(٦ ) بشائر وإجابه عاجله لأول ليلة من الليال العشر





(٦ )بشائر وإجابه عاجله لأول ليلة من الليال العشر 
 
استعمل النبي  صلى الله عليه وسلم، البشاره. والتفائل بالقول والفعل والحدَث وكان يعجبه الفأل فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا طيرة، وخيرها الفأل» قالوا: وما الفأل؟ قال: «الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم»(متفق على صحته).

 
 وقال الأصمعى: "سألت ابن عون عن الفأل فقال: هو أن تكون مريضًا فتسمع يا سالم، أو تكون محروما فتسمع يا واجد".

  وقال ابن تيمية : (والفأل الذي يحبه هو أن يفعل أمرا أو يعزم عليه متوكلا على الله، فيسمع الكلمة الحسنة التي تسره مثل أن يسمع: يا نجيح، يا مفلح، يا سعيد، يا منصور، 
 
وكان...يسأل النبي-صلى الله عليه وسلم- عن اسم الخيل والأرض والإنسان فإن كان حسنًا سُرَّ بذلك واستبشر به وإن كان سيئًا ابتعد عنه  

من ذلك قوله حين أتى في صلح الحديبية؛ فقيل له عن مبعوث قريش (أتى سهيل؛) فقال: «سهل الله أمركم»، 

وفي الطريق إلى خيبر؛ "وصل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى مفترق الطرق ووجدوا بها أربع طرق، كلها مؤدية إلى شمال خيبر، فطلب النبي من الدليل تسميتها له، فسماها له: 
حزن، وشاش، وحاطب، فامتنع منها وكرهها لسوء أسمائها،

فقال الدليل: ما بقي إلا طريق واحد، 
 
قال عمر: ما اسمه، 
 
فقال: مرحب،
 
فتفاءلوا به وسلكوه" فاستعمل الفأل  عمليا وسلك طريقه؛
 
من منطلق سنة البشاره والفأل وحسن الظن بالله ومنطلق قول النبي صلى الله عليه وسلم ( بشروا ولا تنفروا )

 
 
🔸 إسمعوا وأعوا واستبشروا 🔸

فإن عام ١٤٤٠ 
 
١_ عاما مبشرا ومحفزا وسارا في لياله العشر التي أقسم الله بها وقال ( وَلَيَالٍ عَشْرٍ
 
٢_ سبق  يوم الخميس الليلة الأولى من العشر وهو يوم ( ترفع فيه الأعمال)

 
 
٣ _ حسب التقويم فإن ليلة الجمعه أول الليال العشر ولو فرض أنها السبت فلليوم فضيله لأن الجمعه سبقت ليلة السبت وهي ليلة نكثر فيها من الصلاة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم...ومعلوم ان فيها البركه واجابة الدعاء 
 
٤_ ثم أول ليله يوم الجمعه ومشروع ومستحب صيام الليال العشر 
 
٥_ وفيها ساعة الإجابه مع أفضل أيام الدنيا ومعلوم أن دعاء الصائم لا يرد 
 
٦_ من الفضائل ساعة الإجابة يوم الجمعه فتستجاب الدعوات
مع التفويض والتوكل 
 
البشاره بالمختصر لليالي العشر لعام ١٤٤٠ كالتالي :
 
يوم خميس ترفع الأعمال مع الصيام
ليلة جمعه نكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهذا سبب لإجابة الدعاء لقوله( وتكفى همك )
يوم جمعه صيام أول ليالي العشر والصائم لا ترد دعوته
في يوم الجمعه ساعة إجابه لا يرد سائلها 
أضف لتلك الفضائل لو كان الداعي مهموم أو مضطر(أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ )
  


هل أصوم الجمعه لو صادفت صيام العشر مع النهي عن صوم الجمعه؟
 
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( لا يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ ) رواه البخاري (1849) ومسلم (1929) ، 
 
وروى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِي وَلَا تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الْأَيَّامِ إِلا أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ ) ( الصيام/1930)

 
 
الإجابة : 
 
قال ابن قدامة : " يُكْرَهُ إفْرَادُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِالصَّوْمِ , إلا أَنْ يُوَافِقَ ذَلِكَ صَوْمًا كَانَ يَصُومُهُ , مِثْلُ مَنْ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا فَيُوَافِقُ صَوْمُهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ , وَمَنْ عَادَتُهُ صَوْمُ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ الشَّهْرِ , أَوْ آخِرِهِ , أَوْ يَوْمِ نِصْفِهِ . المغني ج/3 ص/53
وقال النووي : قَالَ أَصْحَابُنَا ( يعني الشافعية ) : يُكْرَهُ إفْرَادُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِالصَّوْمِ فَإِنْ وَصَلَهُ بِصَوْمٍ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ أَوْ وَافَقَ عَادَةً لَهُ بِأَنْ نَذَرَ صَوْمَ يَوْمِ شِفَاءِ مَرِيضِهِ ,  المجموع شرح المهذب ج/6 ص/479

قال الشيخ ابن عثيمين : " وأما الجمعة فلا يُسنّ صوم يومها ، ويُكره أن يفرد صومه " ا.هـ .
انظر الشرح الممتع ج/6 ص/465
ويستثنى من هذا النهي : ِمَنْ صَامَ قَبْله أَوْ بَعْده أَوْ اِتَّفَقَ وُقُوعُهُ فِي أَيَّامٍ لَهُ عَادَةٌ بِصَوْمِهَا كَمَنْ يَصُوم أَيَّام الْبِيضِ أَوْ مَنْ لَهُ عَادَةٌ بِصَوْمِ يَوْمٍ مُعَيَّنٍ كَيَوْمِ عَرَفَةَ فَوَافَقَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ , وَيُؤْخَذُ مِنْهُ جَوَازُ صَوْمِهِ لِمَنْ نَذَرَ يَوْم قُدُوم زَيْدٍ مَثَلًا أَوْ يَوْم شِفَاء فُلَانٍ 

 

🔸فوائد البشاره والفأل (منقول)🔸
 
أولًا: 
 
يجلب السعادة والسرور إلى القلب، ويذهب عنه الهم والحزن، وهذا مطلوب شرعًا، ففي صحيح البخاري مِن حَدِيثِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ"[22].
 
ثانيًا: 
 
فيه تقوية للعزائم، ومعونة على الظفر، وباعث على الجد والعمل، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ﴾ [التوبة: 105]. 

ثالثًا:
 

فيه اقتداء بالسنة النبوية، فقد حثَّ النبي صلى اللهُ عليه وسلم على ذلك.( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )
 
فاستبشروا وابشروا☺☺



سناء الشاذلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق