هل صيام الحادي عشر بدعة ؟
مما يؤسف له أن بعض أهل السنة ينشر بين عامة الناس كلاما مجتزئا، ناقص، غير كامل، أو ينشره بدون مايبين أدلة العلماء وآراءهم وإجتهاداتهم!! وبالتالي يشكك العامة.. في أمور علمت من دينهم وترسخت
# أو أن هناك أياد خفية مغرضه لتشكيك الناس بدينهم فتأخذ جزء من الفتوى وتلقيها على العامة وبالتالي تنشر الشبهات بينهم
# من ذلك هذا
قال العلامة المحدث سليمان العلوان :
*صيام الحادي عشر*
وهو اليوم الذي يلي عاشوراء منكر ..!
ورد فيه حديث في المسند وهو :" صيام يوم قبله ويوم بعده "
هذا الحديث منكر لم يروَ إلا عن طريق واحد وهو طريق محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى..!
قال عنه شعبة :
لم أر أحدًا أسوأ حفظ منه ويكاد الحفاظ أن يجمعوا على ذلك
فهو سند منكر .
فمراتب صيام عاشوراء مرتبتان :
الأول / صيام عشوراء والتاسع قبله لحديث النبي الصحيح لأن بقيت إلى القابل لأصومن التاسع .
والثاني / صيام عاشوراء مفرد بدون كراهة وهو فعل النبي حتى مات ..
وأما قولهم صيام يوم قبله ويوم بعده فهو منكر ولا يصح .
الثابت عن النبي أنه صام عاشوراء ، ومنذ أن قدم من مكة إلى المدينة وهو يفرد عاشوراء ، إلى أن توفاه الله عز وجل..
وقبيل وفاته قال والخبر في مسلم : لإن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ولم يبق إلى قابل .وروى عبد الرزاق في المصنف بسند صحيح صوموا التاسع والعاشر وهذا إسناد صحيح..
بلغ العلم. وفقك الله.
الرد
َ#وإن كان لعاشوراء مراتب.. فإنا لا ننكر أن التاسع والعاشر هو ماورد صحيحا
# وإن كان الشيخ قد اجتهد في قوله وقد أمرنا بإحسان الظن.. فلا ننكر إجتهادات العلماء الثقات أيضا
# الحديث حسنه بعض العلماء.. وضعفه آخرون.. وللعلم فالحديث الضعيف يؤخذ به في فضائل الأعمال
# صوم الحادي عشر يكون من باب الإحتياط فيما لو كان الشهر ناقصا
إليكم الرد بالتفصيل من موقع إسلام
استحب العلماء صيام اليوم الحادي عشر من المحرم لأنه قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الأمر بصيامه ،
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ ، صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا).
#وقد اختلف العلماء في صحة هذا الحديث ، فحسنه الشيخ أحمد شاكر ، وضعفه محققو المسند .
ورواه ابن خزيمة بهذا اللفظ ، وقال الألباني :
"إسناده ضعيف ، لسوء حفظ ابن أبي ليلى ، وخالفه عطاء وغيره فرواه عن ابن عباس موقوفاً ، وسنده صحيح عند الطحاوي والبيهقي" انتهى .
#فإن كان الحديث حسناً فهو حسن ، وإن كان ضعيفاً ، فالحديث الضعيف في مثل هذا يتسامح فيه العلماء ، لأن ضعفه يسير ، فليس هو مكذوباً أو موضوعاً ، ولأنه في فضائل الأعمال ، لا سيما وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الترغيب في الصيام من شهر المحرم ،
حتى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ) رواه مسلم
وقد روى البيهقي هذا الحديث في "السنن الكبرى" باللفظ السابق ، وفي رواية أخرى بلفظ :
(صوموا قبله يوماً وبعده يوماً) بالواو بدلاً من "أو" .
وأورده الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" بلفظ :
(صوموا قبله يوماً وبعده يوماً) وقال :
"رواه أحمد والبيهقي بسند ضعيف ، لضعف محمد بن أبي ليلى ، لكنه لم ينفرد به ، فقد تابعه عليه صالح بن أبي صالح بن حي" انتهى .
فتفيد هذه الرواية استحباب صيام التاسع والعاشر والحادي عشر .
وقد ذكر بعض العلماء سبباً آخر لاستحباب صيام اليوم الحادي عشر ، وهو الاحتياط لليوم العاشر ، فقد يخطئ الناس في هلال محرم ، فلا يُدرى أي يوم بالضبط هو اليوم العاشر ، فإذا صام المسلم التاسع والعاشر والحادي عشر فقد تحقق من صيام عاشوراء ،
وقد روى ابن أبي شيبة في " المصنف "
عن طاوس رحمه الله أنه كان يصوم قبله وبعده يوما مخافة أن يفوته .
وقال الإمام أحمد :
"من أراد أن يصوم عاشوراء صام التاسع والعاشر إلا أن تشكل الشهور فيصوم ثلاثة أيام ، ابن سيرين يقول ذلك" انتهى." المغني "
فتبين بهذا أنه لا يصح وصف صيام الأيام الثلاثة بأنه بدعة .
وأما من فاته صيام اليوم التاسع ، فإن صام العاشر وحده ، فلا حرج في ذلك ، ولا يكون ذلك مكروهاً ، وإن ضم إليه صيام الحادي عشر فهو أفضل .
قال المرداوي في "الإنصاف"
"لا يكره إفراد العاشر بالصيام على الصحيح من المذهب ، ووافق الشيخ تقي الدين [ابن تيمية] أنه لا يكره" انتهى باختصار .
والله أعلم
سناء الشاذلي