الرَبَّة وخطورة نصب الأصنام
⬡ جاء وفد ثقيف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال زعيمهم عبد ياليل : أرأيت الزنا؟ فإنا قوم عزاب ، لا بد لنا منه، ولا يصبر أحدنا عنه! قال : "هو مما حرم الله على المسلمين، يقول الله تعالى : ( وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً )" الإسراء: 32.
قال : أرأيت الربا؟ قال : "الربا حرام" قال : فإن أموالنا كلها ربا، قال : "لكم رءوس أموالكم، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ)" البقرة: 278.
قال أفرأيت الخمر؟ فإنها عصير أعنابنا، لا بد لنا منها.
قال: "فإن الله قد حرمها" ثم تلا رسول الله هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنصَابُ وَالأزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة: 90.
فارتفع القوم وخلا بعضهم ببعض، فقال عبد ياليل: ويحكم! نرجع إلى قومنا بتحريم هذه الخصال الثلاث! والله والله لا تصبر ثقيف عن الخمر أبداً، ولا عن الزنا أبداً. قال سفيان بن عبد الله: أيها الرجل، إن يرد الله بها خيراً تصبَّر عنها، قد كان هؤلاء الذين معه على مثل هذا، فصبروا وتركوا ما كانوا عليه،
ثم أسلموا وقالوا:أرأيت الرَّبَّة، ما ترى فيها؟ قال: "هدمها".
قالوا: هيهات لو تعلم الربة أنا أردنا هدمها قتلت أهلنا!!
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ويحك يا عبد ياليل، إن الربة حجر لا يدري من عبده ممن لا يعبده،
واستأذنوا النبي أن يدع الربة ثلاث سنين لا يهدمها، فأبى، قالوا: سنتين، فأبى، قالوا: سنة، فأبى، قالوا: شهرًا واحدًا، فأبى أن يوقت لهم وقتًا وإنما يريدون بترك الربة لما يخافون من سفهائهم والنساء والصبيان، وكرهوا أن يروعوا قومهم بهدمها، فسألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعفيهم من هدمها، فوافق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على طلبهم ذلك، وسألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعفيهم من الصلاة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا خير في دين لا صلاة فيه".
ومكثوا في المدينة خمسة عشر يوماً ثم رجعوا إلى الطائف،
وبعد رجوعهم جهز رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سرية بقيادة خالد بن الوليد -رضي الله عنه- ومشاركة المغيرة بن شعبة وأبي سفيان بن حرب -رضي الله عنهما- وبعثهم في أثر الوفد.
وبينما نجحت مساعي الوفد في إقناع ثقيف بالدخول في الإسلام وأخبروهم بمصير اللات، وإذا بالسرية قد وصلت إلى الطائف ودخل المغيرة بن شعبة في بضعة عشر رجلاً يهدمون الربة (الصنم)، وكان ذلك تحت حراسة مشددة وخرجت ثقيف عن بكرة أبيها رجالها ونساؤها وصبيانها حتى الأبكار من خدورهن، وكانوا -لقرب عهدهم بالشرك- لا ترى عامة ثقيف أنها مهدومة ويظنون أنها ممتنعة.
وكان المغيرة رجلاً فيه دعابة وظرف فقال لأصحابه: والله لأضحكنكم من ثقيف، فضرب بالفأس ثم سقط يرفس فارتج أهل الطائف بصيحة واحدة وقالوا: أبعد الله المغيرة فقد قتلته الربة! وفرحوا حين رأوه ساقطًا، وقالوا مخاطبين أفراد السرية: من شاء منكم فليقترب وليجتهد على هدمها، فوالله لا تستطيع أبدًا، فوثب المغيرة بن شعبة، وقال: قبحكم الله يا معشر ثقيف! إنما هي لكاع (أي خسيسة وذميمة) حجارة ومدر، فاقبلوا عافية الله واعبدوه.
أكمل المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- ومن معه هدم الطاغية حتى سووها بالأرض، وكان سادنها واقفاً على أحر من الجمر ينتظر نقمة الرَّبَّة وغضبها على هؤلاء العصاة، فما إن وصلوا إلى أساسها حتى صاح قائلاً: سترون إذا انتهى أساسها يغضب الأساس غضبًا يخسف بهم!!
فلما سمع المغيرة -رضي الله عنه- بذلك السخف قال لقائد السرية: دعني أحفر أساسها، فحفره حتى أخرجوا ترابها وانتزعوا حليتها، وأخذوا ثيابها، فبهتت ثقيف وأدركت الواقع الذي كانت تحجبه غشاوة على أعينهم.
◈ والواقع خير شاهد ◈
◎ فمن يصدق أن اللات والعزى ويسوع ونسرا كانت لأناس صالحين ثم نصبت أصنام على أشكالهم للتبرك ثم للعباده؟
◎ ومن يصدق أن يأتي السامري بعجل من ذهب ويغوي الأتباع فيصدقونه ثم يعبدونه
◎ ومن يصدق أن الهندوس يقدسون بقره؟
◎ ومن يصدق أن قوم شعيب يعبدون شجرة الأيكه ؟
▣ إذا الأصنام ونصبها له خطورة على عقيدة الإنسان إن لم تكن بالعبادة فبالتقديس والتعظيم والإنبهار والتعلق ومن تعلق بشي عُلق به ومن يصدق أن تنصب أحجار الأضرحه وتعبد بإسم الأموات؟ يتراقصون ويطوفون وينذرون حولها
انها اصنام العبوديه لا الحريه
ولا تجتمع العقيده والاصنام
وهكذا يتسلل الشرك دون وعي
⬡ عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: ( لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الخَلَصَةِ ) ، وَذُو الخَلَصَةِ : طَاغِيَةُ دَوْسٍ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الجَاهِلِيَّةِ . وهو صنم معروف , وأختار النساء لضعفهم وتحكم العاطفة بهم.. رواه البخاري (7116) ، ومسلم (2906)
⬡ وقال صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ ، وَحَتَّى يَعْبُدُوا الْأَوْثَانَ )
وختاما...
▣ نرجو الله أن لانكون ممن يكفرون آخر الزمان وتصدق فينا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ( لاتقوم الساعه حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى يعبدون الأصنام ) ونكفر من أجل تمثال منصوب أو صنم مشهور
▣ قال ابن القيم: "قال غير واحد من السلف: عن ابن عباس في غلو قوم نوح في الصالحين وتصويرهم إياهم والاحتفاظ بصورهم ونصبها على المجالس منه ندرك خطورة التصوير وخطورة تعليق الصور على الجدران وخطورة نصب التماثيل في الميادين والشوارع، وأن ذلك يئول بالناس إلى الشرك، بحيث يتطور تعظيم تلك الصور والتماثيل المنصوبة، فيؤدي ذلك إلى عبادتها؛ كما حدث في قوم نوح.ولهذا جاء الإسلام بتحريم التصوير ولعن المصورين وتوعدهم بأشد الوعيد، وأنهم أشد الناس عذابا يوم القيامة؛ سدا لذريعة الشرك، وابتعادا عن مضاهاة خلق الله عز وجل.
▣ وندرك من هذه القصة مدى حرص الشيطان لعنه الله على إغواء بني آدم، ومكره بهم، وأنه قد يأتيهم من ناحية استغلال العواطف ودعوى الترغيب في الخير؛ فإنه لما رأى في قوم نوح ولوعهم بالصالحين ومحبتهم لهم؛ دعاهم إلى الغلو في هذه المحبة؛ بحيث أمرهم بنصب الصور التذكارية لهم، وهدفه من ذلك التدرج بهم في إخراجهم من الحق إلى الضلال،
فيديو
فيديو
سناء الشاذلي