ادع بدعاء نبيك قبل حجك , الطريق إلى عرفة 5




ادع بدعاء نبيك قبل حجك، الطريق إلى عرفة 5
 وفضل الليال العشرة
 
على كل حاج أن يستشعر مقاصد الحج، ويستحضر التقوى في الحج، ويطهر نيته.. قبل أن يتعلم أركان، وواجبات، وسنن الحج، ويحج كما حج النبي صلى الله عليه وسلم، ( خذوا عني مناسككم)
ولأن الحج أعظم مافيه والغاية والهدف الأساسي لشعيرته.. الإخلاص من كل شوائب الشرك، والبدع، والنفاق، والشرك بنوعيه الأصغر والأكبر، ولحرص النبي صلى الله عليه وسلم على أمته أن يكونوا على محجة بيضاء صافيه خالصة دعاهم لهذا الدعاء قبل الحج. 
 - " اللهم هذه حجة لا رياء فيها و لا سمعة "
 الألباني في " السلسلة الصحيحة " 
 من رواية الربيع بن صبيح عن يزيد بن أبان عنه قال :
حج رسول الله صلى الله عليه وسلم على رحل رث ، و عليه قطيفة لا تساوي أربعة دراهم ، فقال :
" اللهم اجعله حجا ، لا رياء فيه و لا سمعة "  الترمذي 
 
فالرياء يبطل العمل، 
 
عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سمَّع سمَّع الله به، ومن يرائي يرائي الله به))؛ متفق عليه.
 
 وصاحب السمعة ومريد الشهرة أدخل على حجه شوائب هو في غنى عنها، ربما أبطلت عمله كله، وربما أحدث في عمله خللا فأضحى ناقصا، والرياء شرك أصغر يبطل العمل إذا سبق العمل بالكلية، أي كانت النية مسبقا من أجل الرياء والسمعة،
 
أو يبطله في المسألة التي دخل فيها الرياء خاصة، كمن يصور نفسه عمدا في سجوده وطوافه،
 
فحرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يوجه أمته بداية من الرياء ليتأهب الحاج لحجه مسبقا بلا رياء وسمعة فتستمر معه هذه النية كلما طرأ عليه طارئ السمعة والرياء
 
والقرآن يوصي رسولنا صلى الله عليه وسلم بالإخلاص، ويحذره من الرياء، والرسول صلى الله عليه وسلم يوصينا بالإخلاص ويحذرنا من الرياء
فهذه سورة الكهف تبدأ بالإخلاص وتنتهي به :
 
( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا )
 
 أي أخلص عملا
 
وفي ختامها :
 
 : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) الكهف/110 أي عملا مخلصا
 

 

وهذه وصية من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم في الحذر من الرياء( إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ . قَالُوا : وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : الرِّيَاءُ
رواه أحمد في "المسند" (  وصححه الألباني في "صحيح الجامع" 
 
ومن مظاهر الرياء التي يقع فيها الحاج قصدا أو عمدا
التصوير في كل حين، من حين إحرامه لنزوله، غير مكترث ولا خائف من الرياء الذي خاف منه النبي صلى الله عليه وسلم،
 
إلا إذا أراد بالتصوير إظهار عزة الإسلام، وشعائره، وقوة المسلمين وفرحتهم، وتآلفهم، وإخاءهم، على أن يكون تصويرا عاما لايشغله عن العبادة، ولا يدخله في متاهات التوثيق لكل شيء، صلاته، وتسبيحه، وتهليله، وتلبيته، فينصرف بهذا عن الهدف الأسمى، فتنزلق قدمه في مهالك الرياء دون أن يشعر، وإن سلم من الرياء فلن يسلم من ضياع الأوقات، في غير ذكر الله
ولقد رأيت من يترك ساعة الإجابة في عرفة، ويتلهى بتصوير السنابات والصور الجماعية غير مكترث ولا خائف من الرياء، رغم خوف النبي صلى الله عليه وسلم منه وتحذيره، وماذاك إلا لسلامة التوحيد! وماذاك إلا لتقلب النية والقلوب،
وبعض المشاهير والمعروفين يقفون فرحين مصورين لأنفسهم ناشرين ذلك على مواقع التواصل وكأنهم أتو بما لم يأت به الآخرون، وكأنهم يتباهون بعبادة مفروضة متناسين أن أعظم ما تثقل به الموازين العبادة الخفية لما فيها من إخلاص
وأن ( قل هو الله أحد) يجب أن لايدخل فيها أي أحد بهدف السمعة 
 
وعلى ماسبق يتبين الجمع بين خوف النبي صلى الله عليه وسلم على حجته من الرياء.. وبين بعض من يصور للفائدة دون إسراف وإنشغال عن شعيرة عظيمة
 
،  قال الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر:
 
وَقَدْ يُمْدَحُ الْإِظْهَارُ فِيمَا يَتَعَذَّرُ الْإِسْرَارُ فِيهِ كَالْغَزْوِ وَالْحَجِّ وَالْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَةِ، فَالْإِظْهَارُ الْمُبَادَرَةُ إلَيْهِ، وَإِظْهَارُ الرَّغْبَةِ فِيهِ لِلتَّحْرِيضِ بِشَرْطِ أَنْ لَا يَكُونَ فِيهِ شَائِبَةُ رِيَاءٍ، وَالْحَاصِلُ:
 
أَنَّهُ مَتَى خَلَصَ الْعَمَلُ مِنْ تِلْكَ الشَّوَائِبِ وَلَمْ يَكُنْ فِي إظْهَارِهِ إيذَاءٌ لِأَحَدٍ فَإِنْ كَانَ فِيهِ حَمْلٌ لِلنَّاسِ عَلَى الِاقْتِدَاءِ وَالتَّأَسِّي بِهِ فِي فِعْلِهِ ذَلِكَ الْخَيْرَ وَالْمُبَادَرَةِ إلَيْهِ لِكَوْنِهِ مِنْ الْعُلَمَاءِ أَوْ الصُّلَحَاءِ الَّذِينَ تُبَادِرُ الْكَافَّةُ إلَى الِاقْتِدَاءِ بِهِمْ، فَالْإِظْهَارُ أَفْضَلُ لِأَنَّهُ مَقَامُ الْأَنْبِيَاءِ وَوُرَّاثِهِمْ وَلَا يُخَصُّونَ إلَّا بِالْأَكْمَلِ، وَلِأَنَّ نَفْعَهُ مُتَعَدٍّ وَلِقَوْلِهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: «مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ يَعْمَلُ بِهَا إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» ، وَإِنْ اخْتَلَّ شَرْطٌ مِنْ ذَلِكَ فَالْإِسْرَارُ أَفْضَلُ.
 
قاعدة في الإخلاص :
 
رجل يسكن الدور العاشر.. وصل لمنزله  بعد يوم شاق من العمل، دخل فوجد المصعد معطلا، فصعد الدرج وفي كل عتبة يرتاح قليلا، حتى وصل لشقته في الدور العاشر، ليكتشف أن مفتاح الشقة نسيه في السيارة! لقد ذهبت العشرة أدوار سدى! هذا تماما مايحدث لتارك الإخلاص( فاعبد الله مخلصا له الدين)

ملف شامل  .. اضغطي هنا

ادع بدعاء نبيك قبل حجك
 
سناء الشاذلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونةسناء الشاذلي2017