الأسس التربوية في الوصايا اللقمانية ( 1 )


(1) الحكمة، وشكر النعمة


# سنستعرض بحول الله وفضله الأسس التربوية من خلال سورة لقمان بتفسيرها ، واستنباط معانيها ، والتعريف بلقمان الحكيم،  وسأقسم ذلك إلى أجزاء للإستفادة وسأكتفي بالصفحة الثانية من السورة

من هو لقمان؟ هو رجل حكيم قيل عاش في زمن داود عليه السلام وأصبح قاضيا بعد أن كان عبدا مملوكا، 


# ماالمقصود بالحكمة : هي القول السديد الصائب الخالي من الهوى والمصلحة والمداهنة،
وهي أيضا قول الحق وضبطه خصوصا وقت الغضب 


# أعظم الحكم ماكان موافقا لله ورسوله( ياأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا) والثمرة( يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم)

# رآه رجلا في مجلسه يفصل بين الناس فسأله : ألست أنت عبد بني فلان؟ فقال:نعم، فقال:كيف بلغت هذه المنزلة؟ فقال: كففت بصري، وحفظت سمعي، ولم أتدخل فيما لا يعنيني وهذا ماكان من شأني، فبلغت ماترى،


# من وصايا لقمان، أنه قال لإبنه: يابني إياك والزنا فإن أوله مخافة وآخره ندامة،


# من حكم لقمان، أن سيده طلب منه أن يذبح له شاة ويأتي بأطيب مافيها، فذبحها وجاء بالقلب واللسان!! ثم بعد فترة طلب منه أن يذبح له شاة ويأتي بأخبث مافيها فذبحها وجاء بالقلب واللسان! ! فقال: طلبت أطيب مافيها فجئت بالقلب واللسان! وأخبث مافيها فجئت بالقلب واللسان! ؟ فقال: ماأطيبهما إذا طابا، وماأخبثهما إذا خبثا،

# من حكم لقمان أن أوصى ولده قائلا: يابني للحاسد ثلاث علامات، يغتاب صاحبه إذا غاب، ويتملق أي ينافق إذا حضر، ويشمت بالمصيبة، 


# إن حكم لقمان في معرض وصيته لإبنه هي نفس حكم ووصايا القرآن الكريم، لأنه كان موحدا عابدا لله يستقي حكمه من معرفته بالله

# في سورة لقمان وذكر وصاياه نتعلم أمرا مهما وهو أن باستطاعة أي إنسان أن يعمل ليصل لمرافقة الأنبياء وإن اختلفت درجته عنهم بدليل ذكر الصديقين كمريم ابنة عمران، ومؤمن آل فرعون، وفتية الكهف، ولقمان، 


# القرآن الكريم وضع اللبنات الأولى للتربية بداية من التأسيس إلى الحقوق والواجبات ، وحمل الأباء مسؤولية التربية كأمانة سيسؤلون عنها ( وقفوهم إنهم مسؤولون)


# وصايا لقمان تتضمن أسس تربوية عظيمة مفادها كما أن باللوالدين إحسانا كذلك بالأبناء رفقا

# قبل البدء بهذه الأسس علينا أن نتيقن أن من أسباب تكريم لقمان بالحكمة شكره للنعمة ( ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد)


# سليمان عليه السلام حين قال ( ياأيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين) فقال له أحد الحاضرين ممن عنده علم بإسم الله الأعظم ( أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) أي قبل أن ترمش وبالفعل وصل عرش بلقيس بلمحة بصر فقال سليمان( هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم)

# هناك توافق بين الآيتين في سورة لقمان والنمل غير أنها في لقمان بلفظ ومن يشكر وفي النمل بلفظ ومن شكر الأولى فعل مضارع  للدلالة على استشعار النعم المستحدثة المتكررة اليومية والثانية ومن شكر فعل ماضي للدلالة على النعم التي حدثت وانتهت ومازال أثرها باقي

ذكر الله حال الشاكرين وضرب مثلا بداود وسليمان حين سخر لهما الجن والإنس والطير والريح, ثم قال( اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور) فأحسنا شكر النعمة وقالا ( أوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل العظيم)


# هناك فرق بين الحامد والشاكر فالحامدين كثر والشاكرين قلة، فالحمد باللسان والقلب وهو عام، أما الشكر فبالجوارح وهو ترك المعصية وفعل الطاعة وهو بالعمل لذلك قال ( وقليل من عبادي الشكور)


# ضرب الله مثلا بحال الجاحدين كما في سورة سبأ (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال) لكنهم كفروا النعمة وأعرضوا فكانت عاقبتهم الهلاك ( فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم) فبالشكر تدوم النعم، وبالكفر تحل النقم،

# حقق لقمان أركان التربية حين قسم وصاياه لعدة حقوق فبدأ 


بحق الله، 
حق الوالدين
حق النفس
حق الآخرين

يتبع الجزء الثاني، حق الله


كتبته : خادمة الدعوة : سناء الشاذلي


( هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم )

جميع الحقوق محفوظة لمدونةسناء الشاذلي2017