إثنان إثنان لرؤية الرحمن
تشتاق لرؤية أبيك وأمك وأحبابك وتعد الأيام لزيارتهم وتخطط وتستعد وتجتهد لمكانة من تزوره
وللمسافر شوق يختلف عنك،
فالمسافر منذ سنين ضناه الشوق لأحبابه لبعد المسافة وعد السويعات لهذا اللقاء حاملا معه أجمل الهدايا فارتمى في أحضان محبيه باكيا
( آه ما أجمل رؤيتكم وقد كانت صوركم لا تفارق خيالي نائما أو يقظا )
فإن كنا نعمل لرؤية المحبين
وإن كان ذلك المسافر يعمل لهذا اللقاء وانفطر قلبه شوقا وقد قطع للقاهم شوطا
فالحري بنا أن نخطط لرؤية من هو أعظم من الأم والأب والمقربين
(الله) الذي بشر برؤيته يوم القيامة عيانا بأعيننا على شرطين فشرف لقياه لا يناله أي أحد ولو كان موحدا ففي الحديث :
( إنكم سترون ربكم يوم القيامة عيانا كما ترون البدر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ) ثم قرأ الراوي (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها )
وفي الحديث تلازم بين العقيدة التي هي الإيمان برؤية الله وبين العمل (إن استطعتم أن لا تغلبوا) إشارة إلى ما في الدنيا من أعمال يجب أن لا تشغلنا بالاستعداد والعمل فرؤية الله لا تكون بالأماني دون العمل
والعمل المترتب على الرؤية هو الصلاة فهناك صلة وثيقة بين رؤيته والصلاة فبالصلاة تنال أسمى الدرجات التي توصلك لأعلى المراتب في الآخرة رؤية الله التي هي زيادة على نعيم الجنة
خاصة صلاة الفجر والعصر
فالمحافظة عليهما علامة على المحافظة على باقي الصلوات لما في صلاة الفجر من مشقه وغلبة للنوم وهي مفتاح اليوم لباقي الصلوات
ولما لصلاة العصر من غفلة أو انشغال
ومعنى لا تضامون بالفتح أي لا تختلفون على رؤيته
وتضامون بالضم أي لا يلحقكم ضيم ظلم أو أذى وكلا المعنيين صحيحه
لذا قال الشافعي: لو لم يؤمن محمد بن إدريس الشافعي برؤية ربه يوم القيامة لما عبده في الدنيا
فالحديث يدل على الاعتقاد الجازم للرؤية مع الاجتهاد بالعمل لهذه الرؤية
ومن حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الرؤية كان يدعو عقب صلاته :
( اللهم أسألك برد العيش بعد الموت ولذة النظر إلى وجهك الكريم . والشوق إلى لقاءك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة)
وفي القرآن ما يدل على رؤيته
(وجوه يومئذ ناضره@ إلى ربها ناظرة )
أشرقت وانورت لأنها نظرت لربها
عكس تلك التي حجبت عنه
(كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )
يقول الشافعي :
دلت على أنه سبحانه حجب قوم بالسخط وظهر لأوليائهم بالرضا
إذا هما إثنين إثنين
الإعتقاد الجازم (إنكم سترون ربكم عيانا )
والسعي للعمل : (فإن استطعتم أن لا تغلبوا )
هذا في جانب الإعتقاد والعمل
وإثنين تدل على العمل
صلاة الفجر والعصر
إثنان إثنان حافظ عليهما لتستمتع برؤية الرحمن
خادمة الدعوة : سناء الشاذلي
الفيديو :