انتحار عاشق ( إنحلت ) سلسلة مشاكل وحلول



انتحار عاشق ( إنحلت ) سلسلة مشاكل وحلول

من أصعب القصص التي أقضت  مضجعي  لعشيقه ثلاثينيه أنبها ضميرها بعد انتحار عشيقها العشريني

🔻عرض المشكله
🔻

أنا إمرأة مطلقه تعرفت على شاب عشريني ونشأت بيننا علاقة حب توطدت مع مرور الأيام وتعاهدنا على أن لا نفترق مهما حصل وإذا تفرقنا نموت سويا، وأراد أن نرتبط ففاتح أهله لنتزوج فعارضوه بشده لأنني مطلقه ولدي أبناء، فحزن واكتئب وكإثبات لرجولته التي شعر بإنتهاكها بتحكمهم به ولِما بيننا من اتفاق على الموت أخذه حماس الوفاء بالعهد  بعدما أصر أهله على رفض الزواج  وتوعدوا ووصل الأمر بأن طلبوا مني الإبتعاد ، وفي صبيحة يوم ما وجدوه منتحرا ،،،
والآن  ضميري يؤنبني وقد  عاهدته على الموت فانتحر هو وبقيت أنا،  وأهله يراسلوني يقولون أنت السبب ، ووالدته منهارة وإخوانه يتوعدون بالإنتقام، فهل أفي بوعدي له وانتحر؟ وهل يحق أن يحملني أهله الذنب، ولاأخفيك سرا أني لاأريد الإنتحار ولكن مطاردة أهله لي وضميري الذي يؤرقني وصدمة إنتحاره دفعتني للخوف من آلله وإعلان التوبة فهل لي من توبة؟

🔻
بسط المشكلة🔻

قبل ذكر حكم الإنتحار وأسبابه وعشق المحبين وكيف يهوي بهم
دعيني أخبرك إحقاقا للحق ودون مجاملة،  أنت مخطئه بأن علقتِه بك، كشاب يشق حياته فتعلق  بأول إمراة عشقته عشقا محرما، فأثارت كل جوارحه وأحاسيسه حتى نسي خالقه وأهله،  وبحسب كلامك كان يعاني من قسوة أهله بالتالي تعلق بك لأنه شعر بالإهتمام والإحتواء ، أما وعودك له بالوفاء ففي غير محلها لان الزواج بيده ويد أهله لابيدك، وقد أخطأتِ بالمعاهدة على الموت معا ففي النهايه انتحر هو وبقيت أنتِ والآن تفكري بالإنتحار بحجة أنكِ اتفقتِ معه  فماذا نفعه الإنتحار؟ هل لحقتِ به، ؟ هل لو لحقتِ به ستجتمعان معا وقد ارتكبتم كبيرة من الكبائر وهي الإنتحار الذي ستعذبان به الى يوم القيامه؟ ثم هاأنتِ رغم حبكِ لم تنتحرِ وهذا أكبر دليل على أن ماكنتِ به وهم وردت فعل لما كنت فيه من ضغوط ومالحقك من إحباط بعد الطلاق،  أما عن أمه وأهله الذين يلاحقونك ويدعُون عليك ويرفضون مسامحتك فضعي نفسك مكانهم كيف فجِعوا بولدهم وأنتِ من تسببت بما آل إليه



ولو أراد الله وأسمعنا ماسيقوله العاشق المنتحر لقال: قتلتُ نفسي وظلمتُ نفسي وعذبتُ نفسي وذهبتُ وحدي وحوسبتُ وحدي ولم تلحق بي حبيبتي التي عاهدتني على الموت ولم تتحمل ألمي وألم أهلي

وإن كنتُ أرى أنك ستعيشن معذبة وهذه نتيجة الحب الذي كانت بدايته فوضويه ونهايته مأساوية وصدق من قال : الهوى لمن هوى إن كان الهوى شيطاني،

وسأفرض جدلا إنك عاهدته على الموت سويا وقررتِ الإنتحار!!! وإن كنت أشك في ذلك لأنك لو أردتِ لانتحرت بعده فورا وقد مرت شهور وشهور ولم تفعلي، وياليته حي يرزق ليرى نهاية العشق وماذا فعلت عشيقته التي خافت على نفسها، وسأفرض إنك ستوفينا بعهدك فماذا سينفعك الإنتحار؟ هل هو حل للإجتماع بالعشيق في الجنه؟ أم حل لإنهاء معاناتك؟ ماذا عن معاناة مابعد الموت والتي هي أشد وأبقى؟
لذا فإن أفضل الحلول هي طلب التوبة وقد لمست فيك الرغبة فيها  فنعمت التوبة وبوركت التوبه وأشد يدك على التوبه  فباب التوبه مفتوح ورحمة  الله واسعه( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ) وفي حالاتك لن يقبلك سوى الله إن صدقت في توبتك وكفرت وتصدقت وجاهدتي بالأعمال الصالحه واما مابينك وبين أهله فالله كفيل به لأن الله يغفر كل شي إلا الشرك وظلم الناس


وسأنتقل الآن لأسباب الإنتحار :

تعددت أسبابه والأصل واحد ...

🔸 ضعف الإيمان بالقضاء والقدر

🔸 ضعف الإنسان بحيث يهوى عند أو امتحان
🔸 عدم تعويد النفس على الصبر وتوطينها على المكاره والإبتلاءات
🔸 التعلق الشديد بالناس والدنيا ولو على حساب طاعة الله
🔸 ولاأنسى نشر ثقافة الإلحاد بالمسلسلات والمواقع وفكرة أن الانسان يرتاح من همومه والحقيقة أن وراءه شدة أقوى وأبقى وحياة أخرى

......


وهاهنا نصيحة اوجهها لك ولكل عاشق على اختلافهم فلا فرق بين من عشق جنسا مغايرا او من عشق صديقه او من عشق خمرته أو عشق معصيته فكلهم عبيد لما هووا وعشقوا

إذا المرء لم يغلب هـواه أقامه    بمنزلةٍ فيها العـزيزُ ذليـلٌ
 
فالعاشق عبد لما يعشقه , والعشق يحدث إذا نقص الإيمان ، تماما كما تمرض الأبدان إذا نقصت الصحه
......



وعرف الهوى أحدهم فقال :

"هو أظهر من أن يخفَى، وأخْفى من أن يُرى، كامنٌ كُمون النار في الحَجَر، إن قَدَحته أوْرَى، وإن تركته توارَى!".
 
فاليترك العاشق القَدح فيه؛ ليتوارَى من تلقاء نفسه.
 ......

قال العباس بن الأحنف :

الحب أول ما يكون لجاجة  تأتي به وتسوقه الأقدار حتى إذا اقتحم الفتى لجج الهوى جاءت أمور لا تطاق كبارُ !

فمقدمات العشق الصغيره تختلف عن نتائجه الكبيره
......



ذكر سليمان بن ناصر العبودي في رسالة سماها 
( جواب عابر عن دواء العشق!!) :

الحب الوافد على القلب هو كالنار الصغيرة التي اشتعلت في الموقد، وحطبُها التواصل وتتبع الأخبار وتقليب الذكريات والركون للأفكار الخيالية والأماني البعيدة والأهواء الحالمة! فمن رام التعافي السريع منه فليقطع عنه هذا "المدد" من الحطب، وليسأل الله بإلحاح صادق واستغاثة خاشعة أن يهوّن عليه الألم "الوقتي" الذي سيشتعل في جوفه، حالما تنطفئ هذه النار التي اشتعلت بلا قصد، وحين تمسي هذه النار رمادا فسينفخها بكلتا شفتيه وهو يتعجب ممَّا كان منه آنفا!
......


وصدق من قال :

العشق  (جهل عارض.. صادفَ حركة قلب فارغ!) وهذان المعنيان: (الجهل والفراغ) هما أسباب العشق وبواعثه 
فهما عمودا خيام العاشقين، فإذا سقط أحد العمودين اضمحل العشق وأوشك على الانهيار! لذلك يقول الرافعي: (ينظر الحب دائما بعين واحدة، فيرى جانبا ويعمى عن جانب، ولا ينظر بعينيه معا إلا حين يريد أن يتبين طريقه لينصرف!).
......

ويقول أبو الطيب :

مما أضرَّ بأهل العشق أنهمُ
هَوَوا وما عرفوا الدنيا وما فطنوا
......

﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ﴾ قال العلامة السعدي رحمه الله: "فما هواه سلكه، سواء كان يرضي الله أم يسخطه".
......


حكم الانتحار :

فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) رواه البخاري ( 5442 ) ومسلم ( 109 ) .


وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( مَن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة ) رواه البخاري ( 5700 ) ومسلم ( 110 ) .

وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكيناً فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات . قال الله تعالى : بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة ) رواه البخاري ( 3276 ) ومسلم ( 113 )

خاتمه..

سبحان الله ناس تتمنى الحياة في لحظاتها الأخيره
وناس تنهي حياتها بكل سهوله

_____

فيديو :




الكاتبة : سناء الشاذلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونةسناء الشاذلي2017