شعبان بوابة رمضان ( كتاب الصيام )
لكل شيء بوابة للعبور لما بعده
والبوابات تختلف، منها ماهو ملموس كالأبواب الخشبيه والمعدنيه وو .. ومنها ماهو معنوي غير ملموس
كبوابة العبور لطريق أو شاطئ أو أو وظيفه أو زواج
° وأعظم الأبواب تلك التي تكون ممرا للوصول لله والعبور إليه
وللوصول إليه أبواب عديده :
_ فباب الصبر ممرُه التحمل وعدم التسخط
_ وباب الخوف والرجاء ممرُه حب الله
_ وباب الصوم ممرُه التقوى
_ وباب الأعمال الصالحه ممرُها العمل
_ وباب الجنة ممرُه التوحيد...وهكذا
والأبواب تختلف
فهناك أبواب زمانيه وأبواب مكانيه ولعل إطلاق مسمى (الأبواب الرحمانيه) أعظم ما يميز شهور الخير رجب، شعبان ،رمضان
فمن الزمانيه المكانيه :
..باب الحج وممرُه الليال العشر
..وباب الريان وممرُه الصوم
..وباب ليلة القدر وممرُها العشر الآواخر
وهانحن الآن نقف على عتبات أبواب زمانية روحانيه فبين أيدينا بابا عظيما هو بوابة للقرآن والصوم والصدقه وكل أنواع البر
والوصول إليه عن طريق ممرُه الزماني ( شعبان) ولكي نستطيع أن نصل لما بعده يجب أن نهيئ الطريق ونعَبِده ونجَهِزه نفسيا ،وماديا ،وسلوكيا ، كي يسهل الوصول لما بعد الباب أنها (بوابة رمضان) عن طريق شعبان
فما معنى شعبان ؟ ولماذا يسمى شهر القراء؟ وشهر الغفلة ؟ وماالفوائد ؟
حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْراً مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ. قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» [رواه أحمد والنسائي،
أولا : معنى شعبان
كان العرب يتشعبون أي يتفرقون.. فيه للغزوات والحروب بعد انتهاء شهر رجب وهو من الأشهر الحرم
وقيل : أنّ شعبان سمي كذلك لوقوعه بين شهرين عظيمين وتفرّقته بينهما
وقيل: بمعنى، التجمّع، أما سبب تسمية شعبان بهذا الاسم فيعود إلى تجمع الخير فيه تحضيراً لرمضان
وقيل: لتشعب العرب فيه لجمع الماء ولتشعب الخير..وأيضا من العشب الكثير دلاله على الخير
لماذا شهر شعبان شهر غفله؟
( ذاك شهر يغفل فيه الناس )
لأنهم انشغلوا برجب وبرمضان عنه فرجب من الحرم ورمضان للصيام فاشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولاً عنه.
وفي قوله: (يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان) إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه، فيشتغلون بالمشهور عنه
أما دلالات الحديث على وصف شعبان بالغفله:
دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله عز وجل، كما كان طائفة من السلف .
وأيضا :
في إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة فوائد:
الفائدة الأولى:
أنه يكون أخفى، وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل لا سيما الصيام فإنه سر بين العبد وربه. ولهذا قيل : إنه ليس فيه رياء. وقد صام بعض السلف أربعين سنة لا يعلم به أحد، كان يخرج من بيته إلى سوقه ومعه رغيفان فيتصدق بهما ويصوم، فيظن أهله أنه أكلهما ويظن أهل السوق أنه أكل في بيته .
وكانوا يستحبون لمن صام أن يُظهر ما يٌخفِي به صيامه
فعن ابن مسعود: أنه قال: إذا أصبحتم صياما فأصبحوا مدهِنين. أي بدهان يخفي تعب الصوم
وقال قتادة: يستحب للصائم أن يدهن حتى تذهب عنه غبرة الصيام.
الفائدة الثانية :
..أنه أشقّ على النفوس، وأفضل الأعمال أشقها على النفوس، وسبب ذلك أن النفوس تتأسى بما تشاهد من أحوال أبناء الجنس، فإذا كثرت يقظة الناس وطاعاتهم كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين بهم فسهلت الطاعات، وإذا كثرت الغفلات وأهلها تأسى بهم عموم الناس، فيشقّ على نفوس المستيقظين طاعاتهم لقلة من يقتدون بهم فيها،
ولهذا المعنى قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( للعامل منهم أجر خمسين منكم، إنكم تجدون على الخير أعوانا ولا يجدون ).
الفائدة الثالثة :
أن المُفرِد بالطاعة من أهل المعاصي والغفلة قد يدفع البلاء عن الناس كلهم، فكأنه يحميهم ويدافع عنهم
كيفية رفع الأعمال؟
..فوائد من قوله ( شهر ترفع فيه الأعمال )
كان من رحمة الله علينا مواسم الطاعات ومضاعفة أجورها مع رفعها المتكرر لإستدراك مافات
ورفع الأعمال على ثلاث درجات :
الدرجة الأولى :
رفع يومى ويكون ذلك فى صلاة الصبح وصلاة العصر وذلك لما رواه البخارى ومسلم عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ، ثم يعرج الذين باتوا فيكم ، فيسألهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون ، وأتيناهم وهم يصلون "
الدرجة الثانية :
رفع أسبوعى ويكون فى يوم الخميس وذلك لما رواه الإمام أحمد فى مسنده بسند حسن عن أبي هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة ، فلا يقبل عمل قاطع رحم "
الدرجة الثالثة :
رفع سنوى ويكون ذلك فى (شهر شعبان) وذلك لما رواه النسائى عن أسامة بن زيد ، قال : قلت : يا رسول الله ، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان ، قال : " ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم
لماذا يسمى شعبان بشهر القراء؟
أما الصوم فيه ليحصل التأهب لتلقي رمضان وتتروض النفوس بذلك على طاعة الرحمن، ولهذه المعاني المتقدمة وغيرها كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام في هذا الشهر المبارك، ويغتنم وقت غفلة الناس وهو من؟ هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولذلك فإن السلف كان يجدّون في شعبان، ويتهيأون فيه لرمضان
أما أنه شهر قراء
كان يقال شهر شعبان شهر القراء. لكثرة قراءة القرآن فيه
وكان عمرو بن قيس إذا دخل شهر شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القران،
قال أبو بكر البلخي: شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع،
وقال أيضا: مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان،
هذا حال نبيك صلى الله عليه وسلم وصحابته في مواسم الطاعه فماذا أنت فاعل؟
مضى رجب وما أحسنت فيـه
وهذا شهر شـعبان المبـارك فيـا
من ضيع الأوقـات جهلا
بحرمتها أفق واحـذر بوارك
فسـوف تفـارق اللذات قهـرا
ويخلى الموت كرها منك دارك
تدارك ما استطعت من الخطايا
بتوبة مخلص واجعل مـدارك
على طلب السـلامة من جحيم
فخير ذوي الجرائم من تدارك
......
فيديو
......
فيديو
سناء الشاذلي
ماشاءالله اللهم بارك جزاك الله خير الجزاء
ردحذفجزاكي الله خيرا
ردحذفجزاك الله خيرا وزادك من فضله
ردحذفجزاك الله خير استاذة سناء الشاذلي .
ردحذفاللهم ارزقنا العمل الصالح وايقظ قلوبنا عن الغفله وارزقنا ذحرك وشكرك وحسن عبادتك.