شيئ يصعد للسماء كالشرارة
الشرارة تتصف بسرعتها وصغرها واختفاءها لكنها تحدث حريقا هائلا إن إستهين بها
بين أيدينا شرارة من سرعتها تصل للسماء بلمح البصر!
اسمع للشرارة الأولى كيف صعدت في طرفة عين :
دخل رجل على عثمان رضي الله عنه وهو في بيته أيام الفتنه وكان في حجر زوجته فلطمه فدعت عليه ولكنه تمادى ولطم وجهه مرة اخرى فقالت:
يبس الله ،يدك وأعمى بصرك، ولا غفر ذنبك، فما خرج من الباب حتى اصابه دعاءها
الشرارة الثانية :
يامن ينسى دعوة المظلوم
اسمع ماذا حدث لمن منع الماء عن الحسين رضي الله عنه بعدما رماه بسهم فاحس الحسين رضي الله عنه بحرارة الالم وقال له ياهذا إيتيني بماء اشربه فحال بينه وبين الماء فدعا عليه اللهم أظمئه اللهم أظمئه ومرت الأيام فأصيب بالحر في بطنه وظهره ويقول اسقوني أهلكني العطش فيشرب ثم يعود ويقول اسقوني أهلكني العطش حتى فتقت بطنه
الشرارة الثالثة:
إن اروى بنت اويس ذهبت إلى مروان بن الحكم تشتكي سعيد بن زيد رضى الله عنه بأنه أخذ جزءاً من أرضها ظلماً، فنفى التهمه قائلا كيف أظلم وقد سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول : ” من أخذ شبرًا من الأرض ظلمًا طوقه إلى سبع أرضين ”
فسرت دعوة المظلوم سعد ” اللهم إن كانت كاذبة فعم بصرها وإقتلها فى أرضها .فأعمى الله بصرها
وفي يوم كانت تسير فى أرضها فوقعت فى حفرة فماتت
(مامن شي يعجل الله عقوبته في الدنيا من البغي وقطيعة الأرحام )
ولا تتعجب من حلم الله فهذا رجل يمر برجل قد صلبه الحجاج فقال يارب إن حلمك على الظالمين قد أضر بالمظلومين فنام تلك الليله فرأى في منامه ان القيامة قامت وكانه قد دخل الجنة فرأى ذلك المصلوب في أعلى عليين وإذا منادي ينادي حلمي على الظالمين أحل المظلومين في أعلى عليين
وكما قال علي رضي الله عنه :
يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم
ويقول صلى الله عليه وسلم :
(اتقوا دعوة المظلوم، فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة)
وهذه شرارة رابعة :
في نكبة البرامكة زمن الدولة العباسية وقد كانوا وزراء وأمراء ولهم السطوة والغلبه فأغلقت عليهم السجون قال الابن لابيه ياابت أبعد الامر والنهي والنعمه يصير بنا الحال للسجن فقال الوالد :
يابني لعلها دعوت مظلوم سرت بليل غفلنا عنها ولم يغفل عنها الله
نعم دعوة مظلوم سرت بليل
في وقت النزول الإلهي الذي ينادي فيه هل من داعي
فيامن تظلمون الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم
اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة
فكم من شرارات تصعد كل يوم ينادي فيه الله :
" هل من داعٍ فأستجيب له "
فكيف ان كان الداعي مظلوما مقهورا ضعيفا ليس له ناصر الا الله
قم فارفع اكف الضراعة لله في وقت السحر فان الله لا يرضى بالظلم والقهر
سناء الشاذلي