التأنيب على الموت !!
الحالة ..
مات ابنها بعمر ال ١٤ في حادث سيارة وقد كان عند والده بسبب الإنفصال بين الوالدين
الإستشارة ..
السلام عليكم ورحمة الله
كيف حالك استاذة سناء
محتاجة اخصائية نفسية و في نفس الوقت تكون متفقها في الدين
حالتي النفسية سيئة
الإجابة ...
يكفيك في حالتك النفسية الرضا والإصطبار ورؤية مايمكن أن يكون أسوأ مما أنت عليه .. يكفيك (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ). وتكفيك معية الله ( أن الله مع الصابرين) لو اجتمع كل أطباء النفسية لن ينفعوك بشي كما تفعل مواساة الله
الإستشارة الثانية .. لنفس الحالة حيث تعاني من تجريح ولوم المقربين !!!
مع ابتلاءات أخرى غير الموت
.....
بدء من ولدي عمره ... عقوق و عدم تقدير بالرغم من اني اي شي يطلبه ينفذه له
ما يكلمني إلا لو محتاج فلوس
يرفع صوته علي و يرد كلمة بكلمة بالرغم من الظرف ما يقول امي مكسورة و جرحها لسه بينزف لا أبدا يزيد علي الأوجاع
بدأ اول مرة يرفع صوته قبل ٣ سنوات يقول لي ابوي قال لي لا تسكت لها
وانا تاني ما حاسكت لك ومن ساعتها صار انسان تاني ما ابني الربيتة
وللأسف ظهر عليه نفس طباع ابوه عدم تقدير و لف ودوران و كذب ونكران للجميل أتوقع ده اكثر شي متعبني
أما
اخواتي طول عمري بخاف عليهم من النسمة و بدافع عنهم وبقيف معهم في السراء والضراء
للأسف عايشين حياتهم طبيعي ولا احد براعي لي مصيبتي
الناس بتجي تعزي يتونسو و يضحكو معكم عادي ولا كاني في وحدة مكلومة
وحدة فقط حاطة صورة ابني
وينزلون حالات لي صديقاتهم و لي انفسهم و لا كانه صاير شي وفي نفس الوقت ولا وحدة نزلت تعزية ولا كلمة عن ابني
في حرمة جات في المسجد بعد الصلاة على ولدي ما قدرت اقيف على رجلي حسيت بي دوخة و طحت
صحيت إلا وهي في راسي تصارخ انت رميتي ابنك والان جاية تبكي الناس يردون لها انت مخربطة و هي تقول لا ماني مخربطة اسمه ..... ابنها رامياه سنتين والحين جاية تبكي عليه
طليقي رافع يده من كل شي بحجة انه ما عنده فلوس
وانا بشتغل اكثر من ١٤ ساعة في اليوم عشان اقدر اوفر لاولادي حياة كريمة
لي بنتي بتدرس في ..... بعدها مني متعبني زيادة بالذات في الوقت ده محتاجة ليها شديد جمبي
ولدي عند رب رحيم
غير مواقف المفروض صديقات
كل شي اتغير فجاءة
بالرغم من اني كنت شاعرة بنعمة الأبناء و لما اجي البيت في الليل و اشوفهم نايمين أبوسهم واقول الحمد لله من قلبي انهم بخير و ما محتاجين شي و أنسى كل التعب في اللحظة دي
الإجابة..
سأرد عليك على جزئية جزئية
وقبل كل شيء أذكرك وأذكر كل إنسان خّذل وصابته خيبة أمل من الذين يفترض أن يكونوا سنده والذي ضحى من أجلهم وقدم فوق طاقته أن يتعلم كيف يكون متزنا في العطاء لأن كثرته تعلم الإستغناء والتعالي والشعور بالإستحقاق
وأن خيبات الأمل هذه من الأقرب فالأقرب كزوج وإبن وأب وأخ ماهي إلا درس عظيم وكبير يربي الله فيه عبده بأن لايغتر بأحد ولا يتعلق ويعتمد إلا عليه سبحانه
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ )
انتقل الآن للجزئية الأولى ...
ابنك تعبت وربتيه وعملت ١٤ ساعه من أجل حياة كريمه له .. ومع ذلك في ظرفك هذا بفقد ابنك الصغير وتطاول طليقك عليك لم يشعر بك ويرد عليك بقسوة وياليت يكتفي بهذا بل يتعامل معك هكذا وهو لا يستطيع الإستغناء عن مالك ؟!!!
أليس من الأولى أن تكوني صارمه معه ؟ طالما يرى أن أبوه على حق وبيسمع كلامه وتحريشه عليك فليكتفي بالمكوث معه ويصرف عليه ويربيه .. إلا إذا ابنك اقتنع بكلام الناس بأنك غلط وأنك سبب الإنفصال ووو في هذه الحاله ناقشيه وبيني ضلالته وإن أبى عامليه رسمي كي يعرف معنى الأم وقيمتها .. فلا تضغطي على أعصابك من أجل إنسان عايش حياته بأنانيه
بالنسبة للمعزين لاتتوقعي أبدا أن يشعر بمصابك إلا من كان في مثل مصابك
فالناس تأتي للتعزية والمواساة وهذا الواجب( وتواصوا بالصبر)( وتواصوا بالمرحمه) فيجب أن يواسوا ويذهبوا كي مايضطروا للضحك واللهو ولكن للأسف أنقلبت المعاير فأصبح العزاء مكان للتسلية والغيبه والقيل والقال لأن القلوب تحجرت بسبب الذنوب والبعد عن الله .. ومع ذلك مهما قدموا لك من مواساة تأكدي أنهم لن ولم يشعروا فهذه طبيعة اغلب البشر فقد تناسوا أن لكل مكان مقام .. فلا تزيدي نفسك هما وغما
بالنسبة لأخواتك ليست كل أخت أخت في من تشعر بأختها قبل حديثها وفي من تقف وقفة الأسد حتى تمر محنة أختها وفي من تتهرب أو تعيش حياتها طولا وعرضا لا تضع قيمة للأخوة . ومع ذلك
حسب مافهمت منك مر على موته قرابة السنة فمن الطبيعي مايكتبوا أو يعلقوا خوفا من أن تهيج مشاعرك وجروحك فأحسن الظن بهم .. وأؤكد عليك لايشعر بمصابك إلا أنت وحدك ثم من الذي يكسب الأجر وحده ؟ أليس أنت من تكتب لها أجور الصبر ؟ وحدك فقط لذا أتركي كل المشاعر السلبيه خلفك
....
بالنسبة للمرأة التي جاءت وماأختارت الوقت المناسب للكلام !!
فهذه العينة في كل حدث وموقف وزمان هؤلاء لايتخيرون الكلام الطيب ولا يستشعرونه قبل النطق به فاعتبريها بلاء فوق بلاءك ليزداد بذلك أجرك
وهؤلاء رغم أن الله وجههم للطريق الصحيح ( وقولوا للناس حسنا) ( قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ) إلا أنهم اختاروا طريق الكلمه التي تودي بصاحبها وسامعها للتهلكه
تعليق :
كلمة قد تهوي بقائلها وسامعها إلى التهلكة
رجل انتحر بسبب الكلمات الجارحة واللوم الجارح
إمرأة دخلت في إكتئاب شديد بسبب لكمات الكلمات
لذا
( وقولوا للناس حسنا )
( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن )
الكلمة قد تكون خبيثة وقد تكون طيبة ولهما أثرا واضحا
﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وفرعها في السماء ) فالطيبة تتفرع والخبيثة تتفرع
غير أن الخبيثة لاقرار لها بل تحدث في القلب هزة قوية
( وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ )
وكم ممن يعانون من أصحاب الكلمة الخبيثة
ولعل نبينا صلى الله عليه وسلم قد ابتلي بهؤلاء
فهذا ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم :
قال يا رسول الله، اعدل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل).
إلى هؤلاء الذين يختارون كلمات جارحة قاتلة اعلموا أن الكلام الطيب من الإيمان
"(مَن كان يؤمِن بالله واليوم الآخرِ فليقل خيرًا أو ليصمُت).
أ. سناء الشاذلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق