ورق الجنة

خلق الإنسان مفطورا بالحياء , وهو سمه عامة لبني البشر على اختلافهم و للمسلم خاصة لأنه شعبة من شعب الإيمان و مع هذه الفطرة المتأصلة في النفس طفت و تجاوزت الحد صفات غير فطرية و من ثم تأصلت منحية جنبا فطرة الحياء الأصيلة في ظل تصاعد المادة و المصالح و الربح الفوري و خاصة على أجساد النساء كأجساد مرغوبة لجلب أكبر عدد ممكن من الزبائن الغير كرام بل و حتى على أجساد الرجال الطامعين في الشهرة و الربح الوفير فما أن تلفت عينك يمنة و يسرة إلى و تجبرك لرؤية الاجساد الشبه عارية أو البرامج المتخللة للدعايات المتعرية من كل شئ و من أي شئ حتى الخلق أو مواقع الانترنت التي لا تخلو من العري الخاص بالجسد المؤدي إلى عري العقل إلا من تلك المناظر التي باتت و للأسف مألوفة لدى أجيالنا و لك أن تتخيل دعاية للصابون أو لمطهر المراحيض أو للشامبو ثم تخيل بعدها الفكر الذي سيتبناه هذا الجيل و إني لأتساءل كيف هان على هؤلاء التعري في وقت يكرم الله فيه الإنسان بالستر بالثوب و عدم الفضيحة حتى و هو ميت يؤمر بستره و ستر عورته ؟؟ كما أتساءل لما نسي هؤلاء أبوهم آدم الذي حين عصى ربه طفق يخصف عليه من ورق الجنة يستر عورته عن من ؟ عن زوجته و خليلته و وحيدته آنذاك حواء و هو نفس الشئ الذي قامت به حواء كإشارة مبعوثة منذ الخليقة بان أعظم شئ على الإنسان ستر عورته و إلا كان من الممكن أن لا تكشف عورتهما لكنه الدرس الذي لم تعيه البشرية و تركته وراء ظهرها دون أن نستفيد و نستعبر من ورق الجنة و كان من الممكن أن يختبئا خلف أي شجرة لكن الله و ملائكته يرونهما و أن ورق الجنة اقرب شئ يمكن التستر به ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونةسناء الشاذلي2017