أجر رمي الجمرات .. الطريق إلى عرفة 13
وفضل الليال العشرة
_أرجم شيطانك هذا هو الهدف الأسمى من رمي الجمرات في أيام التشريق
_أرجم عدو الله وعدوك ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا )
_أرجم شيطانك بيدك ليكون صاغرا ذليلا لما يرى من إمتثالك لأمر الله وكذلك أرجمه بطاعتك طوال العام لإمتثالك لأمر الله
_إرجم شيطانك ليبلغ رجمك الآخرين كما بلغهم رجم إبراهيم عليه السلام للشيطان، فتيقنوا أن الرجم الحقيقي قبل أن يكون باليد.. بالإعراض قلبيا عن الإستجابة لوسوسة الشيطان، وتزينه للباطل، بصرف العبد عن آوامر الله
وأنهم قادرون على ذلك
_إرجم شيطانك بصده عن الوسوسة، وإن استجبت وضعفت فعد إلى الله بالتوبة.. فآدم حين استجاب ( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ ) وأكل من الشجرة.. ندم وتاب َ ورجمه بالتوبة( فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ )
_إرجم شيطانك فإن كنت قادرا على رجمه في ثلاثة أيام، فأنت قادر على رجمه طوال العام حتى ينتهي عمرك، وإن غلبك فأغلبه بالإستجابة لله، أما علمت أنه لايتركك حتى عند سكرات الموت،
_أرجم شيطانك فهو لاييأس أبدا.. و إلا مااعترض إبراهيم عليه السلام ثلاث مرات ليصرفه عن السمع والطاعة لله، واستعن بالله كما فعل أبوك إبراهيم، فكلما تعرض له رجمه حتى ساخ في الأرض
_إرجم شيطانك دون أن تعتقد أنه مربوط عند الجمرات، فهو حقيقة مربوط مع كل إنسان ويجري في دمه. ورجمه هناك كرمز لإمتثال أمر الله ودحر الشيطان، لك كحاج ولكل عبد آمن بمناسك الحج ومنها رمي الجمرات
_إرجم شيطانك وتذكر عداوته وكيف يتربص بك في كل لحظة وكيف هدد وتوعد، فكن أقوى منه ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) ( لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ) فاقعد أنت له قبل أن يقعد لك
_إرجم شيطانك في كل خطواتك، وخاصة خطوات رمي الجمرات، ولاتتبع خطواته( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ )
ومامعنى الجمرة : مأخوذه من التجمر أي التجمع.. مكان الجمع
أما فضائل رمي الجمار فكالآتي :
- الحديـث الأوّل : حديث ابن عمر رضي الله عنه الصّحيح ":(( وَإِذَا رَمَى الجِمَارَ لاَ يَدْرِي أَحَدٌ مَا لَهُ حَتَّى يُوَفَّاهُ يَوْمَ القِيَامَةِ )). لفظ ابن حبّان،
ولفظ البزّار:(( وَأَمَّا رَمْيُكَ الجِمَارَ فَلَكَ بِكُلِّ حَصَاةٍ رَمَيْتَهَا تَكْفِيرُ كَبِيرَةٍ مِنَ المُوبِقَاتِ )).·
والمعنى:
- أنّ الله ادّخر له من الأجر العظيم، والخير العميم، ما لا يمكن إحصاؤه، ولا يُستطاع استقصاؤه، فقال صلّى الله عليه وسلّم :
(( وَإِذَا رَمَى الجِمَارَ لاَ يَدْرِي أَحَدٌ مَا لَهُ ))،
وفي رواية قال:
(( وَأَمَّا رَمْيُكَ الجِمَارَ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ:{ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } )).
- أنّه من مكفّرات الذّنوب حتّى الكبائر: حيث قال صلّى الله عليه وسلّم : (( فَلَكَ بِكُلِّ حَصَاةٍ رَمَيْتَهَا تَكْفِيرُ كَبِيرَةٍ مِنَ المُوبِقَاتِ )).من أجل ذلك كان الأفضل والأكمل والأكثر أجرا هو أن يبقى الحاجّ أيّام التّشريق كلّها بمنًى، حتّى يكون مجموع ما رماه في حجّه سبعين حصاةً كاملة، أمّا لو تعجّل فلم يبقَ بها إلاّ يومين فإنّه لا يرمِي إلاّ تسعا وأربعين.
- أنّه إحياءٌ لسنّة خليل الرّحمن، وإمام الحنفاء إبراهيم عليه السّلام، وفي ذلك ساق الحديث التّالي.
- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( لَمَّا أَتَى إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللهِ عليه السّلام المَنَاسِكَ عَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ عِنْدَ جَمْرَةِ العَقَبَةِ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، حَتَّى سَاخَ فِي الأَرْضِ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْدَ الجَمْرَةِ الثَّانِيَةِ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، حَتَّى سَاخَ فِي الأَرْضِ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْدَ الجَمْرَةِ الثَّالِثَةِ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى سَاخَ فِي الأَرْضِ )). قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنه : " الشَّيْطَانَ تَرْجُمُونَ، وَمِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ تَتَّبِعُونَ ".
[رواه ابن خزيمة في "صحيحه"، والحاكم واللّفظ له، وقال: "صحيح على شرطهما"].
وروى البزار أيضًا بسندٍ صحيح من رواية عبدالله بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا رميت الجمار كان لك نورا يوم القيامة
طريقة الرمي :
أولا : جمرة العقبة الكبرى
جمرة العقبة : هي أول الجمرات رمياً ، وتُرمى يوم العيد بعد طلوع الشمس . ويجوز للضعفاء من النساء والصبيان وغيرهم من الضعفاء أن يرموها ليلة العيد ( آخر الليل ) ، لأن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها كانت ترتقب غروب القمر ليلة العيد فإذا غاب دفعت من مزدلفة إلى منى ورمت الجمرة .
آخر وقت رمي جمرة العقبة :
يمتد وقت رمي جمرة العقبة إلى غروب شمس يوم العيد . ولا حرج لمن أخره إلى آخر الليل نظراً لشدة الزحام أو كان بعيداً عن الجمرات ، ولكنه لا يؤخره إلى طلوع الفجر من اليوم الحادي عشر .
ثانياً : الرمي في أيام التشريق ( 11 ، 12 ، 13 )
ابتداء الرمي :
يبدأ الرمي في أيام التشريق من زوال الشمس ( أي دخول وقت صلاة الظهر ) .
انتهاؤه :
ينتهي وقت الرمي إلى آخر الليل ، فإذا كان مشقة وزحام وغيره فلا بأس أن يرمي بالليل إلى طلوع الفجر ولا يحل تأخيره إلى ما بعد الفجر . ولا يحل الرمي في اليوم الحادي عشر والثاني عشر ، والثالث عشر قبل الزوال ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرم إلا بعد الزوال ، وقال للناس : " خذوا عني مناسككم " وكون الرسول صلى الله عليه وسلم يؤخر الرمي ـ إلى هذا الوقت ـ مع أنه في شدّة الحر ، ويدع أول النهار مع أنه أبرد وأيسر ، دليل على أنه لا يحل الرمي قبل هذا الوقت ، ويدل لذلك أيضاً أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرمي من حين تزول الشمس قبل أن يصلي الظهر ، وهذا دليل على أنه لا يحل أن يرمي قبل الزوال وإلا لكان الرمي قبل الزوال أفضل ، لأجل أن يصلي الصلاة ـ صلاة الظهر ـ في أوّل وقتها ، لأن الصلاة في أول وقتها أفضل ، والحاصل أن الأدلة تدل على أن الرمي في أيام التشريق لا يجوز قبل الزوال
معنى عقبة :
ملاحظة : التحلل من الإحرام بعد الرمي أو بعد طواف الإفاضة
سناء الشاذلي
سناء الشاذلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق