أركان الحج .. السعي , شروط , وسنن _الطريق إلى عرفة 9
أولا:
شروط السعي :
أولاً : شروط صحة السعي بين الصفا والمروة :
يُشْترط لصحة السعي بين الصفا والمروة شروط عامة لكل عبادة :
- ( الإسلام , العقل , النية ): وهذه الشروط الثلاثة شرط في سائر العبادات, وقد سبق الكلام عليها .
- الشرط الرابع :
الموالاة : فيلزمه أن يوالي في سعيه بين الأشواط السبعة ولا يفصل بينها وإلا بطل السعي ؛ قياساً على الطواف . إلا إذا كان الفصل يسيراً عُرْفاً , أو أُقيمت الصَّلاة , أو حضرت جنازة للصلاة عليها ، فله أن يصلي ويكمل سعيه كما مرَّ في الطواف .
- الشرط الخامس :
المشي مع القدرة : فلا يجوز له أن يسعى راكباً إلا لعذرٍ وإلا بطل سعيه ؛ قياساً على الطواف .
- الشرط السادس :
أن يكون السعي بعد طوافٍ – حتى لو كان هذا الطواف سنَّة كطواف القدوم - ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم سعى بعد طوافه وقد قال : ( يَا أَيُّها النَّاسُ خُذُوا مَنَاسِكَكُم فَإِنَّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ عَامِي هَذَا) [رواه مسلم والنسائي واللفظ له] .
.. فلو سعى دون أن يُسْبق هذا السعي بطواف فسعيه غير صحيح . وكذا إذا سعى بعد طوافٍ لكن هذا الطواف لم يكن على طهارةٍ ، فسعيه أيضاً غير صحيح ؛ لبطلان الطواف الذي تقدمه .
- لا يُشْترط أن يكون السعي بعد الطواف مباشرةً بل ذلك سنَّة , فلو أخَّر السعي إلى الليل فلا بأس. قال الإمام أحمد: «لا بأس أن يؤخر السَّعي حتى يستريح أو إلى العَشيّ»
الشرط السابع :
أن يكون السعي سبعة أشواطٍ :
فيجب عليه أن يسعى بين الصفا والمروة سبع مرات ؛ لفعله صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عمر
(... وَطَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ سَبْعًا...) [رواه البخاري ومسلم] .
- يبدأ بالصفا ويختم بالمروة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ بالصفا كما في حديث جابر وفيه: (...فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ الله ﴾ أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ . فَبَدَأَ بِالصَّفَا فَرَقِىَ عَلَيْهِ ...) [رواه البخاري ومسلم] . فلو بدأ بالمروة قبل الصفا لم يُعتد بذلك الشوط ولا يُحتسب .
- ويكون ذهابه من الصفا إلى المروة شوطاً ورجوعه من المروة إلى الصفا شوطاً آخر ؛ لفعل النبي صلى الله عليه وسلم
الشرط الثامن :
استيعاب ما بين الصفا والمروة : فيجب عليه أن يستوعب جميع المكان الذي بين الصفا والمروة بالسعي ؛ لفعله صلى الله عليه وسلم . وقد قال : (يَا أَيُّها النَّاسُ خُذُوا مَنَاسِكَكُم ...) .
سُنَنُ السَّعيِ :
الصُّعودُ على الصَّفا والمروةِ والدُّعاءُ والذِّكْرُ عليهما وبينهما
يُشْرَعُ إذا دنا مِنَ الصَّفا أن يقرأَ قَوْلَه تعالى: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ (1) [البقرة: 158]، ويقول: ((أبدأُ بما بدأَ الله به))
ويقتصِرُ في قوله هذا على الصَّفا في المرَّةِ الأولى فقط، ويرتقي على الصَّفا حتى يرى الكعبةَ. ويستقبِلها، ويُكَبِّر ثلاثًا : اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، ويقول: لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَه لا شريكَ له، له المُلْك وله الحَمْدُ ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٍ، لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه ، أنجَزَ وَعْدَه، ونصَرَ عَبْدَه، وهَزَمَ الأحزابَ وَحْدَه. ثم يدعو بما تيسَّرَ، رافعًا يديه، ويُكَرِّر ذلك (ثلاثَ مرَّاتٍ) ،
ويقول ويفعل على المَروةِ كما قال، وفَعَلَ على الصَّفا، في الأشواطِ السبعة، ما عدا قراءةَ الآيةِ، وقولَه (أبدأُ بما بدأَ اللهُ به).
ويُكْثِرُ مِنَ الدُّعاءِ والذِّكْرِ في سَعْيِه، ومن ذلك: ربِّ اغِفْرِ وارحَمْ؛ إنَّك أنت الأعزُّ الأكرمُ
الأدِلَّة :
أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ
1- عن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنه قال في صِفَةِ حجَّةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ثمَّ خرج مِنَ البابِ إلى الصَّفا، فلمَّا دنا مِنَ الصَّفا قرأ: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ أبدأُ بما بدأ اللهُ به. فبدأ بالصَّفا فرَقِيَ عليه، حتى رأى البيتَ، فاستقبل القبلةَ، فوحَّد اللهَ وكبَّره، وقال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَه لا شريكَ له، له المُلْك وله الحَمْدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لا إلهَ إلَّا اللهُ وحده، أنجَزَ وَعْدَه، ونَصَر عبْدَه، وهزَمَ الأحزابَ وَحْدَه، ثم دعا بين ذلك، قال مثل هذا ثلاثَ مرَّاتٍ، ثم نزل إلى المروةِ حتى إذا انصبَّت قَدَماه في بطنِ الوادي سعى حتى إذا صَعِدَتَا ، مشى حتى أتى المروةَ ففَعَلَ على المروةِ كما فَعَلَ على الصَّفا
ثانيًا : مِنَ الآثارِ
1- عن مسروقٍ أنَّ ابنَ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه لَمَّا هَبَطَ إلى الوادي سعى، فقال: ((اللهمَّ اغفِرْ وارحَمْ، وأنت الأعَزُّ الأكرَمُ))
المطلب الثَّاني :
السَّعيُ الشَّديدُ بين العلامتينِ الخَضْراوينِ
يُسَنُّ المشيُ بين الصَّفا والمروةِ إلَّا ما كان بين العلامتينِ الخَضْراوينِ ، فإنَّه يُسَنُّ للرِّجالِ السَّعيُ الشَّديدُ بينهما .. وذلك في الأشواطِ السَّبْعةِ
الأدِلَّة:
مِنَ السُّنَّةِ :
1- ((عَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يسعى بطنَ المَسيلِ ، إذا طاف بين الصَّفا والمروةِ))
2- عن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((... حتى إذا انصَبَّتْ قَدَماه .. في بطْنِ الوادي سعى حتَّى إذا صَعِدَتا .
هل على النِّساءِ هَرولةٌ في السَّعي؟
ليسَ على النِّساءِ هرولةٌ في السَّعيِ.
حكمُ السَّعيِ بين الصَّفا والمروة راكبًا
السَّعيُ بين الصَّفا والمروةِ راكبًا لعُذْرٍ
يجوز السَّعيُ بين الصَّفا والمروةِ راكبًا إذا كان بعُذْرٍ.
الأدِلَّة :
أوَّلًا : مِنَ السُّنَّةِ
1- عن جابرِ بنِ عبدِ الله رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ((طاف النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على راحِلَتِه بالبيت وبالصَّفا والمروةِ؛ لِيَراه النَّاسُ ولِيُشْرِفَ ولِيَسْألوه؛ فإنَّ النَّاسَ غَشُوه))
وَجْهُ الدَّلالةِ :
أنَّ فيه دليلًا على أنَّه يجوزُ الرُّكوبُ عند العَجْزِ ، والسَّعيُ كالطَّوافِ
السَّعيُ بين الصَّفا والمروةِ راكبًا من غيرِ عُذْرٍ
اختلف أهْلُ العِلْمِ في حُكْمِ السَّعي بين الصَّفا والمروةِ راكبًا مِن غيرِ عُذْرٍ على قولينِ:
القول الأوّل: يجوز السَّعيُ بين الصَّفا والمروةِ راكبًا مِن غيرِ عُذْرٍ، ولا شيءَ عليه، وهذا مذهبُ الشَّافعيَّة
الأدِلَّة:
أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ
عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ((إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كَثُرَ عليه النَّاسُ يقولون: هذا محمَّدٌ، هذا محمَّدٌ. حتى خرج العواتِقُ مِنَ البيوت، وكان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يُضْرَبُ النَّاسُ بين يَدَيْه، فلمَّا كَثُرَ عليه رَكِبَ، والمشيُ والسَّعيُ أفضَلُ))
أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم طاف راكبًا، وسعى راكبًا، وهو صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يفعَلُ إلَّا ما يَسُوغُ فِعْلُه
وذلك للآتي:
أوَّلًا: أنَّ السَّعيَ بين الصَّفا والمروةِ فَرْضٌ، فالقياسُ أن يجِبَ المشيُ فيه إلَّا لعذرٍ
ثانيًا: أنَّه لا دليلَ على جوازِ السَّعي راكبًا، وما ورد عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فإنَّما كان لعُذرٍ فلا يُلحَقُ به
هي الإمتثال لأوامر الله بدون إعتراض. وقد أمر الله الناس بالسعي بين الصفا والمروة ليشعروا بأن حاجتهم وفقرهم إلى خالقهم ورازقهم كحاجة وفقر تلك المرأة -زوجة النبي ابراهيم- في ذلك الوقت. ليستشعر المسلمون ما ألم بها من الضيق والكرب العظيم ولجوئها إلي خالقها ورازقها وليتذكروا أن من كان يطيع الله كإبراهيم عليه السلام وزوجته فإنه لا يضيعه ولا يخيب دعاءه بإذن الله( منقول بتصرف)
هل للسعي طهارة؟
لايشترط .. إلا في الطواف .. عن ابن عباس رضي الله عنهما: الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله أباح فيه الكلام،
تقول عائشة رضي الله عنها: لما قدم النبي مكة عليه الصلاة والسلام وأتى مسجد الحرام توضأ ثم طاف
فالطواف بالبيت صلاة يتوضأ ثم يطوف، أما السعي لا، إن طاف بطهارة فهو أفضل وإن سعى على غير طهارة فلا حرج،
ملف شامل .. اضغطي هنا
↓
أركان الحج .. السعي
ملف شامل .. اضغطي هنا
↓
أركان الحج .. السعي
سناء الشاذلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق