الشمال التركي ٢ تأملات في خلق الله
الحمد للّٰه الذي بهرت العقول حكمتُه ، ودلَّت مخلوقاتُه على عظمته وقُدْرته، وعِلْمه وحِكْمته، ورحمته، وأنه أحسن كلَّ شيءٍ خلقه، الذي خلق فسوَّى ..
والإيمان به لا يكون إلا عن يقين واليقين لا يأتي إلا من تفكر.
وقد قيل : إن ضياء الإيمان أو نور الإيمان: التفكُّر .
وقال الإمام سفيان بن عيينة رحمه اللّٰه :
إذا المرء كانت له فكرة *** ففي كل شيء له عبرة
وقال أبو سليمان الدارني رحمه الله :
إني لأخرج من منزلي، فما يقع بصري على شيء إلا رأيت لله عليَّ فيه نعمة، ولي فيه عبره ..
إن التفكر في خلق السماوات والأرض، لأي شيء خلقت؟ وكيف خلقت؟ وكيف رفعت السماء؟ وكيف سطحت الأرض؟ وما أشبه ذلك، يقود إلى طاعة الله
.
قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: سرنا على طريق خيبر، فرأيت من الجبال الهائلة، والطرق العجيبة ما أذهلني، وزادت عظمة الخالق عز وجل في صدري، فصار يعرض لي عند ذكر تلك الطرق نوع تعظيم، لا أجده عند ذكر غيرها، فصحت بالنفس: ويحكِ، اعبري إلى البحر، وانظري إليه وإلى عجائبه بعين الفكر، تُشاهدي أهوالًا أعظم من هذه .
ولهذا يقول أصحاب هذا التفكر: ﴿ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فقنا عذاب النار ).
.
.
.
.🎬✨.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق