لاتضاروهن _ ورقة عمل من الداعية سناء الشاذلي

( لا تضاروهن )

 ورقة عمل مقدمة من الداعية سناء الشاذلي لمؤتمر :

( العنف ضد المرأة ) 

_يحتوي القرآن الكريم والسنة النبوية المرأة إحتواء متكاملا لتعزيزها من الجوانب الشخصية والنفسية والأسرية والتربوية 
ونبه على حقوقها والوقوف بجانبها وحمايتها من جميع أشكال العنف في سور عدة أولها سورة البقرة والنساء الكبرى والنساء الصغرى والنور والأحزاب والمجادلة والتحريم 
وذكر عدة نماذج لنساء تعرضن للعنف ثم بين الأثر والعلاج

_وأول نموذج هو لتلك الطفلة المجهولة التي نهى الإسلام عن قتلها لمجرد أنها أنثى( وإذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت) وكان هذا أعظم عنف تتعرض له الأنثى 

_فإمرأة فرعون :
حبسها زوجها وعذبها تحت الشمس الحارقة ولأنه الحاكم ولاحكم عليه عوضها الله بعد التعنيف ببيت في الجنة

( رب ابن لي عندك بيت في الجنة ونجني من فرعون وعمله)

_ونموذج آخر لإمرأة عنفت نفسيا هي (خوله بنت ثعلبة) فحين هددها زوجها بأنت علي كظهر أمي!  رفعت شكواها للنبي صلى الله عليه وسلم فاستجاب الله لها وأنزل العلاج المناسب لرفع الضيم والحيف عنها(قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها)

_وهذه إمرأة عنفت عنفا إجتماعيا ولفظيا فأنزل الله أثر هذا العنف وإستئصاله فورا حماية لكل إمرأة إنها (أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها) في حديث الإفك
( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم )

_أما الطاهرة العذراء مريم ابنت عمران فقد بين القرآن كيف حماها من تهمة القذف قبل وبعد الولادة فقبلها قال لهذة المرأة : 
(لا تحزني) وبعدها أنطق رضيعها تبرئة لأمه (إني عبدالله) للتأكيد على حرص الإسلام على المحصنات من النيل منهن لا كما يفعل بعض الأزواج بعد الطلاق من الوقوع في عرض زوجاتهن

_تلك نماذج لنساء تعرضن للعنف بأشكاله 

# وللنتقل الآن للاءات النسائية 
الموجهة للرجال والتي تنهاهم عن بخس حق المرأة وتعنيفها 

1_ ( ولا تقربوهن حتى يطهرن )
ثم عقب النهي ( فأتوهن من حيث أمركم الله) وهي حماية لها من الأمراض النسائية في حال الحيض وكذلك التحذير من إستغلالها جسديا في أماكن غير شرعية


2_ ( ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا) وهذا النهي للدلالة على العنف المادي في أخذ حقها من الصداق والأثر المترتب عليه

3_ ( فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله ) للدلالة على العنف الأسري الذي يضطر المرأة للإفتراق عن زوجها بضغط من أهلها 

4_ ( ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ) تؤكد الآية أن المرأة قد تتعرض للعنف الزوجي المادي بالضغط عليها لتفدي نفسها بالمال او التلاعب بالطلاق في زمن العدة 

5_( فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن) نهي لأولياء الأمور في عضل بناتهم وتعنيفهم وحرمانهم من الزواج من أجل الراتب أو الإرث 

6_ (لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده)  للحد من العنف المادي في حرمانها وولدها من النفقة والعنف التعسفي في إضرارها وتهديدها بولدها 

7_( فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف ) وهذا الأمر يبين حق المرأة في الزواج بعد وفاة زوجها وأن منعها أحد أشكال العنف 

8_( لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ) إكراه المراة على النفقة أو تعنيفها بالإكراه والحيلة لأخذ مالها أحد أشكال العنف والإسلام يبين حمايته لها في الجانب المالي أيضا 

9_( ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ماآتيتموهن ) إما بمنعها من الزواج لأخذ مالها أو رفع مهرها وأخذه 

10_( فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة )  للإسلام موقفه من تعليق المرأة الذي يؤدي بها إلى الضرر النفسي والمادي لذا حذر منه 

11_( لا تخرجوهن من بيوتهن ) إن الإستقرار النفسي للمرأة يحد من المشاكل ويشعرها بالأمان ويساهم في بناءها النفسي والجسدي أما إخراجها من بيتها فعلى العكس من ذلك وهو من أعظم أنواع العنف بالنسبة للمراة ككائن ضعيف 

12_( ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن ) وفي هذا النهي عبر جمة فالضرر يشمل كل الأنواع المؤذية نفسية جسدية مادية شخصية أسرية صحية فكان هذا النهي شامل لكل أنواع الضرر لذا نهى الشرع عنه 

ولعلي أختم بقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( أحرج عليكم الضعيفين اليتيم والمرأة )

# وموقف النبي صلى الله عليه وسلم الذي يبين فيه التعامل الراقي في إحتواء المواقف 
فعن أنس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين مع خادم بقصعة فيها طعام فضربت بيدها فكسرتها فضمها وجعل فيها الطعام وقال كلوا وحبس الرسول والقصعة حتى فرغوا فدفع القصعة الصحيحة وحبس المكسورة) 

وبعد أيتها النساء أن معرفة حقوقكن التي كفلها الإسلام ووعيكن بذلك يجعلكن في مكانة قوية ولن يستطيع إنسان ان يسلبها منكن إلا بسكوتكن 

المدينة المنورة _ 29_2_1438