الجن مرة والإنس خمسة
لاشك أن حياتنا الإنسيه تفرض علينا الإختلاط والإندماج والإحتكاك ببعضنا، والمواقف والأحداث تدفعنا للجدال والحوار وتبادل المعلومات والأفكار وربما وصل بنا الحال للتحريش وبث الوساوس السيئه وقد تصل الوساوس الى فعل الكفر والقتل والسحر والخيانه!! والوساوس تأتي من طرفين الوسواس الجني الشيطاني والوسواس الإنسي وقد تكون مشتركه بين الوسواسين مع هوى النفس، وكلاهما خطر ويجب الإحتراز منه، لذا جاءت سورة الناس تبين خطورتهما ولكن الملفت أنها ذكرت الجن مرة والإنس خمس مرات( ملاحظه) بعض المفسرين قالوا أن المقصود بالناس الجن
وطبعا هذا يؤكد خطورة وسوسة الناس لأنك لن تشك بهم وتواجههم وتعاديهم كالجن
فمع هذه الآيات التي تبين خطر الوساوس وتحريكها للأفعال( ملاحظه) مايلي منقول من عدة مواقع منها الألوكه، وحصاد، وصيد الفوائد، بتصرف
الوسوسة نوعان :
🔸 نوع من الجن ، قال تعالى : ﴿ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ ﴾
🔸 ونوع من نفوس الإنس ، قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ﴾
ومن رحمة الله أن الله تجاوز عن الوساوس مالم تكن دافعا للعمل أو غرسا قبيحا في النفس
فقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا وَسْوَسَتْ، أَوْ حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ أَوْ تَكَلَّمْ»
وكذلك الشر من الجهتين: وسوسة النفس ووسوسة الشيطان والإنس، فما كرهتُه نفسك لنفسك فهو من الشيطان فاستعذ بالله منه، وما أحبته نفسك لنفسك فهو من نفسك فانهها عنه
وتنبه لأمر هام...
فإن القلب يشبه الحوض لبيان خطورة إهمال الوسوسه
فهو كحوض تصبُ فيه مياه من أنهار شتى، وإنما مداخل هذه الآثار المتجددة في القلب في كل حال، إما من الظاهر بالحواس الخمس،
وإما من الباطن كالخيال والشهوة والغضب والأخلاق المركبة من مزاج الإنسان، فإنه إذا أدرك بالحواس شيئًا حصل منه أثرٌ في القلب، وكذلك إذا هاجت الشهوة، وإن كف عن الإحساس، فالخيالات الحاصلة في النفس تبقى وينتقل الخيال من شيء إلى شيء، وبحسب انتقال الخيال ينتقل القلب من حال إلى حال آخر.
أما الخواطر ما يحصل في القلب من الأفكار والأذكار وغيرها، إمّا على سبيل التجدد وإما على سبيل التذكر، فهي تخطر في القلب بعد أن كان غافلا عنها. والخواطر هي المحركات للإرادات، وهي مبدأ الأفعال، فإن الخاطر يحرِّك الرغبة، والرغبة تحرِّك العزم، والعزم يحرِّك النية، والنية تحرِّك الإرادة، فتتحرَّك الأعضاء للأفعال
ولأن الوساوس ومايعقبها من استجابة للذنوب عظيم ولأن الإنسان خلق ضعيفا ولأن كيد الإنس والجن مستمر , بيَن الله سبحانه أهمية الإستعاذة به وبأعظم صفاته لخطورة ماسبق فذكر الربوبية والملوكيه والألوهية ومعنى الإستعاذه
فالإستعاذه : هي اللجوء والاعتصام
فقال سبحانه وتعالى :
( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَٰهِ النَّاسِ (3) إلى آخر السورة. )
ونلاحظ أن المستعان به في سورة الناس ثلاث صفات، رب وملك وإله ، والمستعاذ منه شر واحد وهو: الوسوسة.
لأهمية" سلامة الدين من الوسوسة " القادحة فيه.
أما في " سورة الفلق " فتتعلق الإستعاذه، " بالنفس والبدن والمال " فلم تذكر رب وملك وإله، بل ذكرت ثلاث شرور لأن سلامة الدين أعظم وأهم، ومضرته أعظم من مضرة الدنيا.
لذا أستعيذ بالله بأعظم صفاته
⬣ وهاهنا لفتة أخرى( بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَٰهِ النَّاسِ (3) ) بدأ ب (برب) ثم ب (ملك) ثم ب (إله) ما حكمة هذا الترتيب؟
جوابه : أن الباري تعالى ربى الناس بنعمه أجنة وأطفالا وشبابا، فقال: (رب الناس) فلما شبوا عرفوا أنهم عبيد لملك قاهر لهم، وهو الله سبحانه وتعالى، فقال: ( ملك الناس) ، فلما عرفوا وجوده وملكه سبحانه كلفوا بعبادته وأمره ونهيه وانفراده بالألوهية والعبادة، فقال: (إله الناس)
ولوساوس الجن والانس مكائد ومداخل وأخطرها هذا وهو يصدر من الجن مرة ومن الإنس مرات بدليل ظاهرة التشكيك بوجود الله والإلحاد والمسلمات
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( يأتي الشيطانُ أحدَكم، فيقول: مَن خلق كذا؟ مَن خلق كذا؟ حتى يقول: مَن خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعِذْ بالله ولينتهِ ))
فأمره أن يتوقف" أي: عن الاسترسال معه في ذلك، بل يلجَأُ إلى الله في دفْعه، فإنه يأتيه مِن حيث شاء ولا يقتصر على الوسوسة، بل يتلاعب به كيف يشاء؛ كما في قوله تعالى:
﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾
ولا يمكن دفعه إلا بالإستعاذه , ففي قوله تعالى : (أَعُوذُ) تعليمُ الناس مفهومَ التوحيد العملي والاعتقادي، فالاستعاذة بالله تعالى تكون فيما لا يَقدر عليه إلا الله وقوتها على إحراق وسوسة الجني ورد كيد الإنسي
قال ابن كثير: (والاستعاذة هي الالتجاء إلى الله، والالتصاق بجنابه من شرِّ كل ذي شر، والعياذة تكون لدفع الشر...، ومعنى أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم؛ أي: أستجيرُ بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرَّني في ديني أو دنياي، أو يصدَّني عن فعلِ ما أُمِرت به، أو يحثَّني على فعل ما نُهِيت عنه
وبالاستعاذة يَستيقن المسلم النصرَ على الأعداء؛ لأن الآمر بها هو الله تعالى، فلا يَضر بعدُ كيدُ الكائدين؛ يقول تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ﴾ ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ وبالإيمان بأنه الرب الملك الإله والإستعاذة به ينصرف الخناس الجني والإنسي ففي قوله تعالى: ﴿مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ﴾، تعريفٌ بصفات العدوِّ المستعاذ منه، ودراسة سلوكه، وتحليل نفسيته، والعدو الأول للإنسان هو الشيطان الرجيم؛ يقول المولى سبحانه: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾
وقد بيَّنت السورة صفتينِ تلتصقان بهذا العدو: إحداهما هجومية، والأخرى دفاعية؛ حيث يستخدم الشيطان أسلوبًا هجوميًّا معروفًا لإغواء ابن آدم، لا يخرج عن (الوسوسة)، كما يستخدم أسلوبًا آخر دفاعيًّا للفرار من القوة الإيمانية لابن آدم، ألا وهو (الخنس).
الخنس : ويقصد بذلك الهروبُ والرجوع للوراء عند سماع ذكر الله؛ ذلك أن صوت الباطل لا تأثير له مع ذكر الله تعالى، فهو القائل في كتابه: ﴿ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا﴾
ومثال توليه خانسا :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا نُودِي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضُراط؛ حتى لا يسمع الأذان، فإذا قُضِي قبل الأذان أقبل، فإذا ثُوِّب بها أدبر، فإذا قضِي التثويب أقبلَ، حتى يَخطِر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا وكذا، ما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل إن يدري كم صلَّى، فإذا لم يدرِ أحدُكم كم صلَّى ثلاثًا أو أربعًا، فليسجُد سجدتين وهو جالس))
وفي قوله تعالى ﴿الَّذِي يُوَسْوِسُ﴾ : بيَّن القرآن أن الشيطان يدخُلُ إلى القلب خطوةً خطوة، فلا يهجُم على الإنسان بوساوسه قهرًا، فإذا استسلم المرء لأول خطوة سعى الشيطان لأن يَتبعه ابنُ آدم في الخطوة الثانية، ثم الثالثة، حتى يقع في الحرام؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ )
قال العلماء: (مثال القلب مثال حصنٍ، والشيطان عدو يريد أن يدخل الحصن، فيملِكه ويستولي عليه، ولا يقدر على حفظ الحصن من العدو إلا بحراسة أبواب الحصن، ومداخله ومواضع ثُلَمِه، ولا يقدر على حراسة أبوابه مَن لا يدري أبوابه، فحماية القلب عن وسواس الشيطان واجبةٌ، وهو فرض عين على كل عبد مكلَّف، يتوصل إلى دفع الشيطان إلا بمعرفة مداخله، فصارت معرفة مداخله واجبةً،
◈ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيتُ أن يَقذِف في قلوبكما سوءًا - أو قال - شيئًا))
◈ التسرع والعجلة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((التأني من الله، والعجلة من الشيطان))
◈ ومن مداخله ومداخل الإنسي في تخويف الانسان : الحرص على الدنيا والخوف من الفقر؛ قال تعالى : ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ﴾ ومن ذلك الاسترسال في الشهوات والمباحات؛ قال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا )
◈ والحقد والحسد (التحريش)، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الشيطان قد أَيِسَ أن يعبُدَه المصلُّون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم)) قال النووي: ولكنه سعى في التحريش بينهم بالخصومات والشحناء والحروب والفتن ونحوها
◈ ومدخل الشيطان صدر الانسان : ﴿فِي صُدُورِ النَّاسِ﴾: إيضاح لمواطن اجتهادِ الشيطان؛ حيث يصبُّ وسوستَه في قلب المرءِ ليُحوِّله إليه، بدليل افساده لصلاة المنافقين , تدبَّر كيف أفسد الشيطان صلاة المنافقين؛ حيث قال سبحانه: ﴿وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ ففساد القلب أدى إلى فساد العبادة، وحِيلُ الشيطان في هذا الأمر كثيرة، فهو يُزيِّن للمرء الشهوات والملذَّات؛ حتى يصرِفَ قلبه عن الطاعات؛ قال سبحانه: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾والحق أن القلب إذا خلَص مما زيَّنه الشيطان له، فقد سلِم.
وكل ماسبق يشترك فيه الإنسي والجني
﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا﴾
فبالوسوسة الجِنية : يلازمه القرين فيصده عن الحق(وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ)
وكذلك الأنسيه : (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)
وهنا يُطرَح تساؤلٌ: لماذا لا نرى الشيطان؟
لأنه ضعيف؛ حيث قال: ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾
ويجاب على ذلك رابعًا بأن الحكمة من عدم رؤيته ظاهرةٌ في تخفيف الابتلاء على العباد،
أما ......
الوسوسة الإنسية شرُّها أكبر من الوسوسة الجِنَّية لأجل المحاكاة؛ لأن الإنسي تظنُّه صديقًا ناصحًا لك فيغرُّك، أما الوسوسة الجنية، فمصدرها وإن كان من الشيطان الرجيم، لكنك لا تراه، فيسهل الإقناع في الأُولى عن الثانية؛ لأن صديق السوء يملِك أن يجالسك ويخالطك ويُحاكيك، فتَأْلَفَه وتتآلفَ معه ما لم تَحترِزْ منه، كما أن الإنسي لا يَخنُس بينما الجني يخنُس عند ذكر الله تعالى، كما أن مجاهدة أصدقاء السوء تتطلب مشقةً أكبر من مجاهدة الشيطان، وذلك لإحاطتهم بالمرء من كل جهة
وقبل ذكر فضائل الإستعاذه , وجب أن نذكر بكيف يتصاغر الشيطان فيصبح كالذباب
وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث أن النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلـم قال: «لَا تَقُلْ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ، تَعَاظَمَ فِي نَفْسِهِ، وَقَالَ: صَرَعْتُهُ بِقُوَّتِي، فَإِذَا قُلْتَ: بِسْمِ اللَّهِ، تَصَاغَرَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ، حَتَّى يَكُونَ أَصْغَرَ مِنَ الذُّبَابِ»
قال ابن كثير: «وفيه دلالة على أن القلب متى ذكر الله تصاغر الشيطان، وغُلِب، وإن لم يذكر الله تعاظم وغلب»
ولنتذكر....
﴿ شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ﴾
وقال تعالى : ﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم ﴾
وقال تعالى: ﴿ وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِين * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُون ﴾
أما فضلها ....
استحباب قراءة المعوذتين والإخلاص صباحًا ومساءً ثلاث مرات وعند المبيت، وعلى المرضى، والمسحورين. روى أبو داود في سننه من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ رضي الله عنه أنه قال : « خَرَجْنَا فِي لَيْلَةِ مَطَرٍ، وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ، نَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلـم لِيُصَلِّيَ لَنَا، فَأَدْرَكْنَاهُ، فَقَالَ: «أَصَلَّيْتُمْ؟» فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، فَقَالَ: «قُلْ»، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: «قُلْ»، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: «قُلْ»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «قُلْ: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد ﴾[الإخلاص:1]، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ، حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ»
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عائشة رضي الله عنها: « أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلـم كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَأَمْسَحُ بِيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا »
وروى البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها : « أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلـم كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا، فَقَرَأَ فِيهِمَا ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد ﴾ و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق ﴾ و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس ﴾، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ، وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ »
وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم عقبة بن عامر بهما وقال: « تَعَوَّذْ بِهِمَا، فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثْلِهِمَا »
الكاتبة : سناء الشاذلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق