ستعلم ياغدار إذا وقفت بين يدي الجبار
أن لك راية مكتوب عليها غدار
ستعلم أن الظلم والغدر من صفات الفجار
وأن عاقبة الظلم عار إلى نار
لو نساك المظلوم بالنهار
فإنه يدعو عليك بالأسحار
فيومك ياظالم قريب فحذَار حذَار
لاتغتر بالإمهال وتظن أنك من الأخيار
فيوم القيامة يسقط الأشرار
ويَنصُب الله العرش للإنتصار
لماذا ؟؟؟؟
تفشى الظلم بين الناس ولم يترك طيبا ولا سيئا ولا صغيرا ولا كبيرا
بسوء ظن أو لسوء خلاف أو لتفشي أمراض القلوب من حسد وحقد وجهل وبغض ،
أو لأفكار سوداوية أنغرست في النفوس المريضه!!
أو تكبر وعنصرية
( أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ)
أنسيَ هؤلاء يوم الحساب
( لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)
أنسُوا حين يُنصب العرش للحكم بين العباد
( إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ)
أنسُوا حين يوضع الميزان
(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وكفىَ بنا حَاسِبين)
أنسُوا ماذا قالت هذه المرأة
حين غدر بها رجل وظلمها وأوقعها على الأرض وكسر جرتُها بين أعين الناس فلم ينصروها ،، فقط أوقعها على الأرض ،، لم يقتلها لم يغتصبها لم يسلب مالها لم يشردها لم يحبسها ،،
لم يطلقها ويحرمها من أبنائها ! لم يساومها على مهرها ! لم يتركها كالمعلقة !!!أوقعها فقط تكبرا وظلما ،،!!!
فشعرت بالضعف والإهانة فوقفت بكل ثقة ويقين بالله تدعو عليه بأن يأخذ الله حقها ولعلمها أن الأجر والجزاء الأكمل في الآخرة أجلت مظلمتها بين يدي الله حين يُنصب العرش
(الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )
وذلك كما ذُكر في الحديث الذي روي في صحيح ابن ماجه
فبعد عودة الصحابة من الهجره
سألهم النبي صلى الله عليه وسلم
ألَا تُحدِّثونَ بأعجبِ شيءٍ رأيتُم بأرضِ الحبشَةِ ؟ فقال فِتْيَةٌ منهم : يَا رسولَ اللهِ بينَا نحنُ جلُوسٌ إذْ مرَّتْ عليْنَا عجوزٌ مِنْ عجائِزِهِمْ تَحْمِلُ قُلَّةً مِنْ ماءٍ ، فمَرَّتْ بِفَتًى منهُمْ فجعلَ إحدَى يدَيْهِ بينَ كتِفَيْها ، ثُمَّ دفَعَها عَلَى رُكْبَتَيْها ، فانكَسَرَتْ قُلَّتُها ، فلَمَّا ارْتَفَعَتِ التَفَتَتْ فقالتْ : سوفَ تعلَمُ يا غُدَرُ إذا وضعَ اللهُ الكُرْسِيَّ ، وجمَعَ الأوَّلينَ والآخرينَ ، وتكَلَّمَتِ الأيْدِي والأرْجُلُ بما كانوا يَكْسِبونَ ، أتعلَمُ أمري وأمرَكَ عندَهُ غدًا . فقال رسول اللهِ : صَدَقَتْ ، كيف يُقَدِّسُ اللهُ قومًا لا يؤخَذُ لضَعِيفِهِمْ مِنْ قَوِيِّهِمْ
فياغدر وياظالم وياباغض ويامعتدي تذكر حين ينصب الله الكرسي
الأستاذة : سناء الشاذلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق