بارتي , وهالوين , وضَبين






بارتي، وهالوين، وضَبين

 
قابل ضب صديقه الضب فقال له : لم أرك منذ زمن فلماذا الغيبة؟
 
فقال: كنت أستقبل في جحري أشياء كثيره حتى تزاحم علي جحري ورغم ضيقه ونتانته وعدم وجود فتحة أخرى إلا  انه بات مرغوبا لدى الكثير
لكن .. وماذا عنك لم أرك منذ مده
 
قال : حالي من حالك تزاحم على جحري بأشياء مكررة مستنسخه ترِد عليَ من الغرب والشرق،آه ياصديقي.. لا أدري أأفرح بالأشياء وأصحابها أم أحزن؟
 
لماذا.. ياصاحبي؟هل يمكنك إطلاعي على الأشياء في جحرك؟
 
نعم ياصديقي.. إنها أشياء وشخصيات لم تكن لتخطر على بالي.. فقديما كان من يدخل معي المغفلين، والجاهلين، بآلات لهوهم.. والمبتدِعين..بخرافاتهم.. . واليوم دخلت أصناف عديدة.. وكلها تتشابه في الأصل وهو التقليد.. فدخل الشاذ بإسم الحرية، والعاري بإسم الحقوق، والملحد بإسم العقلانيه، وهكذا حتى بات جحري لا يكفيهم.. رغم أن جحر الضباب معروفة بالعفن.. وماذا عنك؟
 
آه ياصاحبي.. إن معاناتي هي عين معاناتك..
فقديما كان الأشخاص يدخلون مقلدين لكنهم شبه محترمين.. نساء ورجالا.. أما النساء فقصرو الكم ثم الثوب.. ثم أقصر وأقصر حتى دخلن أفواجا بلا لباس.. يعرضن أنفسهن بلباس عاري.. ولباس يسمونه المايوه.. وعرضن أنفسهن في كل المجالات.. 
 
يكفي ياصديقي فجحرك هو جحري ويبدو أن الشخصية الضَبية قد تكاثرت .. فهلا ضربت لي مثالا واضحا..
 
ياصاحبي أرأيت الحجاب.. بسبب الشخصية الضبية التي لا تثق بنفسها ولديها عقدة نقص وتحب التقليد.. خلع النساء إلا ما رحم ربك الحجاب في بداية خلعه.. كُشِف الوجه فقط.. وبقي الجلباب.. ثم نزع الجلباب.. ولُبِس البنطال مع قطعة قماش مزينة ملونة فوق الرأس وكامل الزينة.. فتواردن على جحري من الشرق والغرب وهن يعتقدن أنهن يحسن صنعا.. وكل ذلك بسبب كثرة مايرونه في التلفاز.. من ممثلين ومذيعات.
 
 
والآن ياصاحبي هلا ضربت لي مثالا؟ 
 
 
قال: نعم بالأمس كانت الشخصيات الضبية تتوافد لعمل حفلات بسيطه تطورت لعمل كل أشكال حفلات الأعياد.. ودخل الديجي والمعسلات ووصل لبعضهن للإختلاط حتى بت أشك أني مثلهم.. رغم أن فطرتي هكذا فأنا أعيش في بيت ضيق، وفتحة بيت واحدة لو حاصرني أحد لا أستطيع الفرار.. وبيتي نتن.. ولا أخرج إلا ليلا.. لكني لم أخالف فطرتي أبدا أما هم فقد تخطوها بمراحل..
 
ولكن ياصديقي هلا اخبرتني بآخر التطورات..
 
قال: ياصاحبي إنها تطورات عجيبة وشاذه لم أكن لأتوقعها.. لقد أقيم في جحري حفلا يسمى بارتي.. رقص.. وتمايل شاذ.. حتى وصل لأن ترقص الفتاة مع الفتاة رقصة السلو.. وبقين للفجر.. وأنا واقف عند باب جحري أنتظر سؤال الآباء والأمهات.. لكن لا حياة لمن تنادي هم موات في موات ..
دعك عني وأخبرني بآخر موضة في جحرك
 
قال: فوجئت وإن كنت أتوقع لكثرة الشخصيات الضبيه في هذا الزمان.. بمخلوقات لاهي من البشر ولا من الجن يلبسون أشياء غريبة ومرعبة ومستنكره يشوهون بها وجوههم يتراقصون ويغنون.. ثم اكتشفت بعدها أنهم أناس في حفلة تنكرية تسمى الهلوين مقتبسة من الغرب.. وهو حفل خاص بالقديسسين..
وماأغضبني هو حمل الصليب بيد أهل التوحيد.. وتمثيلهم لشخصية دينية بلحيتها وثوبها وقد شوهدت تدور بينهم وتقول لا للإختلاط.. فتعجبت وقلت أليس هؤلاء مسلمين فكيف يسخرون من شعائرهم والله يقول ومن يعظم شعائر الله
 
كان ذلك حوار بين ضبين مستائين
 
وحوارهم يبين مدى لهث أهل  الإسلام  وراء الغرب  بتقلِّيدهم  في كل شيء، لا يعبؤون إن كان هذا الشيء مُحرَّمًا ويصطدم بالشرع، والمبادئ، والقيم، أو مكروهًا والأَفضل تركه، أو حتى تافهًا لا يستحق عناء  هذا اللهث، وكأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حيٌّ بيننا يصف ما تحياه الأمة وصفًا دقيقًا مُعبرًا. محزنا، ومحذرا
 
فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لتتبعُنَّ سَنَنَ من كان قبلَكم، شبرًا بشبرٍ، وذراعًا بذراعٍ، حتى لو دخلوا جُحْرَ ضبٍّ تبعتُمُوهم))، قلنا: يا رسولَ اللهِ، اليهودُ والنصارى؟ قال: ((فمَنْ؟)) [البخاري:].

 
 
 
 وبلاغة النبي صلى الله عليه وسلم في اختيار جحر الضب ؛ فالضبُّ يصل عمره إلى ما بين الستين والسبعين، وهي غالب أعمار أمة الإسلام، وجحر الضبِّ مَعروفٌ عنه أنه شديد القذارة، وله فتحة واحدة، ليس كباقي الحيوانات التي تحفر جحورها في الأرض وتصنع لها عدة فتحات لتخدع أعداءها وتستطيع الهرب منها، فجُحر الضبِّ فيه مهلكة محققة إذا ما حوصِرَ جُحره من عدوٍّ يتربص به، فجمع جحر الضب القذارة المؤكَّدة، والمَهلَكةَ المحقَّقة، إلا أن المُقَلِدين، يتَّبعون كل شيء فيه قذرًا ومُهلكًا، ( هذه الجزئية منقولة)

 

قال ابن العربي - رحمه الله .. وتفكرت برهة في وجه ضرب المثل بالضب فعرضت لي في الخاطر معان :


_ أن الضب عند العرب يضرب به المثل للقائد من الإنس، والقائد  يأتي إليه الخلق.. 


 
_ ومما عرف عن أعاجيب الضب  بقية النفس  بعد الذبح وهشم الرأس .. يقال: إنه يمكث بعد الذبح ليلة ويلقى في النار فيتحرك،

_ وبين الضب والعقرب مودة فلذلك يؤويها في جحره لتلسع المتحرش به إذا أدخل يده لأخذه، ولا يحفر جحره إلا في صخرة ، ويطيل الحفر حتى يرتفع   عن مجاري السيل والمياه،  لكيلا ينهار عليه بيته، ومن طبعه النسيان وعدم الهداية، وبه يضرب المثل في الحيرة، ولذلك لا يتخذ جحره إلا عند أكمة أو صخرة لئلا يضل عنه إذا خرج لطلب المطعم، ويوصف بالعقوق لأنه يأكل حسوله( أي صغيره) فلا ينجو منها إلا ما هرب، ومن أعاجيبه طول العمر وذلك مشهور في الأشعار والأخبار،
 
_ ولا يرد الماء ولا تسقط له سن ، والأمثال المضروبة بشأنه كثيرة، يقال: أعق من ضب لأنه يأكل صغاره، وأخب من ضب لأنه إذا خدع في جحره وصف بالخبث والمكر، وأحيا من ضب، وأقصر من إبـهام الضب، وأعقد من ذنَب الضب، وأضل من الضب .

 
 
فهل بعد كل تلك الأوصاف وبعد تحذير النبي صلى الله عليه وسلم يستمر حال المقلدين من الشخصيات الضبيه

ياأيها الضَبِيون.. قد جاءكم برهان من ربكم من أمراض وحروب وفقر وغلاء ووو .. فكشف الله عنكم وعافاكم وأنتم لا تستكينون لربكم ( وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ )
وكان حال الكثير ( نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ )

...........

ملف شامل .. اضغطي هنا :

بارتي , وهالوين , وضَبين

سناء الشاذلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملاحظة : سيتم النشر عند الموافقة على التعليق