الإغتصاب العالمي.. والإغتصاب الجماعي.. والإغتصاب الفردي.. والإغتصاب الحربي.. والإغتصاب المحارمي.. تعددت المسميات والإغتصاب واحد..
في الإغتصاب رسالة موجهة للنساء خاصة.. تقول لهن: أنتن الهدف فكن الأقوى.. فلا لإستغلالكن.. تضامن.. وكن على وعي بما يحاك لكن
فَالمرأة الأضعف دوما.. وتحاول أن تنصفها المؤسسات الحقوقية.. والمنظمات الدولية.. والتشريعات المحلية القانونية والدينية.. لكنها مازالت الأضعف.. فإستغلالها جسديا.. ونفسيا.. وجنسيا.. وتجاريا.. ودعائيا بات ظاهرة عالمية.. بيدها وبيد من يستغلها.. ولو كل النساء على إختلاف دياناتهم وأعرافهم طبقن دساتير ديانتهن لتقلص الإتجار بهن.. ليست المسلمة فقط بل حتى النصرانية واليهوديه والهندوسية لو طبقن ماجاء في دينهن من حشمة وخوف وحياء لما أستغلهن الرجال، وكذلك الرجال لو طبقن مايأمرهم به دينهم لما تجرأن على النساء.. وبعد الدين تأتي الرحمة والرجولة
من الخليج للمحيط عربيا وغربيا..
وسأبدأ بعربيا وإسلاميا.. فمن المؤسف أن أفرادا تربوا على
(ولا تَعْتَدُوا) يعتدوا
كيف لا..
وقد غدا الإغتصاب الجماعي ظاهرة في مجتمعات إسلامية تربت على النخوة والحفاظ على الأعراض للغريب والقريب.. فماالذي حدث!؟ ولماذا حدث؟
الذي حدث أن عام 1439 ختم به أبشع جرائم الإغتصاب الجماعي.. في المغرب وتونس.. وقبل ذكر حادثتي المغرب وتونس
تأملوا معي إحصائيات الإغتصاب بمصر
ففي مصر ووفقا لدراسة أجرتها تومسون رويتز عام 2013 أن 20 ألف إمرأة تعرضن للإغتصاب أي بمعدل إمرأتين كل ساعة!
.. وطفلة البامبرز كما أشتهرت في مصر خير شاهد.. بعد أن خطفها مغتصبها ثم أعادها بعد نزف شديد أدى لتهتك غشاء البكاره( ماذا عن مابعد عام 2014)؟
وفي الأردن..
صدر تقرير عن المعلومات الجنائية بالأردن عام 2017
يشير أن العاطلين عن العمل ارتكبوا 2678 جريمة ومنها الإغتصاب.. والعطالة ترتبط بالجرائم لفراغ صاحبها.. علما أن كبار الموظفين يرتكبونها أيضا
ويشمل الإغتصاب.. إغتصاب المحارم.. كعضو أضعف وأأمن للمغتصب بعيدا عن الأعين..
.. ولعل جريمة مغتصب إبنته في الأردن وفضحه بعد إجهاضها وموتها أبرز تلك الجرائم
وللخليج نصيب أيضا من جرائم الإغتصاب.. خاصة إغتصاب المحارم.. غير أن التقرير الإحصائي يشير إلى أن أقل معدلات الإغتصاب في السعودية واليمن والسودان.. إلا جنوب السودان بسبب الحروب والنزاعات..
ففي السعودية أعدم مغتصب القاصرات بجده والذي كان يستدرجهن ويعذبهن ويجبرهن على مشاهدة البرامج الإباحية.. والمسكر ومن ثم إلقاءهن في الشارع حدث هذا عام 1432
وليست الهند وباكستان بمنأى عن جرائم الإغتصاب بل أن أعلى معدلات إغتصاب الهند بعد الدول الغربية
والطفلة زينب الأنصاري نموذج على هذا بعد أن خطفها وأغتصبها وقتلها مغتصبها في باكستان وألقاها بين الحقول
إذا الإغتصاب أضحى ظاهرة عالمية.. تبين مدى ضعف النساء والفتيات خاصة والأطفال عامة من المحيط إلى الخليج.. ويبين مدى ضعف بعض القوانيين التي تقف أحيانا ضد الضحية مما تسبب في إنتشاره.. وحين أقول للمحيط أعني به أيضا دول أمركا وأوروبا وهذا ماسأوضحه لاحقا
وبالعودة لجريمتي المغرب وتونس اللتين ختم بهما عام 1439
ففي المغرب.. حدثت جريمة بشعة لإختطاف خديجه ذات ال17 عاما وتناوب على إغتصابها وتعذيبها بالحرق والوشوم في جسدها لمدة شهرين
تختطف فتاة ال 15 عاما قصرا من أمام منزل ذويها بعد محاولة فاشلة لخطف الأم ومقاومة للجدة التي حاولت مساعدة حفيدتها فلحقها الضرب من قبل المختطفين.. مايدل على تخطيهم لكل الأعراف والقوانين.. في حالة شبه جنونية
... أما لماذا حدث هذا..
فأولا :
وهو الأهم في نظري.. هو الإعلام الجنسي الموجه بشكل مدروس وممنهج على كافة الأصعدة وبكل الوسائل.. فبعدما كان عبر المجلات والأفلام علنا وسرا.. أصبح علنا في كل الوسائل وفي كل دولة.. بتوجيه ماسوني يسعى لبهيمية البشر.. عبر دور الإعلام اليهودية.. مما يستدعي تثقيف الناس وتوعيتهم بخطورة السعار الجنسي
ثانيا :
الأفلام الإباحية وانتشارها كإنتشار الهشيم في النار.. وسهولة تداولها.. مع عدم القدرة على الزواج وغلاء المهور مما يستدعي التدخل السريع لحل هذه الأزمات.
ولا يخفى ما لهذه الأفلام الإباحية من تهيج فضلا عن مفعولها الذي يشبه مفعول الخمر.. والحل بغلق المواقع الإباحية من قبل الإتصلات التقنية.. مع تحذير الأبناء من مغبة إدمانها وتربية ضميرهم على مراقبة الله
ثالثا :
المخدرات.. والحشيش.. والحبوب بأنواعها.. أحد أسباب الإغتصاب الفردي والجماعي.. فالحكومات التي لاتكافحها كما يجب ستقع فريسة ولابد.. وسيكون الخاسر هو النساء والأطفال...؟
رابعا :
الهيمنة الذكورية فكثير من المغتصبين يشعرون بالبطولة والقوة لسيطرتهم على المغتصبة بغض النظر عن المتعة فهذه آخر أسباب الإغتصاب.. فكيف لو أتصف المغتصب بصفة السادية.. والتلذذ بالتعذيب كما حصل في حادثتي المغرب وتونس
خامسا :
الفقر وطول المدة يستسهل المغتصب الخطف رغم إنتشار بنات الهوى وبيوت الدعارة في بلاده.. لكلفة بنات الهوى.. ومحدودية الوقت.. أما مع مغتصبته فلا مقابل مادي يتكلفه.. ولا محدودية لوقف مع كامل السيطرة
سادساً :
إهمال التربية دينيا وأخلاقيا لكلا الجنسين فالرجل يتربى على أن لا شيء يعيبه مهما فعل.. والفتاة بدأت تتربى على التبرج وحب الظهور والتصوير.. هذا غير تشجيع بعض الأهل على المودل. كعارضة أزياء.. وعلى اللقطات المثيرة للغرائز.. وبالتالي الضحية ربما كانت بعيدة تماما عن هذا الوسط العفن.. والسبب هو هذا الوسط..
سابعا :
وهو أهمهم وأولهم ويجمع كل السابق.. البعد عن الله.. والتلبس بملبوس الشيطان وخطواته.. فلو قارنا بين الحياة العربية قبل مائة سنة.. والآن لوجدنا بونا شاسعا.. علما أن الجهل بالدين كان منتشرا لكن الخوف من الله كان موجودا.. والأسس الدينية كانت مركوزة في النفوس.. هذا في العالم العربي والإسلامي.. أما الغربي.. فكان أيضا من ضمن أخلاقياتهم ودينهم إلا في الحروب التي أستغل فيها النساء إستغلالا مهينا.. ثم تراجع عدد المتدينين في العالمين الإسلامي والمسيحي فأصبح الإغتصاب ظاهرة عالمية الفردي والجماعي
ثامنا:
التربية على العنف.. ومشاهد الإنحلال.. والتعرض في الصغر للتحرش الجنسي.. والإغتصاب، مما يثير في غريزته الشبق الجنسي.. أو الشذوذ والإنحرافات الجنسية.. والتربية على الإذلال والمهانة مما يدفع الإنسان للإنتقام في الكبر وتعويض شعوره بالنقص..
تاسعا :
الإغتصاب الإنتقامي.. إذ نلاحظ أن أحد أسباب الإغتصاب الإنتقام والحقد على المعتدي.. كالتي استدرجت جارتها بضغط من زوجها الذي اكتشف خيانتها مع زوج الضحية الجارة.. فاستدرجها من قبل زوجته لينتقم من الزوج الخائن في إحدى الدول العربية
عاشرا :
من يتشدقون بالحرية ويطالبون بالتحرر من ثوابت الدين.. وأن أحد أشكال العنف والإغتصاب هو التشدد الديني.. وأن الإختلاط سيحد من ظاهرة التحرش الجنسي والإغتصاب.. إلى كل المتشدقين.. والمصدقين لهذا سأنشر في الجزء الثاني للمقال أكبر وأفظع إغتصاب جماعي.. في نانجنغ.. والحربين العالميتين..
أن السعار الجنسي.. والرغبة الجامحة للنساء قوية حتى من قبل إنتشار الأفلام الإباحية لسيطرة وهيمنة الرجل وإنجذابه نحو المرأة.. ( لذا أمرها الشرع بالتستر وعدم التعرض للرجل الذي ربما كان ذئبا بشريا)
وكما قلت هي ظاهرة لها أسبابها وعالمية لم تحل بالشكل المطلوب.. ليصبح الإغتصاب عالميا.. يرسل رسالة للنساء
... مفادها كن أقوياء لاتسمحن لأحد بإستغلال أجسادكن.. تضامن من أجل العفاف والإحتشام ولا تسمحن بأن تكن. ضحايا لكونكن نساء.. فقط
... وقفة.. العودة للدين هو الحل
سناء الشاذلي