ضدهم، فيبيح كلّ طرف قتلَ الطرف الآخر، أو تهجيره، ويجعل ذلك قربة إلى الله وسبيلا للوصول إلى الجنة.
ولا يخفى احتراق دول من أمتنا العربية بنار الحروب الأهلية التي كان وقودها خطاب الكراهية الناشئ عن عدم قبول أو احترام الاختلاف في الدين والمعتقد، وفي سبيل ذلك، أزهقت آلاف الأرواح، وأنفقت ملايين الأموال، وهجّرت الناس من ديارها، وصار الجار يحارب جاره ويكرهه ويخافه، دون سبب إلا لأنه يسمع خطاب الكراهية يغذيه ويحرضه على جاره، والنتيجة النهائية كما في كل حرب أهلية، الدمار للوطن، والعذاب للمواطن.؟ _هذه الجزئيه منقوله_
هل سمعتم منذ سنين عن حروب شيعيه سنيه.. لقد كنا متعايشين إلى أن ظهرت خطابات الكراهيه..
فهل يمكن أن نتصدى لخطابات الكراهيه كما تصدى هذا الصبي
كم من أفراد يحتاجوا لبروتين يغذي أدمغتهم ليتفهموا أن الإنسانيه فوق المذهبيه والطائفيه وأنه ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ )
سناء الشاذلي
سناء الشاذلي