المرأة السوداء يفقدُها النبي، ويقتلُها العنصُري






المرأة السوداء يفقدُها النبي، ويقتلُها العنصُري 
 
جَبَلَةُ بنُ الأيهم آخرَ أمراء بني غسَّان، وكان حديثَ عهدٍ بالإسلام، وجاء مكة ليَحجَّ أو يعتمرَ، وفي أثناء طوافه بالبيت الحرام وَطِئ إزارَه رجلٌ من بني فَزَارةَ، وغضب الأميرُ الغسَّاني لذلك، فلطَمه لطمةً قاسيةً هَشَمت أنفَه، فأسرع الفزاريُّ إلى أمير المؤمنين عمرَ بنِ الخطاب رضى الله عنه يشكو إليه ما حلَّ به، فأرسل الفاروق إلى جَبَلة يدعوه إليه، ثم سأله فأقرَّ بما حدث، فقال له عمر: ماذا دعاك يا جَبَلة لأَنْ تظلمَ أخاك هذا، فتهشَم أنفَه؟ فأجاب بأنه قد ترفَّق كثيرًا بهذا البدوي، وأنه لولا حرمةُ البيت الحرام لقَتَلَه، فقال له عمر: لقد أقرَرْتَ، فإما أن تُرضِيَ الرجلَ، وإما أن أقتصَّ له منك. وزادَت دهشةُ جَبَلة بن الأيهم لكل هذا الذي يجري، وقال: وكيف ذلك وهو سُوقَةٌ وأنا ملِك؟! فقال عمر: إن الإسلام قد سوَّى بينكما، فقال الأمير الغسَّاني: لقد ظَنَنْتُ يا أميرَ المؤمنين أن أكونَ في الإسلام أعزَّ مني في الجاهلية! فقال الفاروق: دَعْ عنك هذا، فإنك إن لم ترضِ الرجلَ اقتصَصْتُ له منك، فقال جَبَلة : إذًا أتنصَّر! فقال عمر: إذا تنصَّرْتَ ضربتُ عنقَك؛ لأنك أسلمت، فإن ارتدَدْتَ قتلتُك . ولم يُطِقْ جَبَلة أن يُقتَصَّ منه، فما كان منه إلا أن أخَذَ قرارَ الفرار والتنصُّر؛ فخسر دينَه ودنياه.
 
كم من جبله ابن الأيهم بيننا ؟!!!
 
وكم من متعنصر يتفاخر بالعرق والنسب واللون والجنس والمذهب ؟!!!!
 
 
 
إن العنصرية ليست وليدة اللحظة بل ولدت مع إبليس اللعين الذي رفض أن يسجد لآدم فمن وجهة نظره أنه أفضل منه خلقا وعرقا ونوعا فقال ( أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ  ) وأعترض مستكبرا على من كرَم بني آدم ( أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ) ففرَق بين الطين والنار وجعلهما أصلا للتفاخر ، كما يُفَرِق الآن كثير من الناس بين الأسود والأبيض ، الفقير والغني ،  وبين عربي وعربي ، وعربي وعجمي !!! إذا إبليس رأس العنصرية التي أججت صراعا لا ينتهي إلى أن تقوم الساعة بينه وبين بني آدم وأتباعه الذين يقلدونه في عنصريته سيأججون صراعات لاتنتهي 
 
أما هو فقال متعنصرا ( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ) أما أتباع ابليس العنصريين فقالوا (  نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا ) فهم من جهة يشبهونه بمخالفة أمر الله في خلقه حيث قال  وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ) وقال ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ )
 
كل ابن آدم كريم عند الله فيأتي رأس العنصرية وأتباعه يخالفون خلق الله الذي كرم بني آدم فيهونونه ويحقرونه ومن جهة ثانية يؤججون صراعات وعداوات ينتج عنها حروب وضغائن وعداوات فيخسروا في الدنيا ويخسروا في الآخرة لأن الله يقول للمستكبر المتعنصر ( ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ )
 
ويتوالى اتباع ابليس من شياطين الإنس والجن 
 
◎ فيقول قوم نوح لنوح عليه السلام (أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ) فمن وجهة نظرهم العنصرية أن أتباع نوح من الأراذل السفلة ولايرتقوا لعلية القوم 
 
◎ ثم عنصرية اليهود ( نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ) ويصفون غيرهم  بالجهلة الأُمِين الذين لاسبيل لهم علينا ولا تربطنا علاقة بهم فقالوا(  لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ )
 
◎ وجاء فرعون فقال موسى عليه السلام  ضعيف لايملك قصورا وأموالا وجاها فكيف وقد جمع مع هذا عدم إبانة الكلام بسبب تأتهته فقال ( أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ) وتفاخر بأمواله وجنوده واستضعف فقر موسى فقال متعنصرا ( وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي )
 
◎ تماما كصاحب الجنتين الذي تعنصر بأمواله فقال متعاليا على صاحبه ( أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا  ) ووصلت به العنصرية للآخرة , وقال عن جنته ( مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا )
 
أما  كفار قريش فقد شابهت عنصريتهم  كثيرا عنصرية ابليس فقالوا مستنكرين  بعثة محمد صلى الله عليه وسلم 
( أَهَٰذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا )!!! تماما كما قال ابليس 
هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ )!!؟؟ 
 
ونماذج كثيره لاحصر لها تبين أصل العنصرية 
ومخاطرها وأسبابها ونتائجها 
 
حتى جاء الإسلام فنهى نهيا صريحا بينا وساوى بين البشر 
وقال( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) وليس أكرمكم أغناكم وأجملكم وأفضلكم لونا وعرقا 
 
 
 
لكن شعوبا كثيرة أبت إلا أن تنتهج عنصرية إبليس 
فنسمع أنا خير من الحضري 
أنا خير من البدوي 
أنا خير من المصري 
أنا خير من الخليجي 
أنا خير من الشامي واليمني 
أنا أنا أنا أنا 
كما قال إبليس أنا خير من بني آدم
 
فلماذا لانقول جميعا ونمتثل قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ( دعوها فإنها منتنه ) وهي دعوة جاهلية تجر لصراعات لا قبل لنا بها حتى تحولت الصراعات من العرق والجنس والطبقية للتحزب البغيض بلا دليل فقط من أجل العنصرية !!! فقط من أجل أنا خير منه 

 
أنا مسالم 
أنا بريئ 
أنا مخلص 
فلان داعشي 
وهابي 
خائن 
إرهابي 
يعني عنصرية وإفك مبين
 
وحتى وصلت ذروتها في زماننا بين الأبيض والأسود كعنصرية قديمة متجددة شرقا وغربا 
 

وماأجمل أن يسود العالم سماحة ومساواة الإسلام للكل 
 
 
 
ماأجمل أن يسمع السود في أمريكا والبيض كيف تفقد النبي صلى الله عليه وسلم المرأة السوداء التي تنظف الجامع , ووصفها بالسوداء تميزا لها ولعملها كصفة محمودة لامذمومة كما يرى البعض فقال حين فقدها أين هي..؟  فقالوا : ماتت ،  فحزن أن لم يشهد جنازة المرأة السوداء 
 
هذا هو النبي صلى الله عليه وسلم الذي يصفونه الغرب أنفسهم بصفات لا تليق به هذا النبي يتفقد المرأة السوداء 
 
النبي صلى الله عليه وسلم يُحي ذكرها ويزورها في قبرها  ويصلي عليها بعد دفنها ويكرمها وفي الغرب يقتل الأسود ويهان

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: فَقَدَ النبي صلى الله عليه وسلم امرأةً سوداء كانت تلتقط الخِرَق والعيدان من المسجد، فقال: ((أين فلانة؟))، قالوا: ماتت، قال: ((أفلا آذنتموني؟!))، قالوا: ماتت مِن الليل ودُفنتْ؛ فكرِهنا أن نوقظك، فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قبرها، فصلى عليها وقال: ((إذا مات أحد من المسلمين، فلا تدَعُوا أن تُؤذِنوني))
 
 
 
 
 
___________________
 
فيديو :





الكاتبة : سناء الشاذلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونةسناء الشاذلي2017